الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدا 4

جمال بوطيب

2007 / 9 / 13
الادب والفن


فتــــوى

غضب " قاطوط " لما سمع الخبر . الأمر لا يحتمل التأخير ومملكة القطط في خطر . قط عاش في وسط ميسور يرفض أن يأكل فأرة ويزعم أنه يحبها.
-نقتله. قال قط متطرف.
-نصلبه. قال القط ذو اللحية الكثة.
- نتركه حتى حين. قال القاضي.
قال القط العاشق :
- وأما من هواها فإني لا أ توب .
أما أنصار السلام من القطط والفئران فقد خرجوا في مظاهرة حاملين لافتات ، ويرددون:
- يسقط الميز العنصري .
- يسقط الإرهاب العاطفي.
- عاش السلام.
- عاشت القطط والفئران.
قالت محامية القط ، والتي كانت على علاقة مع فأر بورجوازي:
- أسجل انسحابي.
وأفتى إمام القطط مرغما:
" ينبغي الجمع بين المحبّيْن، وإن كانت بينهما أقدام عداوة في التاريخ" .
وكان الإمام ، كلما صلى ، يبتهل إلى الله في أن يوفقه في علاقة عاطفية مع فأرة ، شرط أن تكون جميلة ومتدينة.

ذكـاء

فكرت الشجرة الذكية كثيرا قبل أن تخبر صديقاتها بقرارها الخطير :
- غير معقول، الناس يرموننا بالحجر ، ونحن نرميهم بالثمر.
في البداية حاولت مجموعة من الأشجار القصيرة التنصل من قرار الإضراب ، لكنها سرعان ما أذعنت لرأي الجماعة.
- غدا ليلا سنهجر المدينة.
قالت الشجرة الذكية.
لكن مجلس جماعة المدينة كان أذكى حين اقتلع الأشجار صباحا، وقرر تحويلها إلى ورق يكتب فيه عن فوائد الأشجار.


أمانـي


قالت أمي : لابد أن تصير شرطيا.
قال لأبي : صر ما شئت إلا شرطيا.
قالت جدتي: طاعة الوالدين من طاعة الله.
قلت أنا: (بين الغلطة والزحام جابوا القاضي "يَتْخَتَّنْ").
قال الشرطي ، وهو يضع الأصفاد في يدي :" أنت شخص تمس الأمن العام".ما دخل القاضي ؟ومن هم الذين جابو؟؟ ومن قال إن البلاد فيها خلطة وزحام؟؟

صيـــــام


ظل الطفل يقاوم الوسن . يغفو ثم يستيقظ . رسم دوائر وخطوطا كثيرة حتى لايغلبه النوم. كان يريد أن يحضر وجبة السحور بعد أن فشل في إقناع والديه بإيقاظه . قرر في داخله أن يصوم . أصدقاؤه في المدرسة يصومون وهو يوميا يكذب عليهم قائلا إنه لايفطر .ثم فوق ذاك كان يشعر بقدرته على الصيام ومقاومة الجوع يوما كاملا . عندما تسحّر لم ينم. صلى الفجر وراء أبيه . أوصى أمه بأن توقظه إذا ما نام حتى لا يفوته درس الصباح . وفي القسم مرّ الوقت بطيئا ، وعلى غير عادته لم يستوعب الدرس. عند الظهر قالت أمه :
- صُمتَ نصف يوم ، ولم تبق لك إلا ساعات . استعن عليها بالقيلولة ياولدي.
- أنا ذاهب لإدراك الصلاة مع الجماعة.
قال لها وهو ينظر إلى وجهه الشاحب في المرآة.
- وفي المسجد ، بعد الصلاة ، قرأ حزب " سبّح " مع الفقهاء. كان مزهوا لأنه يحفظه ، بعد تلاوة القرآن كان الإمام يتحدث عن فضل الصيام على الأنام وعن الجنة وعن أطعمتها ولذتها. خرج الطفل مسرعا إلى منزله. قال لأمه :
- أريد غدائي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07