الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدمقراطية والوجه الحقيقي لحماس !!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2007 / 9 / 13
القضية الفلسطينية


عندما فازت حركة حماس في فلسطين في آخر انتخابات تشريعية باكثرية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني ، هلل الاسلاميون من كل حدب وصوب لهذا النجاح معتبرينه " اهتداء الناس الى طريق الصواب " . ونصرا للدمقرطية !!!!! .
هذا النصر كان جرعة منشطة اخرى للاسلام السياسي ، بعد الاحتلال الامريكي لافغانستان والعراق، وكان مكسبا سياسيا لهم ، لا في المنطقة فحسب ،بل وعلى الصعيد الدولي ، فعلى صعيد المنطقة أستقبل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة لدى زيارته للعديد من الاقطار العربية استقبالا حارا، وعلى الصعيد الدولي زيارته لروسيا والاستقبال الذي حظي به هناك .
لقد كان نجاح حماس متوقعا منذ البداية وذلك لعدة اسباب منها : الجرائم المستمرة لحكومة اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ، الفساد المستشري في اجهزة السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح ، تعثر الحل السياسي للمسألة الفلسطينية ، الوضع الاقتصادي المتردي الذي كان يعاني منه الناس في الضفة الغربية وقطاع غزة ، وبالاضافة الى ذلك ،الغياب شبه الكامل للاحزاب والحركات اليسارية والاشتراكية والشيوعية عن الساحة الفلسطينية. كل ذلك ساهم في ان تبحث الجماهير عن بديل لحركة فتح ، يتسم بـ " النزاهة والشفافية " ويقف بوجه جرائم الحكومة الاسرائلية ويوفر الحد المعقول من العيش الكريم . وللاسف لم يكن ذلك البديل سوى حركة حماس . المواطن الفلسطيني صوت لصالح تحسين وضعه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي قبل ان يصوت لمباديء حركة حماس.
الآن وبعد مضي فترة ليست بالقليلة على تولى حماس زمام الامور ، بات واضحا ما هية الدمقراطية التي تدعيها حماس والتي اتت بها الى السلطة . فهي من جهة تنتقد من لا يحترم "مباديء الدمقراطية " ، باعتبارها نالت الاكثرية في المجلس التشريعي ، وتضرب بالدمقراطية عرض الحائط من جهة اخرى ، ناسية او متناسية بان هذه المباديء حزمة واحدة لا يمكن تجزئتها ، فاذا كانت حماس تهلهل للدمقرطية التي اتت بها الى السلطة ، فانها بممارستها القمعية الاخيرة لا تعير لهذه المباديء اهمية تذكر، فكل من شاهد مؤخرا عبر شاشات التلفاز القمع الوحشي الذي تعرض له مناهضو حركة حماس في قطاع غزة ، على يد مسلحي تلك الحركة ، يشعر بان حماس ليست سوى مجموعة تتعامل مع معارضيها بالهراوات والعصي وغير مؤهلة لا لقيادة المجتمع فحسب ،بل و ليست مؤهلة لادارة دفة السلطة وتنظيم حياة الناس كذلك . هذا العمل الاجرامي لمسلحي حماس خيب ظن الكثيرين من مناصريها ومؤيديها لدرجة ساهم في توحيد موقف الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية وذلك بقيامها باضراب عام يوم 9-9-2007 في قطاع غزة احتجاجا على هذه الممارسات.
ان حماس لم تفعل شيئا غريبا بتصرفها هذا ، بل كشفت بشفافية ووضوخ تامين عن الوجه الحقيقي للاسلام السياسي حين يتعرض الناس لسلطته وجبروته ، فهم ان كانوا في السلطة او خارجها لديهم شعار واحد وهو رفض الآخر ، ايا كان ، بمجرد مخالفته ورفضه لمبادئهم واحيانا حتى مناقشته لتلك المباديء. انهم لن يكونوا بافضل حال من الجمهمرية الاسلامية في ايران ولا من حكومة طالبان ، ولا من الاسلاميين في العراق وغيرهم من هذه الجماعات ، انها رسالة واضحة من قطب من اقطاب الاسلام السياسي لكل من يريد ان يعرف ماهية هذه الاحزاب ، وكيفية ممارستها السلطة وكيفية تمسكها القوي بالقمع واستعمال العنف ضد كل من يجرؤ على التعرض لنفوذها وسلطتها ، فها هو وجههم الحقيقي ، وها هم يتجاهلون كل " القيم والمباديء الدمقراطية " التي كانوا يزغردون لها من قبل وكانوا ويتهمون الآخرين بعدم احترام ارادة الشعب !!
هنا لا بد من طرح سؤال مهم وهو : لو جرت الأن انتحابات اخرى ماذا ستكون نتيجتها ؟ وهل ستقبل بها حماس كنصر للدمقراطية ؟
ان الفلسطنيين مدعوون لرفض سلطة حماس وامثالها من تنظيمات الاسلام السياسي ، وكذلك رفض الفساد والتلاعب بقوتهم ومصيرهم من قبل الاحزاب الاخرى التي اثبتت فشلها في ادارة الحكم ، وان الطريق الوحيد امامهم للخلاص ليس سوى بالعودة الى والتمسك بالمباديء الانسانية البعيدة عن الافكار القومية والدينية والنضال من اجل اقامة دولتهم العلمانية المستقلة جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ