الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسامح والمصالحة لا تعني العفو عن القتلة والمجرمين

جاسم الحلفي

2007 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


شكل قانون اجتثاث البعث وما ارتبط به من تطبيقات ملموسة محور اختلاف كبير في الأوساط السياسية العراقية، واختلف الفهم حوله، وكثر الجدل بصدده، حتى تحول أخيرا الى قانون المسائلة والعدالة، الذي سيقدم خلال الفترة القريبة القادمة أمام البرلمان العراقي ليقول كلمته الأخيرة بشأنه، عسى ان يقرب وجهات النظر حول الموقف من البعثيين كأفراد.

لكن ومع ذلك هناك وجهة نظر تبلورت عند بعض القوى السياسية، وتحددت في موقف يقول بوجوب عدم تسييس هذه القضية، بل يجب تحويل كل من تلطخت أياديهم بدماء العراقيين، الى القضاء، ليقول فيهم كلمة الحق، فهو المخول بمحاكمتهم، عبر محاكمة عادلة وعلنية ومنصفة.

اما الآخرون الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء أبناء شعبنا، وممن اجبروا على الانتماء لحزب البعث، سواء بالترغيب او الترهيب، بعد ان مارس الدكتاتور المقبور سياسة تبعيث المجتمع، وإجبار الناس الى الانتماء للحزب المنحل، فيجب التعامل معهم باعتبارهم مواطنين عراقيين عاديين يتمتعون بذات الحقوق التي كفلها الدستور لكل المواطنين.

وعلى القوى السياسية ان لا تحمل هؤلاء الناس وزر تلك السياسية التي يعد النظام المقبور هو المسؤول عنها. كما يتعين على الحكومة توفير فرص العيش المناسبة لهؤلاء بل عليها الاستفادة منهم ومن إمكانياتهم، وقابليتهم في أعمار البلد، ولكي يشعروا ان النظام الجديد يبنى على العدل والإنصاف، بعيدا عن الأحقاد والتصفيات والثأر. وفي نفس المستوى ان لم اقل وقبل ذلك يجب إنصاف ضحايا النظام البائد، من ما لحق بهم من أذى وتهجير وتهميش وإقصاء.

إن نشر سياسة المصالحة الوطنية، والترويج لها، وطي صفحة الماضي البغيض دون نسيان العبر والدروس، حتى لا تتكرر مأساة الأمس هو المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة من حياة بلادنا ومجتمعنا المتطلع للامن والسلم المدنيين.
وبالمقابل، وانطلاقا من موقف وطني سليم، علينا ان نحذر كل الحذر، من الاتصال مع المجرم عزة الدوري، حيث ان هذا المجرم قد تلطخت أياديه بدماء العراقيين، بل انه كان المساعد الأساسي للدكتاتور في كل سياساته التي مارسها ضد الشعب، وواصل نهجه التدميري ولا يزال حتى يومنا، وبهذا فان يده ليست اليد النظيفة كي تمتد لها أيادي ممثلي الشعب العراقي.
ويبقى من اتصل به يمثل رأيه الخاص وموقفة الذي يبقى هو وحده او حركته مسؤول عنها، ولا يتحمل الآخرون وزر هذا الاتصال.

أن المكان الذي يلاءم عزة الدوري ليست العملية السياسية وتزين الطريق له للولوج بها، بل قفص المحكمة التي يجب ان تصدر بحقه الحكم القضائي الذي يستحقه، جراء الجرائم التي اشترك بها مع المجرم المقبور صدام حسين ولا يزال.
اما والحديث يدور حول هذا المجرم باعتباه " القائد الشرعي " لحزب البعث، فعلينا أن لا ننسى ان هذا الحزب انتهى كحزب سياسي منذ اليوم الأول الذي سيطر فيه الدكتاتور صدام حسين على مقاليد الأمور حيث اعدم في الأيام الأولى من تسلطه عددا كبيرا من قادة الحزب المذكور ومنهم محمد عايش وعدنان حسين و آخرين، وتواصلت الإعدامات والتصفيات لتشمل شفيق الكمالي و عزيز السيد جاسم وآخرين، وبات الحزب أداة قمعية ملحقة بالأجهزة الأمنية والمخابراتية المعروفة يستخدمها النظام ضد خصومة السياسيين ومع رفاقه القدامى أيضا، و أصبحت للحزب مليشيا مسلحة شاركت في قمع الشعب.
أخيرا هل ان طي صفحة الماضي البغيض، وبسط صفحة المصالحة والتسامح تشمل القتلة والمجرمين؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسط إقبال مكثف.. فرنسا تجري انتخابات تشريعية -مختلفة-، لماذا


.. بعد أدائه غير المقنع.. بايدن يجتمع مع عائلته لمناقشة مستقبل




.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف الانتخابات في إيران بـ-عملية


.. قراءة عسكرية.. القسام تبث مشاهد جديدة من تجهيز عبوات -العمل




.. -مش احنا الي نرفع الراية البيضاء -.. فلسطيني من غزة