الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابر نصف جماعية

يحيى الشيخ زامل

2007 / 9 / 12
حقوق الانسان



لا أدري ما الذي يجري بي حين أرى أحد المغدورين أو التي تغتالهم العصابات المأجورة ،في الشوارع أو محمولين في سيارات الشرطة أو الإسعاف ....... أتصور نفسي معهم و تلك الرصاصات التي مزقت أجسادهم واستقرت في مكان ما ، لتحيل تلك الأجساد الطرية والحيوية إلى أجساد ميتة جامدة لا حراك فيها ، أنها نفسها تخترق جسدي وتحيلني أنا الأخر كومة من لحم مرمياً على قارعة الطريق تلوث الدماء جسدي وملابسي ليقولوا عنه ...... مجهول الهوية ........ثم يأخذني الاستغراق أكثر فأرى من بعيد وأتصور أهلي كيف سيستقبلون الخبر، وإلى أين يمضون حين لا أعود في المساء ، كما يعود كل الناس إلى بيوتهم ، حيث يستقبلهم أطفالهم وكلمتهم المعهودة بلسانهم البريء ( أشجايبنه بابا )....... أستغرق أكثر حين أسمع صراخ أهلي وأصدقائي وجيراني وبكائهم على إنسان لن يروه أبدا ، إنساناً أصبح من الماضي أحالته قطعة صغيرة من رصاص إلى كومة من لحم نائماً في مقابر نصف جماعية علنية وغير سرية في جانب الطريق .
في العراق هناك نوعان من المقابر ، مقابر جماعية سرية كان بطلها النظام السابق لأنهم ضد الحزب والثورة والقائد ، ومقابر نصف جماعية علنية ، لأنهم خونة وعملاء ساهموا بإسقاط الحزب والثورة والقائد .
لا يصدق أحد أن ما أكتشف لحد الآن قارب الأربعمائة مقبرة جماعية تضم من الرجال والنساء والأطفال أعداداً متقاربة ، بل أن هناك أسراً بكاملها ذهبت ضحية لهذه المكرمة من لدن الحزب والثورة والقائد .
أنا متأكد أن ما يذهب كل يوم الضحايا في النظام السابق يفوق كل الحسابات وكل الإحصاءات لأنها ببساطة سرية ولم يعلم بها أحد إلا حين غادرنا ذلك النظام إلى غير رجعة .
أما هذه الأيام وحين نسمع تلك الإحصاءات من الضحايا المغدورين من مجهولي الهوية ، والتي لا تكون إلا العشر من تلك التي في النظام السابق ، فأنها تحدث هزة وضجة في الضمير العراقي والسبب لأنها علنية وأمام أنضار الناس ، ولا تحتاج إلى رتوش ولا تزويق ولا ماكياج ، لقطات أكثر من واقعية تدفعنا إلى الوراء لنقول ....... (رحم الله الحزب والثورة والقائد ) .
هذا ما يريدوه .......هذا ما يردوننا أن نقوله .....هذا ما خططوا له منذ عشرات السنين حين صنعوا المعارضة الوهمية ، وسافر البعض منهم باعتبارهم منشقين وهاربين من بطش النظام ، ومن هناك كانت التقارير لا تتوقف عن العراقيين الشرفاء من الذين رفضوا كل المقابر سواء كانت علنية أو سرية .
ولذلك لا تستغرب حين تجد البعض من الذين كانوا معارضة في الأمس من يضع يده في يد الإرهابيين في السر ، و يلعنهم في العلن ، ولا تستغرب حين تسمع أن أحدهم هرب بأموال الدولة إلى خارج البلاد ، ولا تستغرب حين تسمع من يضع أموال العباد في جيبه لكونها ( مجهولة مالك ) ، و لا تستغرب حين لا تعرف قائد المعارضة اليوم حين تشاهده في أحدى الفضائيات .... وتقول ( مجهول الهوية ) ،
فطوابير مجهولي الهويات لا تنفذ في بلادنا ......حتى يرث الله الأرض ومن عليها ........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال


.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا




.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال