الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغم كل المؤثرات حكامنا في العراق .. لا يريدون ان يسمعوا او يفهموا مطالب العراقيين..!!

خالد عيسى طه

2007 / 9 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كنا صبية أرقى محلة سكن في بغداد.. السعدون وباركها المميز.. وكنا نعطف على صاحب احد القصور في حارتنا شيخ وعضو في مجلس الأعيان في غناه ليس هناك حدود.. في نفوذه العشائري .. يملك كل أدوات المشيخة حتى السجون وكان رئيس البلاد له موسم صيد يكون ضيفاً في قصره.. في عمق النفوذ العشائري.
ولكن كل هذا لا يمنع ان يكون له زوجه أسلبته جميع هذه الميزات وكان يبدو وكـأنه طير أليف في يد الزوجة المستبدة.
من يجرأ ان يأتي على سيرة مثل هذا المتنفذ سوى صبية تقل أعمارهم عن العشرة سنوات فكنا نردد همساً .. مسكين ابن النعجة بالحبل مربوط.. مسكين العم .. الذي جعل الجمال قبلته ففقد القوة والإرادة في داره.. هذا الغناء الهامس كان قبل ثمانون سنة.
اليوم اوجد التاريخ لنا ابن نعجة جديد ومصدر نعوجته ليس الجمال .. والفراش بل السلطة والكرسي..! ولا رحمة عند الحسناء او الاحتلال ان شعرت بضعف وخوار طاقات راغبها...!





متنفذينا الحاكمين يتلقون العنف في النقد والملامة في السلوك بدءاً من رئيس الولايات المتحدة الامريكية بوش .. بتكراره لقد نفذ صبرنا مع وعود الحكومة العراقية ورئاسة الجمهورية .!
وطوني بلير .. رئيس وزراء بريطانيا يكرر جملة امام مجلس العموم .. اننا أعطينا الحكومة العراقية آخر فرصة.
هذه العزلة السياسية التي تواجه حكومتنا الحالية لم تأتي من فراغ واعزوها الى النقاط التالية:
1- الحكومة الحالية لم تستطع ان تنفذ الا اقل القليل من وعودها التي نثرتها نثر الرياحين عند اشتداد المنافسة على رئاسة الوزراء واهم هذه الوعود السخية التي كان الحديث عنها يعطي أملاً للعراقيين ليسمعوا كلاماً جميلاً من رئاسة الحكومة إلا ان هذا الكلام بقى جميلا ولكن دون تنفيذ..! ودخل العراقيين في دورة دموية اخرى بل ازدادت موجة هذه الدورة العنيفة فازداد القتل على الهوية وتضاعف عدد الجثث المثقبة المقطوعة الرأس وارتفعت نسبة المداهمات والقتل العشوائي والاعتقال على الشبه والشك والمزاجية.
2- ان الحكومة فشلت فشلاً تاما وذريعاً في تحسين الأحوال المعاشية للعراق ولم يقتصر هذا الحرمان على منطقة هنا وهناك بل شملت كل المناطق والمناطق الجنوبية خاصة التي تأمل ساكنيها من وعود صادرة من قمة رجال الدين والمرجعيات العليا للشيعة لم تلاقي تطبيقا حتى ولو كانت بنسبة ضئيلة جدا فمدينة النجف لا زال آثار القتال مع جيش المهدي بارزة وواقعة ولم يحصل أي تحسن في الوضع وقد اضطرت أمريكا ان ترسل عشرات المليارات لأعمار العراق وهدفها من هذا الضخ المالي هدفين:
أ‌- هو امتصاص البطالة التي بلغت 70% وهذا مهم ليعزف الناس عن الاحتجاج وتصعيد هذا الاحتجاج بالمسيرات والمظاهرات كما نشاهده الان.
ب‌- انها تريد ان ترفع من سمعة أمريكا بعد ان هدرت أموال العراق واختفاء 83 مليار من ميزانية الاعمار التي تبناها بول بريمر والان البنتاغون جدي في جلب شركات نظيفة وإعطاء مقاولات ثانوية للشركات العراقية المقاولة.


3- لم تستطع الحكومة لا أفراداً ولا جلسات ان تجتمع خارج المنطقة الخضراء بل ان احتجاج الناس وعدم رضاهم عن الحالة وصلت أيديهم الى تفجير حتى قاعة البرلمان ناهيك عن قصف قاعة الاجتماعات مع سكرتير الأمم المتحدة السيد مون وهو يلقي كلمته حول أهمية الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكيفية مساعدته للشعب العراقي ان الحالة الكارثية لما سبق وذكرناه وهناك أسباب كثيرة منها ضعف الخدمات وانقطاع الكهرباء وغيرها ولكن أهم ما ابعد الناس عن الحكومة وافقدهم الثقة بها هو الاخطاء التي ارتكبها مغاوير الداخلية نتيجة خرق الكثير من المليشيات لهذه القوى التي تقدر بعدة مئات الآلاف وليس للدولة أي عذر في بقاء أي من المغاوير المعينين خلسة او تزوير او عدم دقة المعلومات والمستمسكات التي بموجبها تم تعينه.
الكل يعرف والحكومة تعرف ان الحكومة ان جاءت بواسطة الشعب (الانتخابات) يجب ان تكون خادمة للشعب تكرس أوقاتها لخدمته وان النائب الذي يصل الى قبة البرلمان يجب ان يخصص حياته ووقته للأهداف التي من اجلها أتى ومن اجلها ورشح وانتخب ووصل الى حافة المسؤولية تجاه الذين انتخبوه في حين لو تصفح أي معتدل محايد صفحات اعمال الحكومة الحالية لا يجد فيها أي شئ يحقق وعود الحكومة ولا أي شئ يفيد الشعب خاصة في مجال الخدمات والأمان وفقدان الثقة.
ليس من الإنصاف ان نَصّرُ على بقاء الحكومة في مسؤوليتها الحالية ومن الغدر ان نطلب من الشعب ان يضع ثقته في حكومة مشابهة للحكومة الحالية. علينا ان نجد حلا والحل يتلخص:
- مجئ حكومة إنقاذ.
- تعليق المجلس النيابي وتعليق الدستور والعمل بجد على توفير الأمن والأمان والخدمات. ثم بعد سنتين بالتمام تتهيأ القوات الأمريكية بجدولة انسحابها وتبدأ من اول يوم حكومة الإنقاذ بمسح السموم الطائفية وخلق توعية.
ان العراق للجميع وان مظلته هي للكل وليس هناك مكانا للذين لا يقرون بوحدة العراق أرضاً وشعباً وحدوداً وعيناً عزلهم واصدار قوانين تمنع الدعوة للتقسيم والدعوة للفيدرالية والدعوة للطائفية والدعوة للتفرقة والمحاصصة مع إعادة دراسة جميع أضابير وزارات استولى عليها قسم منهم وجعلها ملحق لطائفته مثل وزارة الصحة والهجرة وغيرها من الوزارات .
هذه مشاعر أؤكد انها تشمل الكثرة الكاثرة من العراقيين فليس الشيعة العرب اقل تمسك من السنة العرب ولا من الأكراد الديمقراطيون ولا من أي أقلية عاشت وتعايشت آلاف السنين في عراق تحدد جغرافيته الوحدة العراقية وتعايشه السلمي... وهذا بالأكيد سيكون مصير العراق.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح