الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كانت مسرحية

وسام النجفي

2007 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لم تزل أوضاع العراق السياسية متخبطة وكل يوم بإستراتيجية وكل فترة ببرنامج فبعد العزف على الأوتار الكردية والشيعية والسنية ودعم ولادعم وإنسحاب وعودة ومطالبة وشجب والعراق يسير لمستقبل غامض مستقبل تتجه فيه كل المقاييس الى الجهة السلبية ربما هي الجهة التي ترغب الإدارة الأمريكية بإيقافنا فيها لغرض مؤقت كل هذا كان مجرد كلام في ورق حتى بانت مدلولاته من خلال التحرك المكوكي لأياد علاوي الذي يحاول معاودة لم الشمل بين كل من رجال الإدارة الأمريكية وما تبقى من خطوط حزب البعث المنحل لتسوية عدة أمور يقف على رأسها العودة الى السلطة بلباس أخر والغريب في الموضوع ان تقوم الإدارة الأمريكية بتوسيع الحوار وتكثف عدد اللقاءات مع الجانب البعثي مستخدمةً الضغط الإعلامي على الجانب الحكومي المتمثل بوزارة المالكي التي بدأت تفقد رأس الخيط شيئاً فشيء وسط زحمة من الضغوطات الداخلية والخارجية والسؤال المهم الذي يطرح نفسه اليوم ماذا يريد أياد علاوي ؟؟ وماذا يريد الأمريكان ؟؟
سؤالان تكون إجابتهما متقاربتان فالإجندة الأمريكية لم تجد مبتغاها في معطف المالكي وأياد علاوي يجد نفسه الأجدر برئاسة الوزراء وبين هذين البقعتين يقف العراق ، إن تفعيل الحوار البعثي الأمريكي له عدة أبعاد فهو لم يكن حوار بقدر ماهو محاولة للعودة للسلطة والجانب الأمريكي يطرح السلطة في العراق لكل من لديه قدرة أكبر لتنفيذ مفردات الستراتيجية الأمريكية لذى نجد أن أكثر المتضررين هم الأكثر إستعداداً للتوقيع على بياض لاسيما اذا جاء هذا المتضرر من قناة الرجل الأكثر رغبة للجانب الأمريكي بإناطة دفة الحكم له ( أياد علاوي ) إذن العملية عملية تلاقي مصالح بين الطرف الأمريكي الذي يعتقد متوهماً إن إستقرار الوضع الأمني هو عن طريق البعثيين المتبقين والجانب الأخر الذي يرى ان العودة للسلطة ضرورة آنية لايمكن تحقيقها الا بختم أمريكي وبين هذين الجانبين يقف الجانب الثالث والمحوري في هذه العملية متمثل بشخص أياد علاوي الذي وجد نفسه في ليلة وضحاها خارج الدوائر السياسية ليسلم مرغماً مفاتيح جنانه الى الجعفري في مشهد غاية في الثقل والرتابة لتبدأ بعدها رحلة تصفية حسابات مع القوى السياسية التي وخزها علاوي بدون أية مسئولية ليكون الصدام الأول في النجف ومع التيار الصدري تحديداً خاسراً بذلك المحورالشيعي الذي طالما غازله أياد علاوي فترة إستيزاره ليعود متقوقعاً مع وجوه القائمة العراقية الذي لم يفهم اللعبة سوى الحزب الشيوعي العراقي الذي ظل محتفظاً بثوابت البرنامج السياسي المتفق عليه دون الرضوخ الى مزاجية علاوي ليبدأ بعدها التحرك في مضمار المعارضة البرلمانية في وقت يتبادل السيد الجعفري مقعد الوزارة مع السيد المالكي كان أياد علاوي يبحث عن رصيد يعيده للساحة من جديد فتوافق ذلك مع حركة الإنسحابات من الحكومة التي كان قائدها التيار الصدري ومن ثم جبهة التوافق بعدها القائمة العراقية التي لم تجد بد من العودة الى مجاميع البعث المنتشرة بين سوريا والإمارات واليمن ومحاولة لفتح قناة حوار مع الولايات المتحدة ، إن العملية التي يروم الأطراف الثلاث إقامتها ( البعثيون ، علاوي ، الولايات المتحدة ) هي مسرحية سيكون ضحيتها العراق فهي عملية التفاف على كل الأسس التي نادى بها الجميع بعد 9/4 فالذي لايستطيع الفوز بالإنتخابات لايمكن اللجوء الى الطرق الملتوية وإستخدام كل الوسائل المنطقية وغير المنطقية لتنفيذ أجندة معينة أو للوصول لمأرب شخصية على حساب الجميع فعودة البعثيين هي مسرحية لايمكن السكوت عنها فالبعث مرحلة حكم فاسدة قد ولت الى غير رجعة وعلى من يروج الى وجود بعثيين لم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين فلابأس أن يعيشوا كأي مواطن عراقي شريطة ان لا يحلموا بالسلطة هذا أقل عقاب لهم فلقد أخذ البعثيون حصتهم الكبرى في الحكم والسلطة والبطش وكفى فلقد آن الآوان لطي صفحتهم ولابد ان يعلم الجميع إن زمن الإلتفاف والإنقلابات البيضاء والسوداء والحمراء قد قبر ولايوجد طريق للحكم سوى الإنتخابات بالرغم من كل الظروف التي تحدث فلايمكن عودة البعث و ببساطة لأن فكر البعث وممارساته الوحشية هي نتاج ما يحصل الآن في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -