الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متاهة في الجار

امنة الذهبي

2007 / 9 / 12
الادب والفن


العديد من الكراسي وقطع الاثاث توزعت في اركان الغرفة , لوحة سوريالية لا افهم من تفاصيلها شيئا احتلت مساحة واسعة من الجدار , الى جوارها ســاعة تدور عقاربها كالمعتاد مرة وكالمعتوه مرة اخرى , احس ان لعقاربها عكازتين , معها بدأ شئ ما يدور في رأسي, ركزت في اللوحة هربا من الساعة فغامت الاشياء في
عيني بدت اللوحة اكبر وكلما تحركت العقارب كبرت معها اكثر واكثر حتى صارت اكبر من الجدار وصارت الغرفة بكل ما فيها معلقة في زواياها.. الاشياء تعوم .. عقارب الساعة تدور الى الوراء .. رأسي ترك عنقي وراح يدور في الهواء , تلتهمه اللوحة ..... ابحث عمن يخرج الغرفة قبل ان تلتهم هي ايضا , يرصدني عقرب
الثواني ... اتراجع ... لاافكر بالهروب ! انا لم اشارك ا للوحة في احتلال الغرفة ! انها مستندة الى اسس قوية وجدران صـلدة !!!! لكن لماذا انهزمت امـام امتداد اللوحـة ؟ اعرف ان الهزيمة قد تمنح امتيازات طارئة ...
من يفكر بأمر لوحة او غرفة ؟.؟؟ انا ادور عكس عقارب الساعة لانها تدور الى الوراء هذه اللحظة !!!
ان التفكير يحتاج الى مكان وزمان !!! اين الزمان الان ؟ ميل الثواني يلهث فتنهار الدقائق واحدة تلو الاخرى كاسرا مقاومة الساعات !!!! من كان يصدق ان هذا الهزيل الدقيق الذي لاحول ولا قوة له بأمكانه ان يغير مجرى الاحداث , ولابد من ايقافه !!! كيف السبيل اليه وهو في الساعة والساعة في الجدار والجدار في الغرفة
والغرفة ...في اللوحة !!!!كيف اشق طريقي وسط اكوام الاثاث ا لمبعثرة؟؟؟ ماذا لو دخلت اللوحة ؟ كيف اجد رأسي وجسدي لم يعد يواكب مسيرة العقارب المعكوسة !!! ساقاي وحدهما من يعرفان الطريق اذ ما توفرت لهما احذية مناسبة , احذية بأسطرلابات ... عقرب الثواني ما زال يحث السير, تنتفض اقدامي , تحاول فعل شئ ...تلتهمهما اللوحة ليضيعا وسط الاشياء المكتضة ... لو انها تلتهم يدي لتمكنت هذه من ترتيب اجزائها ... يداي ان وصلت هناك ستتوالد في اللوحة اجيالا ....اطار اللوحة يشكل حدا يفصل بين حلم اليقضة والنوم وانا لم اعتد على احلام اليقضة , ايهما اقرب الى الواقع ؟ اللوحة ام رأسي ؟ ام الساعة التي بدت محتارة بعد نزول عقاربها .
اشتد الغليان في قلب اللوحة ,تطافرت قطع الاثاث الى الخارج , اطرافي السفلى ,اطرافي العليا ,انا بالكامل تطافرت مع اكوام الخردة .... كل شيئ سائر نحو النهاية وكأن الاعصار على وشك ان ....الساعة توقفت وان كان الزمن خارج اطارها يتحرك , يهرول , يسرع , يبحث في المدى عمن يعيد الحياة للوحة ممزقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال