الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أياد علاّوي متى يتخلّى عن البعث ؟؟

عبد الرزاق السويراوي

2007 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


التصريحات الأخيرة للدكتور اياد علاوي بخصوص دوره في التمهيد لإجراء مفاوضات بين مسؤولين امريكيين وبعثيي عزة الدوري , قد لا يكون البعض سمع بها من قبل , في حين أنّ أخبار هذه المفاوضات كانت قد تسربتْ سابقا ومنذ مدة طويلة . ولا غرابة في أن يكون أياد علاوي هو الطرف الوسيط لهكذا نوع من المفاوضات , فالرجل بعثي الإنتماء, وقديما قيل من شبّ على شيء شاب عليه . ويذكر أنّ بعض وسائل الإعلام الغربية كانت قد أشارت من قبل , الى مثل هذه المفاوضات وقالت بأن اللقاء الأول بين مسؤوليين أمريكيين وبعض الجماعات البعثية المسلحة / جناح عزة الدوري , كان قد تمّ في بيت الدكتور أياد علاوي وكان هو الذي مهّد للتقريب بين الطرفين ومن ثمّ لقاءهما في بيته , ثم أنتقلت هذه الإجتماعات بعد ذلك , الى المملكة الأردنية , فجرت سلسلة من هذه الإجتماعات أو المفاوضات وكان محورها المركزي , هو أن تكفّ هذه الجماعات المسلحة عن هجماتها مقابل تخلي قوات الإحتلال عن ملاحقتها وأيضا فتح الأبواب أمامها للإشتراك في العملية السياسية والسعي أيضا الى إلغاء قانون إجتثاث البعث . وعلى مايبدو أنّ مفاوضات الطرفين وصلتْ في النهاية , الى طريق مسدود .هناك ثمة منْ لا يرى ضيرا في تقريب بعض العناصر البعثية , خصوصا تلك التي إختارتْ العمل في صف المعارضة في ذلك الوقت , أمّا أنْ يكون التفاوض هذه المرة مع طرف بعثي يرتبط مباشرة بشخص عزة الدوري فإنّه يثير أكثر من تساؤل وتساؤل لأسباب عدّة : أولها أنّ عزة الدوري ما زال في نظر الأمريكيين فضلا عن العراقيين , هو ذلك الشخص المطلوب للعدالة . وثانيا , إن عملية إحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة كان هدفها الأساس كما هو معلن في حينه , إسقاط حكومة البعث في العراق والمفارقة هنا , أنّ عزة الدوري الذي جري التفاوض مع الجماعات البعثية المرتبطة به , هو الرجل الثاني في هذه الحكومة التي تمّ القضاء عليها . فكيف والحال كذلك , يتم التوفيق بين هذين المطلبين المتناقضين ؟؟ أيْ بين مطلب إسقاط الحكومة الذي تمّ وبين التفاوض مع جماعة مرتبطة بالرجل الثاني بعد صدام حسين . وهناك تساؤلات أخرى قد يطول المقام بنا إذا مررنا عليها جميعا , غير أننا نستطيع من كل ذلك أنْ نستقرؤ الآتي . إن الإدارة الأمريكية , لاشك بدأت ومنذ وقت مبكّر تعيش حالة إحباط قصوى في العراق نتيجة فشل برنامجها السياسي في العراق , سواء على مستوى الأهداف الآنية أو الستراتيجية , الأمر الذي إضطرها للبحث عن منافذ للخروج من دوّامة هذه التعقيدات التي تشير الدلائل الى أنّها ربما لم تكن قد خططتْ لها مسبقا , وما تلك المفاوضات المذكورة وغيرها من الإجراءات الأخرى , إلاّ دليل على إفلاسها , وأكثر من ذلك يلاحظ على الإدارة الأمريكية تبدّل خطابها السياسي تجاه الكثير من الأجندة التي كانت تحتل المقام الأول في طروحاتها السياسية وقد أسدلت عليها الآن ستار النسيان , ومن ذلك مثلا لا حصرا , تخلّيها عن التغني بإرساء النظام الديمقراطي في العراق , ويبدو أنّ الإدارة الإمريكية وجدت ما يشغلها أكثر من إنشغالها بهذه المطالب , فهي الآن من المؤكد تسعى جاهدة للخروج من العراق بطريقة تحفظ لها ما تبقى من ماء وجهها , بالطبع إذا كان هناك ثمة وجود لماء الوجه لا زال باقيا . وأما بخصوص الدكتور أياد علاوي , فهناك سؤال يفرض نفسه أيضا , إذا كنت حسب الفرض من المعارضين لحكومة البعث السابقة , فماذا تسمّي لنا جهودك الإستثنائية لتقريب البعثيين من دائرة الضوء ؟ وخير من يجيب عن هذا السؤال هو جناب الدكتورأياد علاوي نفسه .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قرر بوتين استبدال وزير الدفاع شويغو الآن؟


.. أية تبعات لتوقيف صحافيين في تونس؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. نتنياهو: عازمون على النصر وتحقيق أهدافه وعودة الرهائن إلى ال


.. أين سيلعب النجم الفرنسي مبابي الموسم المقبل ومن سيخلفه في هج




.. الأضواء القطبية : ظاهرة كونية تُبهر سكان الأرض.. فما سر ألوا