الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدا 5

جمال بوطيب

2007 / 9 / 15
الادب والفن


إعجــاب

حين أبدت أحلام المراهقة إعجابها بالشاعر أحمد، لم يفكر هو في شئ غير ندمه على تورطه في الزواج من بنت عمه " هبة " قال لها :
- شكرا على إعجابك بي .
قالت المراهقة :
- أنا معجبة بقصيدتك،لا بك.
استاء الشاعر. وجدها نسخة من زوجته.وحين سلمته مستلة من قصيدتها البِكْر ليبدي رأيه فيها،لم يقاوم شهوته. قال:
- أنا معجب بك لابقصيدتك.
- هل ستكتب عني شعرا ؟
- نعم.
- أنا متيقنة أني سأعجب به.
- وأنا؟؟
- يكفيك أن تظل معجبا بي .
وفي حفل تقديم ديوان الشاعر، قال صديقه الناقد الذي كان يحسده على وقفته مع المراهقة:
- وحين كان معجبا بها كان شاعرا ، وحين أعجبت به لم يعد.
بعد حفل التقديم قالت المراهقة للناقد:
- أنا معجبة بك.
- فرح الناقد . بينما ظلت هي تشرح له ضرورة تطبيق مقولته النقدية على نفسه.


قـرار

امتطى الطفل حصانه القصبي وصار يجوب شوارع المدينة الخالية. كانت يده تمتد حينا إلى رأس القصبة تطعم الحصان ،وحينا آخر خلف ظهره تحثه على الإسراع . أوقفه الشرطي .استل من بين فخذيه حصانه القصبي، وانهال عليه ضربا وسبا وشتما. ولم يهرب الطفل وإنما لملم أشلاء حصانه المترامية. خطا واثقا ،وقد قرر في داخله :
- أبدا لن أعزف عن ركوب الخيل.

جـمعيــة

اجتمعت جمعية الحيوان في دورة استثنائية لتدارس مشاكلها والتخطيط للأفق القريب والمتوسط والبعيد. لكن الحمار تخلف . في البداية اعتبر الأمر عاديا فلأنه حمار لابد أن يتخلف. ولأنه لا يستطيع التمرد على صاحبه والحضور في الوقت. لكن الحمار تخلف. أرسلوا الأرنب باحثة عنه. مسرعة ذهبت، ومسرعة عادت. لا أثر للحمار. اتصلوا هاتفيا بالفلاح . أخبرهم أن الحمار قد غادر الزريبة باكرا، وأنه علم من كواليس الزريبة أن الحمار قد رفس بقوائمه بطاقة الجمعية. ولم يخف الفلاح تخوفه من أن يكون الحمار ينشط بتحريض من أياد غربية خفية. قرر الأسد أن تفتتح الدورة على أن يخصص شطرها الثاني لما أسماه ب"محور الحمار".
حيوانات كثيرة كانت حاضرة جسدا فقط، أما عقولها فكانت تخطط لتكوين فيدرالية مع الحمار.


عـزوف

اليوم ماتت جدتي، وماتت معها الحكاية التي بدأتها لي يوم أمس ولم تتممها. قالت جدتي:
- إن القط عاكس الأرنب وبلغ الخزَّ الخبرُ فخرج باحثا عنه. . . .
وماتت جدتي.
سألت أمي تتمة الحكاية فنهرتني، وقالت:
- عيب يا ولد.
وسألت أختي الكبرى ،فاعتذرت بأنها لا تعرفها، وانكبت تنجز تمارينها المدرسية .
وفي الفصل ، سألت المعلمة . وبختني لأنني عرقلت سير الدرس.
وقالت لي :
- اسكتْ ياقط.
ويوما عابتْ على فاطمة عينيها المتراقصتين وعيّرتها وأسمتها أرنبا.
وفي اليوم الموالي عاكستُ فاطمة وانتظرت قدوم الخز لأعرف تتمة الحكاية، ولكنه لم يأت.
لذا قررت نسيان الحكاية نهائيا، وعزفت عن زيارة قبر جدتي، وأكل لحم الأرانب وتربية القطط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة


.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا




.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم


.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا




.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07