الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المملكة السورية الدستورية

درويش محمى

2007 / 9 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا اعتقد انني السوري الوحيد الذي تفتق عقله عن فكرة تحويل الجمهورية العربية السورية الى مملكة دستورية, فنحن ابناء التبعية السورية بحكم الماضي التعيس والحاضر المرير والمستقبل المظلم, وبفضل حكم الاسرة الواحدة والحزب الواحد والقائد الاوحد, وبسبب النتائج الكارثية للخطط السنوية والخمسية والعشرية والخمس عشرية من سياسات قومية وعروبية وتجويعية وامنية, تحولنا وبحكم الواحد الاحد الى عباقرة افذاذ ومبتكرين مبدعين في رحلة البحث عن حلول سحرية لمشكلاتنا التي لا تعد ولا تحصى .
قد تبدو فكرة تحويل النظام السياسي الحالي في سورية من الجمهوري الى الملكي فكرة ساذجة وغير واقعية, لكن لو نظرنا بقليل من التمعن والتمحص في الواقع السوري القائم اليوم, نكتشف انها فكرة خلاقة وتوافقية خلاصية, وليست بسيئة كما تبدو للوهلة الاولى, واعتقد انها فكرة مناسبة ومرضية للطرفين الحاكم والمحكوم والمالك والمملوك, بالاضافة الى كونها فكرة سهلة ومرنة وقابلة للتطبيق, فتوريث السلطة من الاب الى الابن على الطريقة الملكية حالة قائمة ومعمول بها سلفاً في البلاد, والبقاء على رأس الحكم مدى الحياة عادة ملكية جارية في سورية, وصلاحيات وسلطات الرئيس السوري الحالية تفوق بكثير سلطات اعظم ملوك العالم واشهرهم, كما ان السيطرة على مقدرات البلد المالية والامنية والسياسية من قبل الرئيس واسرة الرئيس, لاتختلف في طبيعتها عن صيغ الحكم الملكي المطلق, وامتلاك سلطة النهي والامر في اصدار الاحكام بحق الرعية وبغياب السلطة القضائية والتشريعية وفي الكثير من الاحيان بغياب السلطة التنفيذية, لايمكن وصفها الا بالسلطة الملكية المطلقة .
يقول المثل الشعبي السوري "اليد اللي ما بتقدر تعضها بوسها", ونحن بدورنا ان قبل الرئيس ورضي بتتويجه ملكاً, سنعلن عن ولائنا وطاعتنا لجلالته, وسنركع بكل فخر واعتزاز امام كرسي العرش الذي سيضمن لملكنا الشاب ولاسرته حياة مترفة ارستقراطية بالرغم من اصولها الفلاحية, وللملك حفظه الله الحق بالاحتفاظ بامواله المنقولة وغير المنقولة, وليخصص لجلالته معاش سنوي يضاهي معاشات بقية الملوك الحقيقيين في شرق الكون ومغربه, وليتمتع ملكنا واسرته المعروفة باسرة الوحش سابقاً والاسد حالياً, بالعقارات والقصور والحسابات المصرفية, وليكن له خدم وحشم عرمرم من رجال الامن والمخابرات بعد سحبهم من شوارع واقبية مدن البلاد وبعد احالتهم الى التقاعد, ولا مانع ان يحتفظ جلالته بالاشراف على السياسة الخارجية للبلاد والظهور في المناسبات القومية والوحدوية, ليلقي على اسماعنا واسماعكم الخطابات والشعارات في المهرجانات والمؤتمرات القومية والتحررية, واذا اراد جلالته ورغب, فليحرر الجولان وفلسطين وحتى الاندلس, لم لا, بشرط ألا يتدخل في الشأن الداخلي السوري, ويترك امر الرعية لرب الرعية, ندبر امورنا بانفسنا, الاقتصادية والسياسية والاعلامية والتربوية والصحية والنفسية والرياضية وحتى الموسيقية على طريقتنا الخاصة, وكما لجلالته كامل الحرية في ممارسة هواياته المفضلة كالتقنية الحديثة والانترنيت وركوب "البسكليت", على جلالته احترام حريتنا في التصويت والترشيح, ولا يحق لجلالته التدخل في كل صغيرة وكبيرة, وليبقى بعيداً في قصره حين نتنافس نحن الرعية على مقاعد البرلمان السلطة العليا في المملكة, ننتخب من نشاء ونسقط من نشاء من النواب والوزراء وحتى رئاسة الوزراء, وليرحمنا جلالته فنحن اهل سورية اهل للحرية ونستحقها بجدارة, والرحمة من رب العالمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس