الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تاخر هنية في دعوته !

نايف أبو عيشه

2007 / 9 / 14
القضية الفلسطينية


اطل علينا مؤخرا اسماعيل هنية , رئيس الحكومة المقالة , والذي ما زال يرفض قرار الاقالة , ويمارس سلطاته في غزة كان شيئا لم يكن , اطل بموقف جديد اعلن خلاله موافقته على لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في السعودية" لانهاء الازمة الفلسطينية الداخلية على اساس الالتزام باتفاق مكة المكرمة , وانه ( أي هنية) اكد التزامه بالعودة للعمل باتفاق مكة وتمسكه بوحدة الشعب ووحدة غزة والضفة".
ان اقتراح اسماعيل هنية المعلن اليوم في الصحف جيد جدا , الا انه لم يات متاخرا فحسب , وانما لم يستوف الحد الادنى من متطلبات حدوث هذا اللقاء او نجاحه , والذي يتمثل في ضرورة الاعلان المسبق الصريح والواضح من قيادة حركة "حماس"عن تراجعها عن الانقلاب العسكري ضد المؤسسات الرسمية للسلطة الفلسطينية والوقف الفوري لكافة الاجراءات القمعية التي تمارسها القوة التنفيذية ضد جماهير غزة ومؤسساتها , وضد المناضلين وقادة العمل الوطني هناك, واعادة الامور لما كانت عليه قبل حدوث الانقلاب , الا اذا كان يريد لقاءا جديدا واتفاقا ثانيا تحت اسنة الرماح , وتحت الهراوات والقمع فذلك شيء اخر لان" من هو تحت العصي ليس كمن يعدها."
ان اعلان هنية اليوم عن تمسكه بوحدة الشعب ووحدة الضفة وغزة , وان كان متاخرا الا انه شعار براق اشبه بتلك الشعارات التي رفعتها حماس خلال الانتخابات التشريعية الاخيرة وخاصة" الاصلاح والتغيير" والتي اثبتت الاحداث والتطورات اللاحقة , انها بذلت المستحيل ووظفت كل الجهود والامكانيات لتصل بواسطة تلك الشعارات الى كرسي الحكم , كهدف قائم بذاته , وليس كوسيلة لتغيير الواقع الفلسطيني نحو الافضل ," واصلاحه او تغييره".فعندما تحقق لها ذلك القت الشعارات وراء ظهرها واظهرت الوجه الحقيقي لها , واعدت خطتها للانقلاب العسكري على شركاءها في السلطة وسيطرت بين يوم وليلة على كافة المؤسسات التابعة لها بانقلاب عسكري دموي , سيطرت فيه بقوة السلاح على قطاع غزة وما تبع ذلك من ملاحقة واعتقالات وقتل وقمع الحريات الديمقراطية والمدنية , والسيطرة على مؤسسات المجتمع المدني وقمع الصحافة وحرية الراي, والسيطرة على مقر م.ت.ف بعد ايام من اقتحامها واعتقال احد اعضاء لجنتها التنفيذية , ومنع الصلاة في الساحات العامة, والامعان في هذه الاجراءات والاعتداءات " وغيرت الحال من حال الى حال", والتي تعتبر نسفا حقيقيا لابسط مقومات الوحدة الوطنية للوطن والشعب وقواه الوطنية على حد سواء,لانه يفتح شهية الاحتلال اكثر لمحاصرة قطاع غزة واتخاذ عقوبات علىكافة الاصعدة ضدها من ناحية اخرى , ويؤدي لمزيد من التعنت تجاه اية مفاوضات سياسية مع الجانب الفلسطيني حيث لا يجده قادرا على احكام السيطرة الامنية والسياسية عليها كوحدة جغرافية واحدة مع الضفة الغربية, من ناحية اخرى.
ان صدور هذا الاعلان عن اسماعيل هنية والمترافق مع الاجراءات اليومية المتلاحقة من قبل "حماس" على الارض , انما هو محاولة للخروج من المازق السياسي الذي وجدت نفسها فيه بعد مضي ثلاثة شهور على الانقلاب , حيث لم تجد تاييدا من احد رغم مبرراتها التي حاولت ان تسوقها من البداية وجاءت ممارساتها على الارض مناقضة تماما لها , واصابها جنون العظمة وهستيريا الانتصار , وحرقت جسور العلاقة مع كل القوى الوطنية المناضلة والاسلامية الاخرى , وياتي مضمون الدعوة مرة اخرى لتقاسم الحصص بين الحركتين وتوقيع اتفاق مكة2 وحل الخلاف بين الاخوة وكانها لم تتجاوز كل المحرمات في العلاقة الوطنية . اخيرا لا بد من القول ان أي حوار يجب ان يستند لوثيقة الوفاق الوطني , وبمشاركة جميع فصائل العمل الوطني , وليس حوارا او اتفاقا ثنائيا فقط. وقبل هذا وذاك على حماس ان تعلن تراجعها عن انقلابها ضد السلطة والتزامها بكافة القرارات الرئاسية وخاصة المتعلقة باقالة حكومة هنية , وان توقف اجراءاتها القمعية على الارض , وان تعيد تسليم المقرات والمؤسسات للسلطة كما كانت وتلغي كافة الاجراءات بحق الموظفين والعاملين في تلك المؤسسات , وكذلك اعلانها الواضح بالالتزام بالاستقاقات المادية والقانونية والسياسية المترتبة على انقلابها الاخير, حيث لا امل بالنجاح لاعادة الوحدة الوطنية للشعب والوطن كما في تصريح هنية , دون الاقرار والموافقة على هذه الشروط , لان ما حدث تجاوز العلاقة الثنائية بين الحركتين , والضرر الذي سببه الانقلاب لحق بالجميع دون اسثناء . اننا لا نريد اتفاق رقم 2 يوقع في مكة المكرمة , طالما لم يتم الالتزام به في المرة الاولى , الا اذا كان الاتفاق هذه المرة سيكون على مائدة الافطار بمناسبة شهر رمضان المبارك !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت