الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصول من تاريخ المسرح العراقي - العراق القديم ، عرف التمثيل ، ولم يعرف المسرح

لطيف حسن

2007 / 9 / 13
الادب والفن


منذ فترة ليست بالقصيرة ، والجدل يدور بين المهتمين حول ، هل عرف العراق القديم المسرح، او العرب ، أو أي بلد آخر يتشابه ويتطابق مع العراق في ظروف التطور الاجتماعي والحضاري . ؟.

في البداية كمدخل ، نعيد تأكيد بديهية ان التمثيل اساسه ( التقمص والتشخيص ) و هما غريزتان موجودتان عند الانسان العاقل اينما ظهر في العالم ، وبنعريف مبسط آخر هو تقليد فطري للطبيعة ، وانعكاس غير متطابق لها ، تجسد في البدايات في النقوش و الرسوم على جدران الكهوف ، وتقليد اصوات وحركات الطيور والحيوانات ، وخلق الاجواء الاحتفالية منها بأعادة تشخيص وقائع الصيد للجماعة التي لم تشارك في الصيد ، واستخدمت الادوات المساعدة في التمويه ، كلبس فروة الطريدة لمن يشخص الحيوان المفترس ، والتلويح بادوات الصيد كالهراوة والقوس والسهام مثلا لمن يشخص دور الصياد ، وتحديد المكان حول النار الموقدة لشي لحم الطريدة ، والزمان عند عودة فرق الصيد الى موقع القبيلة التي عادة ماتكون هي الكهوف، او اعتاب فتحات الكهوف .

. وتحول هذا الحفل بمرور الزمن الى طقس ديني ، والصياد المشخص ، الماهر القوي الى كاهن وزعيم ، وفي تطور لاحق الى حاكم وملك مرهوب الجانب ، لانه بمقدوره من دون الآخرين ان يتقمص الارواح البعيدة ، وتحل في جسده المقدس الآلهة .

ويذهب بعض الباحثين المعاصرين في علم الاجتماع ، الى ان سلوك المدنيين من البشر فيما بينهم عموما ، مبني على نوع من التقمص والتشخيص والكذب والخديعة في محاولة للظهور امام الاخر بما هو افضل من ما هو عليه في حقيقة الامر ، فالمدينة التي يتم فيها التبادل التجاري ، تفرض نوع من العلاقات المصلحية المتبادله بين الناس في داخلها ، ويجد بعض الباحثيين العراقيين انعكاسها الواضح على السلوك اليومي المزدوج عند العراقيين المعاصريين ، باعتبارهم مستوطنوا المدن الاوائل في العالم ،عرفوا اشكالا متعددة من هذا السلوك الذي مازال مستمرا عندهم ، يتحدث د. علي الوردي في مؤلفاته عن الأزدواجية العميقة في السلوك والعادات عند الفرد العراقي فيما بين ( قيم التمدن وقيم البداوة) التي يحملونها ، وتنقله في تعامله اليومي في تقمص الشخصيتين بالتناوب ( حسب مايلزمه الظرف ) والظهورأمام الآخر بصورة خارجية مغايرة لصورة ما يضمر ،

فالتقمص والتشخيص والميل للأستعراض ، أي ( التمثيل )موجود فطريا عند الانسان ، و هو ليس بمسرح ، فالتمثيل والممثل يشكلان احد المكونات الرئيسية العديدة الاخرى في فن المسرح ، (التي سنأتي على ذكرها) ، مع توفر الشرط التاريخي الحاسم ،

ويجب ان لانخلط فيما بينهما في التعريف ، فالطقس الديني وما يحويه من عروض تمثيلية أكيدة تحكي عن المقدس في السماء هي ليست مسرح ايضا ، لانها تفتقد الى الممثل المحترف ، وهو غير الكاهن الذي يمثل احيانا وهو يقود ويوجه الطقس في حالة لا ينفصل فيها الجمهور عن الممثل ، الاثنان يشتركان في أحياء الطقس ، انها تشكل جنين المسرح الاول الذي نما في بطن المعبد ، وولد عنه مسرح اليوم كما نعرفه بعدما نضج الظرف التاريخي المتمثل بأنتقال العقل البشري من مرحلة الطفولة وأسطرة الكون بالخرافة ، الى مرحلة النضج والدخول في فهم جدل التاريخ والمادة ودور الانسان الحاسم في تقرير مصيره على الارض ، الذي لم يتوفر الا في حقبة اليونان في حوالي ( 600 سنة ق.م) ، عندما انتقل مركز الحضارة في العالم اليهم من بابل بعد سقوطها في عام ( 590 ق.م ) على يد الساسانيين.

وطوال مائة وحمسون عاما التالية ، شهدت أثينا طفرة فكرية أشبه بالمعجزة ، ظهر فيها فلاسفة كبار غيروا نمط تفكير العالم من أمثال ( سقراط 499-429 ق.م ) ونشط رجال في الفكر السياسي وارسوا اسس الديمثراطية اليونانية من أمثال ( تمستوكليس 526 -460 ق.م ) و ( بركلس 495 – 429 ق.م ) ومؤرخين عظام من أمثال ( ثيوسيديس 460 – 400 ق.م ) ومهندسوا الاكربوليس المعماريون الافذاذ، ونحاتون من أمثال ( فيدياس 500 -432 ق.م ) وخطباء من أمثال ( ديموسيتيس 384 -322 ق.م ) وغيرهم



ظهر في اليونان لاول مرة ( ثيسبس ) في ( 534 ق.م ) ممثلا محترفا في المسرح وليس كاهنا ، ومنشدا منفردا جوالا على عربة ، متزامنا مع ظهور فلاسفة جدليون في اليونان ، ( أفلاطون) و (سقراط) ، وشعراء دبجو لاول مرة القصائد الطويلة التي تحكي قصص عن الآلهة والبشر ، وكتبوا الملاحم الطويلة(كهوميروس) الذي كتب (الاوديسة ).، الى جانب ( الالياذة ) التي يعتقد انها قد كتبت بالتعاقب من قبل اكثر من شاعر .

أهمية ( ثيسبس ) ليس في كونه أول ممثل تراتيجي محترف فحسب ، بل أهميته تكمن في انه جسد في اعماله الافكار الاساسية لقواعد المسرح التي طورها من بعده كل من ( أسخيلوس ) و( سوفوكليس ) و (يوريبيدس) ثم اعتمد ( ارسطو) الذي جاء في فترة لاحقة ، على مؤلفاتهم كنموذج في تحديد تعريف المسرح والمسرحية في كتابه (فن الشعر) ودرس فيه الجمهور المسرحي ، بما يقترب من الدراسة السايكولوجية بمفهومنا اليوم ، ومازالت تعريفاته التي وضعها سارية في العالم لحد اليوم .

(فثيسبس ) كان شاعرا ايضا ، كتب القصائد التي أصبحت بمثابة نص العرض ، نص المسرحية المكتوب ( الركن الاول من قواعد المسرح) (1) ، وخرج الى اعتاب بوابة المعبد واستخدمها كمكان للعرض بعيدا عن المكان السابق ،الذي هو بطن المعبد المقدس ، أي انتقل الى منصة المسرح ( الركن الثاني في قواعد المسرح ) وأنتقل من (الدياثرامب المقدس) طقوس واغاني ديونيس ، والكورس الذي يتناوب في ترتيلها ، وهي تروي احداث في حياة الآلهة ، الى دراما الممثل الواحد ، أي التمثيل ( الركن الثالث في قواعد المسرح ) الذي يحاور الكورس ، ليسرد أحداث في حياة البطل الانسان . أي انتقل في الموضوع من المقدس الى الدنيوي وبذلك فصل فيما بين الجمهورو ما يحدث من طقس ديني سابقا في المسرح ، واعتبر الجمهور عنصرا محددا بذاته (الركن الرابع في قواعد المسرح ) ، ووضع وحدة الزمان والمكان كأطار تدور فيها المسرحية ، المكان ثابت لايتغير والزمان لايتجاوز اليوم الواحد ( احد قواعد المسرح التراجيدي اليوناني الذي طورفيما بعد على يدي كورني وراسين وشكسبير ).

وقد فاز ( ثيسبس ) بجائزة التأليف فيما بعد ، وكرم بأعتباره او ل شاعر يستخدم ممثلا بشكل منفصل عن الكورس وقائده ، وقام بتحديد دور الممثل الواحد المنفصل عن الكورس الذي يؤدي أكثر من شخصية في الوقت نفسه ، مستعينا بقناع او أكثر من الاقنعة.

وبعد اربعين عاما ( 495 ق.م) ظهر ( اسخيلوس ) الذي طور مابدأه ( ثيسبس ) بزيادة عدد الممثلين الى اثنان او ثلاثة ، عدا مسرحيته الاولى ( الفرس ) التي حافظ فيها على الممثل المحاور الواحد ، والتزم بما توصل اليه ( ثيسبس ) فيما يجب ان يكون عليه العرض المسرحي ، وكتب ( اسخيلوس ) في حياته تسعين تراجيديا، لم يتبق منها غير سبعة فقط .

وفي هذه الفترة كانت ( الدياثرامب ) الديونيسية ما تزال تقدم بأنتظام الى جانب تراجيديا ت( ثيسبس) التي كانت مستهجنة ومرفوضة في البداية و التي لم يعترف بها الأثينيون الافي عام ( 534 ق.م ) عندما اضيفت تراجيدياته الى المسابقات السنوية التي كانت تقام في اثينا وخصصت لها الجوائز ، الى جانب عروض (الدياثرامب) التي يبدو ان ( ثيسبس ) كان مستمرا ايضا في الاشتراك بطقوسها السنوية ، وظهر في نفس الفترة تقريبا فيما بعد ( أسخيلوس) و (سوفوكلس ) و(يوروبيدس ) لتكتمل بهم أعمدة المسرح التراجيدي .

لسنا هنا في مجال الاستطراد اكثر في موضوع نشأة وجذور المسرح اليوناني المعروفة ، نكتفي بهذا القدرالذي اوردناه عنها والذي يفيدنا في القاء ضوء خاطف على قواعد المسرح وكتابة المسرحية التي حددها ( أرسطو ) في كتابه الاساس فيما بعد(فن الشعر ) ( 2 ). للتفريق فيما بين مفهوم فعل التقمص والتشخيص و التمثيل ، ومفهوم فن المسرح الاوسع الذي تحددت شروطه الصارمة منذ خمسمائة عام ( ق.م ) تقريبا .

فلو عدنا الى السؤال الاول ، هل عرف العراقيون القدامى ظاهرة المسرح...؟ أو بكلمة اخرى توصلوا الى ظاهرة مشابهة وقريبة من ظاهرة المسرح في اليونان ...؟

نجد في الجواب انهم عرفوا التمثيل والتشخيص في طقوسهم التعبدية ، مثلما عرفته الشعوب الاخرى ، ألا انهم لم ينجحوا في الارتقاء بهذه الطقوس الى شروط المسرح ، رغم انهم من المحتمل قد شاهدوا عروضا مسرحية يونانية ورومانية تقدم باللغتين ، منذ احتلال الاسكندر المكدوني لوادي الرافدين ، فقد بنى في بابل مسرح على الطراز اليوناني ( هناك غموض لحد الان عن نوعية العروض التي كانت تقدم من عليه ) ، واعاد الرومان بناء انقاضه على الطراز الروماني ، مما يدلل على اهمية الوظيفة التي كان يؤديها ، ومازال بقايا آثار هذا المسرح موجودة لحد اليوم .

وفي خرائب مدينة الحضر يوجد ايضا بقايا مسرح روماني ، وهي ليست بملاعب مخصصة لمصارعة الحيوانات المفترسة او أجراء المسابقات الرياضية ، كما يفترض ذلك بعض الباحثين ، فتصميم ملاعب المصارعة والمسابقات الرياضية تختلف في تصميم حلبتها عن تصميم منصة المسرح ، رغم انهما يشتركان في الشكل النصف الدائري والمدرج ، والاحتمال الاكبر ان هذه الابنية قد قامت في يوم ما بأداء وظيفة المسرح الموجه للجنود المحتلين في مناسباتهم الأحتفالية ، ان كانت دينية او مسرحية، ولم يكتب لها الانتشار الشعبيى والتجذر في ثقافة السكان الاصليين ، لربما بسبب الرفض الشعبي المحتمل في تقبلها بأعتبارها من ثقافة المحتل الدخيلة ، او بسبب الانقطاعات التأريخية بتتالي احتلالات الاقوام المختلفة لها ذات الحضارات المتناقضة .

عندما يكون التمثيل غريزة أساسية عند البشر قاطبة كما ذكرناها في بداية الموضوع ، و نجدها عند سكان الرافدين القدامى والمعاصرين اليوم تنعكس في تداخل وتشابك تصرفات الفرد بقوة مع التشخيص و التمثيل ، بدافع الرغبة في التوافق مع النفس ، ومع البيئة المادية ، والظروف المحيطة ، وهي نتاج عملية المعايشة و خلق علاقة بالآخر موجودة في كل بيئة اجتماعية على الارض ، لم يتميز بها العراقيون عن سواهم،

وعلى هذا الاساس التمثيل وحده بطبيعته عنصر آني زائل له حيزه الزمني المحدود، ينتهي الى الابد ويموت بعد ادائه ، لايمكن حفظه للرجوع اليه كما هو الحال في المسرح ، حيث بالامكان حفظ نصوصه المسرحية وارشادات الاخراج وملاحظات النقاد المكتوبة واعادة انتاج العمل ،، وأعتبر في السابق أمر تخليد التمثيل كفعل ، احدى المعضلات التي لم تحل الا بعد اختراع السينما وتقدم التكنولوجيا البصرية والسمعية ، اذ لم يبق من آثار العظام في التمثيل سوى اسمائهم والذكريات ، ولا تحمل الاجيال التي جائت من بعدهم أي انطباع شخصي عن نوعية منجزاتهم الابداعية في التمثيل عدا نتف من الاخبار ، لذا كان وراء هذا السبب توجه الفنانيين الحاليين للعمل في السينما والتلفزيون على حساب العمل في المسرح لحفظ اعمالهم بالتوثيق الحي ، فما بالك بالتمثيل عند اجدادنا قبل خمسة الآف سنة ؟ بالتأكيد ستكون الصورة ضبابية بشكل كبير ، ومبنية على التخمين وشوارد الاخبار ليس الا ،

لاشك ان العراق قد شهد التمثيل المنظم الغير رسمي ( وليس المسرح ) من قبل الكاهن المنبوذ منذ الفترة السومرية ، منذ ان انطلقت اول عربة لهم تجوب اطراف المدن تقدم الاغاني و الاناشيد والطقوس الدرامية المقدسة ، ولاشك ايضا ان صورة التمثيل البدائي والتقليد قد اكتملت من مصادر مختلفة ( دينية ودنيوي) في العراق في العصور الوسطى تمثلت بانتعاش فنون الشارع والاسواق ، حيث انتشر الحواة ومدربي الحيوانات واللاعبين على الحبال ، والمداحون والحكواتية والمتصوفة وخيال الظل والممثلين الارتجاليين (الأخباري )، والمغنون والمرتلون ، ومقلدي اصوات الحيوانات والطيور ، كل هذا كان موجودا واستمر خارج تحكم السلطة الرسمية حتى بدايات القرن الماضي ، ومات وانتهى دون ان يترك تأثيره على نوعية المسرح العراقي المعاصر، بل ان المسرح العراقي الحديث منذ بداياته قطع بيديه العلاقة بهذه الجذور الشعبية العريقة والحية ، ولم يلتفت اليها ويستلهمها بشكل صحيح بحجة رفعة وسمو فن المسرح الراقي المتعالي على الفنون السوقية ، وبالمقابل وقفت هذه الفنون والعادات الشعبية كعائق ومعرقل حقيقي في تقبل وتجذير الفن الوافد الى العراق .

ان الكثير من المصادر التي اصبحت من المسلمات السائدة اليوم عن المسرح العراقي والعربي ، والتي يعتمدها الباحثون بدون تمحيص في دراساتهم ، هي غير دقيقة علميا وفيها أخطاء غير خافية ، لاسيما على سبيل المثال دراسة الباحثة الروسية تمارا الكساندروفا ( الف عام وعام على المسرح العربي ) التي زارت العراق في السبعينات من القرن الماضي ضمن جولتها التي شملت بلدان عربية اخرى في مسعاها لانجاز دراستها التي قدمتها كأطروحة دكتوراه ، فهي الى جانب خلطها وعدم التفريق بين تاريخ الثقافة العربية ، وثقافات الشرق الاسلامية ، اعتمدت على كتابات و روايات شهود عيان من المستشرقين والسواح الروس في القرنيين السابع والثامن عشر لبعض الطقوس الشيعية التي كانت تقام في أيام عاشوراء في ايران في الفترة الصفوية التي استحدثت هذه الطقوس ، ووقعت في خطأ تعميم هذه الظاهرة على المنطقة العربية التي كانت تعتبرها حتى بداية القرن التاسع عشر نوع من الكفر المحرم والتجديف بالدين . لماذا الرجوع الى شهود عيان أجانب للطقوس حضروها قبل مائتي عام والاستشهاد بهم ، ونهمل مصادرنا الكثيرة عن هذه الطقوس في الادب الشيعي الرصين المدقق ، ولاندرسها كما هي عندنا ميدانيا ، وهي اصبحت من طقوس الشيعة الراسخة شعبيا و المعروفة والتي مازالت حية في كافة ارجاء العراق ، و تقام عندنا تقريبا كما كانت تقدم عليه في بداياتها بدون تغيير كبير ، ويتكرر الطقس في كل عام ...؟




1- كتب ثيسبس المسرحيات التاليه ( فوربوس ) ( الكهنة ) ( الشباب ) ( بينثيوس )( ديوجينس لايرتوس)، ويشكك في نسبة الأربعة الاولى من هذه التراجيديات اليه ،ويؤكدون على نسبة المسرحية الاخيرة فقط اليه.

2- فن التمثيل ، الآفاق والأعماق - الجزء الاول – (راجع الفصل الاول ص 29 -32 ) – تأليف أدوين ديور – ترجمة مركز اللغات والترجمه في اكاديمية الفنون – مراجعة وتقديم – د. سامي صلاح – تصدير أ. د . فوزي مهدي . – مطابع المجلس الاعلى للأثار – القاهرة 1998 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??