الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتلازمات في اللغة العربية و معالجتها في القواميس الثنائية اللغة

عزالدين غازي

2007 / 9 / 15
الادب والفن


تقديم :
في إطار هذه الورقة سنعالج المتلازمات في القواميس الثنائية اللغة (عربية-فرنسية/عربية- إنجليزية)
كما سنركز على الاهتمام اللساني الكبير بالمتلازمات اللفظية من قبل باحثين متخصصين في الصناعة المعجمية والمعجماتية، ولا نريد هنا التذكير بكل تلك الأبحاث بل الإشارة فقط إلى بعض جوانبها التطبيقية.

كما سنذكر في إطار هذه الدراسة بخصائص التعبيرات المتلازمة التي تتميز بكونها ظاهرة لغوية عالية الإنتاجية تجعل لفظتين أو أكثر ،في توارد ما ، متلاصقتين ومتضامتين ومجتمعتين بشكل دائم لا يتغير وذلك راجع إلى الاستعمال التداولي الخاص لتلك المتلازمات مثلا تقوم مقولة الصفة في اللغة العربية وفق اختيارها التوزيعي بتحديد عناصر معينة مع عدد قليل لتتألف مع الأسماء الخاصة التي تناسبها،نفس الشأن يحصل مع المقولات الأخرى كالأسماء والأفعال.

و يعتبر البعض على أن ضمن العناصر اللفظية للمتلازمات هناك المتلازمة الرئيسية ( الكلمة الأولى التي تتبادر في ذهن المتكلم أو المتلقي ) والألفاظ اللازمة التي تتألف مع المفردة - النواة . فمثلا في اللغة الإنجليزية تأتي لفظة ( اسم crime ، the crime فتتوزع مع الفعل الذي يشير إلى معنى "فعل الجريمة" .

نفس الشان يمكن سحبه على اللغة commit أو perpetrate كما يمكن أيضا أن تعني ( اقترف)
العربية حينما نريد تركيب جملة فيها اسم جريمة فتتبادر إلى أذهاننا الأفعال التي يمكن أن تتوزع مع اسم (جريمة) مثل اقترف أو ارتكب .وحينما نحتفظ بهذا التركيب نحاول إدماج مفعول سيكون بمثابة وصف نهائي لهذا الفعل أي "لفعل الجريمة "، وضمن لائحة معينة من المفاعيل سيتم اختيار الصفة نكراء كما يجري في اللغة الإنجليزية تماما مثلا كلمة :
The crime
مفردة تتألف مع الاسمين التاليين : atrocious’ و’vicious

يطلق على بعض المتلازمات اسم التأليفات الثابتة أو الصماء وهي توجد في منطقة بين الاسم والصفة أو الاسم والفعل.في المعجم السياقي الثنائي اللغة نجد المتلازمات ضرورة للتعلم والتلقين والاستيعاب والهدف من ذلك هو الاستعمال الجيد والصائب لهذه التأليفات ، التي تصبح جزءا من الأسلوب المعيار لإنتاج لغة سليمة غير مشوبة بالأخطاء (سنتطرق لهذا لاحقا ).

1.تصنيف أنواع المتلازمات اللفظية:

أ-التعبيرات المتلازمة المفتوحةOpen collocations
وهو تلازم لفظتين أو أكثر لتظهرا في تعبير واحد، من دون أية خصوصية علائقية بين هذين اللفظتين .غير أنه في هذا النوع من التعابير المتلازمة يمكنك أن تستبدل بنوع من الحرية المفردة الذيل خاصة الفعل شريطة التقيد بنفس السياق الدلالي للتعبير المتلازم مثل:

انتهت الحرب
بدأت الحرب

ب-التعبيرات المتلازمة المقيدةRestricted collocations
وهو تلازم مفردتين أو أكثر لتستعمل في سياق مطرد ، وليس في استعمال مسكوك ، بحيث تتبع نموذجها البنيوي وتتقيد بتأليفها الاستبدالي نحوا ودلالة وتداولا نحو :
حرب ضارّة , جريمة نكراء
أحرز تقدما , خسارات جسمية
– جالتعبيرات المتلازمة المتصلةBound collocations
هذا الصنف من التعبيرات المتلازمة هو جسر بين المتلازمات والمسكوكات ، ويعتبر العنصر القوي في درجة المسكوكية هو الذي يتم اختياره عن الآخر. كما ذكر Emery في مثال :
الرأس أطرق
د- التعبيرات المتلازمة المسكوكة Idioms
يتميز هذا الصنف بعتمته وصممه وثباته القوي أمام أي استبدال وهو غالبا ما يستعمل في السياقات والمعاني الخاصة بحيث تشكل جميعها وحدة دلالية خاصة بها.(للمزيد من الاطلاع انظر القواميس المتخصصة في المتلازمات الإنجليزية (في الملحق 1) ) :

مجموعة من واضعي القواميس ممن أيدوا وجود هذه المعاجم وذلك للضرورة التعليمية للغات الطبيعية كاللغة العربية لغير الناطقين بها، ومع ذلك فان جل هذه القواميس غير كافية لتحديد الموارد الأساسية للتعابير كأن تألف بين الأفعال والأسماء ونعتقد من جهتنا أن وجود قواميس من هذا الصنف هي ضرورة ملحة لمساعدة المستعمل على إيجاد التعبيرات المناسبة بيسر وسرعة وهي موجودة كمداخل للأسماء.
مثلا في اللغة الإنجليزية نجد التعبيرات التالية :lay down a barrage وhatch a conspiracy

إن معرفة المتلازمات ضرورة ملحة ما دامت ظاهرة مشتركة بين جميع اللغات الطبيعية، فبالنسبة للغة الإنجليزية مثلا هي موضوعة في قواميس خاصة لمساعدة المتعلمين والقراء في تصحيح أخطائهم نحو:
For administer an oath
تقابلها في الفرنسية والإسبانية والألمانية على التوالي التعبيرات المتلازمة التالية:
faire prêter serment
hacer prestar juramento
den eid abnemen
في هذا القاموس ستجد تمييزا تركيبيا ومعجميا للمتلازمات ، بحيث عرف مؤلف القاموس ،المتلازمات التركيبية ، باعتبارها جملة متضمنة للوحدة الرئيسية ( اسم ، فعل ، مفعول ) وهي كبنية تركيبية .
وفيما يتعلق بالمتلازمات المعجمية يقول المؤلف : إن المتلازمات المعجمية هي مقارنة مع المتلازمات التركيبية التي لا تتضمن روابطا أو حروفا ، فعادة ما تكون المتلازمات معجميا اسما أو فعلا أو مفعولا ،
فكل مقولة إذن يمكنها أن تقسم إلى أصناف صغرى . فعلى غرار المتلازمات في اللغة الإنجليزية يمكن وضع قاموس متخصص للمتلازمات في اللغة العربية.

2- لماذا التركيز على المتلازمات المقيدة والمتلازمات المعجمية ؟
في هذا المحور سنتناول المتلازمات المقيدة التي استرعت الاهتمام كثيرا ؟ ربما يرجع الأمر إلى الاستعمال وهذا ما يفرض على المتعلمين للعربية باعتبارها لغة أجنبية التمكن من هذا الصنف من المتلازمات الأكثر طلبا. فالمتلازمة في لغة 1 مثلا قد لا تكون مقابلة تماما للمتلازمة في اللغة 2
في اللغة العربية وهي: heavy أشار محمد حلمي هليل إلى أن سبع متلازمات محتملة قد تكون مقابلا

مطر غزير
ضباب كثيف
سبات عميق
بحار هائجة
وجبة دسمة
مدخن مفرط
صناعة ثقيلة

هذه أمثلة حية قد تطرح في تعليم اللغة العربية كلغة ثانية وفي الترجمة من والى اللغة العربية .
فمعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها يجعله كذلك يقوم بمهمة أخرى هي الترجمة . كما يقوم بمهمة وضع التعبيرات المناسبة في اللغة الهدف ويذهب عبد الله الصغير ومحمد فرغال إلى أن التعبيرات المتلازمة هي المكون المفتاح في معجم كل لغة طبيعية ، فالمترجم أو المؤلف عليه أن يتخذ مسارا عالي المستوى من حيث الكفاية التداولية بجانب الكفاية الاستبدالية . وقدرة المترجم هنا هي وسيط للبحث عن التعبيرات المتلازمة الملائمة في اللغة الهدف.من هنا تتجلى صعوبة تلقين اللغات الأجنبية في إيجاد المتلازمات المقيدة لأنها تساهم في إنتاج التعبيرات في اللغات الأجنبية ، وواضحا أن ترى المتلازمات غير المقيدة لا تثير شغف المترجمين والمتعلمين ، بيد أن المتلازمات المتصلة تلعب دورا انتقاليا مثيرا لذلك استأثرت التعبيرات المسكوكة باهتمام كبير من لدن اللسانيين.
على هذا الأساس وجب وضع قاموس استعمالي به عدد كبير من التعبيرات المتلازمة كمعجم بي بي أي مثلا و المتضمن للتعبيرات المتلازمة في اللغة العربية .
إن الهدف من هذه الدراسة هو وضع قاموس متكامل من حيث التعبيرات المتلازمة العربية من خلال اعتماد متن عربي ونصوص تراثية ومعاصرة إعلامية وصحفية ...وذلك لتغطية قاموس ثنائي اللغة عربي –إنجليزي.ولضرورة عملية بات من الأجدر بناء معجم للتعبيرات المتلازمة المقيدة كما اقترح ايميري أو كما هو موجود في قاموس بي بي إي الذي يحتوي فقط على التعبيرات المعجمية بينما تبقى المتلازمات النحوية غير ذات جدوى في اللغة العربية لأنها لا تستعمل إلا ناذرا في اللغة الإنجليزية (انظر ملحق ب).

3. أنواع أصناف المتلازمات المقيدة:
لاحظ إيميري بخصوص هذا الصنف من المتلازمات ظهورها في بنيات تركيبية صورية مثل :

فعل /اسم
فعل /اسم / فضلة
اسم /صفة

وعليه تم تصنيفها في قاموس بي بي إي كما يلي وفق 7 تصنيفات صورية أساسية :

1) فعل+ اسم / فضلة
2) فعل +اسم
3) صفة + اسم
4) اسم+فعل
5) وحدة مجمعة مع الاسم
6) ظرف +صفة
7) فعل+ظرف

نلاحظ هنا الفروق واضحة بين كافة هذه الأصناف الخطابية ، كما يتأكد دور الدلالة في التمييز بين الصنف
1 وبين الصنف 2 ذلك أنها ترتكز على معاني الفعل تنشيط /إبداع ...

وإذا تتبعنا بعض النصوص العربية وفق تصنيف مبنين والذي يهدف إلى مساعدة متعلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها ، سيتبين دور المعلومات النحوية والمعلومات الدلالية المرتبطة بأجزاء الخطاب التي ننوي بنينتها وفق التصنيفات الصورية التي سنعتمدها في وضع قاموسنا للتعبيرات المتلازمة في اللغة العربية.

ولما تكون المعلومات السياقية مساعدة فان على المتلقي أن يستحضر العناصر التي يمكنها أن تتلازم مع فعل أو اسم معين موجود في النص الأصلي . ومن هنا وجب معالجة المصادر في اللغة العربية باعتبارها أفعالا في مجموعة من الحالات حيث الاسم هو بيان للفعل ، فالمصدر في هذه الحالة يأخذ معنى الاسم وفي نفس الآن يمكن أن يمثل المصدر في اللغة العربية حالة الفعل المنتهية في اللغات الفرنسية والإسبانية والانجليزية وغيرها من اللغات الطبيعية بحيث تكون تلك المصادر دلالة على الصفة وعلى الفعل في نفس الآن.

لنتأمل الأصناف التالية :

1) اسم+ فعل ، الاسم باعتباره فاعل وفي بعض الحالات الفعل مبنيا للمجهول
2) اسم+ فعل ، الاسم باعتباره مفعولا به
3) حرف+اسم+فعل ، الاسم باعتباره مصدرا مؤولا (حرف+فعل )
4) اسم+مفعول
5) اسم+ اسم ( إضافة )
6) فعل +صفة
7) مفعول +صفة
8) اسم+حرف+اسم
9) مفعول+اسم ( حسن الوجه )

تتميز اللغة العربية بما يسمى بالمشترك والترادف اللفظيين ( انظر ملحق ج):
مفردة + مشترك لفظي
مفردة + مترادف

هذه التصنيفات معتمدة أساسا على مبادئ نحوية ومع ذلك يمكن التعرف على التعبيرات المتلازمة المعجمية انطلاقا من مستوياتها الدلالية وتجمعاتها في النصوص ، وفي أحيان أخرى يتم التعرف عليها انطلاقا من مستويات حدسية تجعل المتلقي يحيل إلى الألفاظ التي تتلاءم دلالتها في سياق محدد بعناصر وأجزاء خطابية تتجاذب بعضها بعضا ، كما تحمل نفس المعنى المراد تبليغه إلى المتلقي.

وبما أن البعد الحدسي لإدراك دلالة اللفظة هو مساعد أساسي على تلمح المعنى ، فإننا بطريقة ذاتية نستطيع الحكم بالتمييز بين تلك المتلازمات المفتوحة والأخرى المغلقة وبالتالي تقديم تجربة ناجعة من أجل اختيار المتلازمة المعجمية الملائمة فيما بين اللغتين .

4. معالجة التعبيرات المتلازمة في القواميس الثنائية اللغة :
إن وضع المتلازمات في القواميس الثنائية يثير كثير من التساؤلات من قبيل في أي موضع يمكن أن يستقر عليه رأي صانع القاموس المتلازمات اللفظية المناسبة في اللغة. ثم كذلك ما هي الحدود التي يمكن أن يستطيع بها مستعمل القاموس العودة إلى الكلمات والألفاظ المؤلفة للمتلازمات ؟ هذين عاملين يحددان البحث عن المتلازمة المعينة كبنية وعن مكوناتها اللفظية المؤلفة لها.

إنها المسالة التي تعيد طرح السؤال التالي : هل يمكن اعتماد التعبيرات المتلازمة في اللغة المصدر أم في اللغة الهدف ؟ ، ولكن الأرجح اعتماد اللغة الأصل في تحديد المتلازمات.

غير أن عملية الترجمة تفرض البحث عن متلازمة خاصة في اللغة الهدف قد لا تكون بالضرورة متلازمة أصلية في اللغة المصدر. وعليه فان القاموس الثنائي (الإنجليزي –العربي مثلا ) يجب أن يحتوي في البداية على متلازمات عبارة عن مداخل معجمية في اللغة الإنجليزية والتي سيسهل إيجاد مقابلات لها في اللغة العربية ليست بالضرورة متلازمات أصيلة في المتداول لدى المتكلم العربي.

والسؤال يبقى مطروحا حول المبتغى من وضع القاموس : هل هو لانتاج المتلازمات أم لفهم دلالاتها في اللغة الأصل عن طريق ترجمتها إلى لغة أخرى؟ وهذا سيكون له كبير الأثر في طرح عدد ونوع المتلازمات التي سيحتوي عليها القاموس.

انطلاقا من هذين الوضعين المميزين لقاموس المتلازمات يتبين الوحدة الأساس التي يمكن اعتمادها في تحديد المتلازمة ، هل هي المفردة النواة أم عنصر التلازم الدلالي أم هما معا المحددان للتركيبة المتلازمة مثل :
جريمة نكراء جريمة نكراء

جريمة نكراء (جريمة) نكراء


5-المتلازمات في القواميس العربية :
يؤكد معظم الباحثين والدارسين على أن المعجميين العرب القدامى حين وضعهم للقواميس كانوا يضمنونها بشروح مستوفية و بمعلومات غنية عن المتلازمات من دون تنظيمها وتصنيفها ، وقد اتبع هذا المنهج واضعو المعاجم المحدثون بحيث لم يولوها الاهتمام الكبير، فظل متلقي اللغات الطبيعية يتنقل بين ثنايا القواميس لكي يجد مقابلا مناسبا لمتلازمة ما.ويرجع هذا إلى عدم وضع قواميس أحادية اللغة في العربية على الرغم من وجود بعض المحاولات ولهذا السبب ظلت المتلازمات جد محدودة في اللغة العربية.

وبغرض المقارنة بين معظم القواميس الثنائية وبين القواميس العربية يظهر من خلال إحصاء بسيط مدى إمكانية تأليف بعض المفردات في اللغة العربية لبعض المتلازمات بسهولة وبيسر تام ، فتصبح عموما عبارة عن مركبات لفظية يصعب التمييز فيما بينها وبين المتلازمات اللفظية مثال :

جهاز, آلة, حرب

وواضحا هنا الفروق بين التأليفات /المتلازمات بحيث تعتبر بعضها هنا مركبات لفظية وليست متلازمات.وقد بينت إحدى المقارنات اعتمادا على متن مأخوذ من خمس قواميس ثنائية اللغة على أن المتلازمات التي تحتويها هي مثالية ، لا تظهر مفرداتها النواة ، لان مبدأ وضعها كان اعتبارا لحدس المعجمي فقط ولا يقوم على منهجية علمية تستطيع تصنيف تلك المتلازمات تصنيفا عقلانيا. مما يجعل الأمر صعب في تحديد المتلازمات المقيدة من تلك المفتوحة. ولكننا مع ذلك اعتبرناها مقيدة لأنها لا تشير صراحة إلى تلك المنطقة المعتمة كما يلي في الجدول الذي يمثل مختلف المتلازمات في مجموعة من القواميس التي تعتبر فيها اللغة العربية اللغة المصدر:
نلاحظ من خلال الجدول التالي المتلازمة النواة في القواميس الثنائية اللغة التالية :

Mawrid Ar-Eng Wehr 79
Ar-Eng Krahl Ar-Ger ALECSO Ar-Ar Sabil Ar-Fr
إجراءات
+ + - - + اتخذ إجراءات
- - - - - إجراءات مضادة
- - - - - إجراءات إضافية
علاقة
- - - - - علاقات أخوية
- - - - - علاقات صداقة
- - - + - علاقات حسن الجوار
تعاون
- - - - - عمّق التعاون
- - - - - تعاون مثمر
تقدّم
- - - - + أحرز تقدما
- - - - - تقدم ملموس
موقف
- - - - - حدّد موقفا
- - - - - موقف استراتيجي
- - - - - موقف حازم
- - - - - موقف مغرض

يسمح لنا هذا الجدول باستخلاص فكرة أساسية تتمثل في كون أن القواميس العربية لا تحتوي على متلازمات متواترة بكثرة على الرغم من أهمية المتن الذي اخترناه للمقارنة هنا. وهذا ما يجعل جميع القواميس المذكورة أعلاه تتيح إمكانية فهم معنى التأليفات التالية مثل :

تعاون مثمر
تقدم ملموس

مع افتراض متلقي عربي واحد له الكفاية المعجمية القادرة على إنتاج التأليفات الممكنة تماما من خلالها. وإذا لم يتمكن من ذلك عليه ، على الأقل ، البحث عن قواميس توجد بها مقابلات لهذه المتلازمات.
مثلا في الإنجليزية نعثر على المقابل التالي :

fruitful cooperation

حيث سيحصل لدى المتلقي المعرفة بالتاليفة العربية الصحيحة إذا ما عاد إلى اللغة الإنجليزية أو أية لغة أخرى مثلا. وعليه فإن وضع قاموس المتلازمات أحادي اللغة سيكون له الأثر الكبير في مساعدة الكثير من المستعملين بمختلف مستوياتهم.

مقارنة أخرى فيما بين ثلاث قواميس تتضمن اللغة العربية كلغة هدف تبين أن في اللغة المصدر مقابلات مثل :
إجراء, علاقة, تعاوُن, تقدُم, موفق

هذه المفردات النواة المذكورة أعلاه هي التي نحدد بها المتلازمات الممكنة. وفيما يلي جدول المتلازمات في مجموعة من القواميس تعتبر اللغة العربية فيها كلغة هدف:

Mawrid Eng-Ar Krahl Ger-Ar Schregle Ger-Ar
Ger: Massnahme
Eng: measure/step
- - - اتخذ إجراءات
- - - إجراءات مضادة
- - - إجراءات إضافية
Ger: Beziehung/Verbindung
Eng: relation/bond
- - - علاقات أخوية
- - - علاقات صداقة
- - - علاقات حسن الجوار
Ger: Zusammenarbeit/
Kooperation
Eng: cooperation
- - - عمّق التعاون
- - - تعاون مثمر
Ger: Fortschritt/Vormarsch
Eng: progress/advancement
- - - أحرز تقدما
- - - تقدم ملموس
Ger: Stellungnahme/Einstellung
Eng: position/attitude

- - - حدّد موقفا
- - - موقف استراتيجي
- - - موقف حازم
- - - موقف مغرض

نستخلص من هذه المقارنة المعتمدة على متن جد محدود للمتلازمات ،أنه سواء أكان قاموسا إنتاجيا أم مثاليا سيحتوي إلا على عدد قليل من التعبيرات المتلازمة لذلك فمسألة وضع قاموس أحادي للمتلازمات في اللغة العربية جد ضرورية لأنه سيساعد المتعلم والمتلقي على استيعاب وإنتاج عالي للتعبيرات المتلازمة.

6-البنيات الصغرى كأجزاء للمتلازمات :
إذا برزت مجموعة من الكلمات ضمن مجموعة من التأليفات المتلازمة والمسكوكة والتعبيرات الاصطلاحية والمركبات ، فان العديد من المفردات ستصبح مستعصية إدراكها عند المتلقي مثل المفردة النواة "عين" في :

عين السلطة ترعانا
عين الحقيقة
عين الصواب
العين لا تعلو على الحاجب
عيون بابلية

لذلك بات من الضروري بناء قاموس يحتوي على التعبيرات المتلازمة الخاصة باللغة العربية .
ففي التجربة الألمانية لوضع القواميس الثنائية اللغة هناك سنن في كل لغة لخلق تراتبية لكل مفردة نواة ، فيسند رقم معين للمعاني المختلفة للمفردة فنحصل على ( معنى 1 ، ومعنى 2 ) وهكذا ذواليك حتى الحصول على جميع معاني المفردة فتحدد في جداول مخصصة بحيث تسند للمفردة الرئيسية في التعبير المتلازم المؤلفة مع اسم معين الرقم 1 x سنن المفردة الأصلي ، كذلك الأمر مع المفردة النواة والمفعول أو الفضلة حيث نحصل على الرقم 2 xسنن ومع الفعل على الرقم 3 x سنن الخ... فكل سنن يخلط مع بعضه البعض فنحصل على قاموس يجمع ما بين اثنان إلى ثلاثة تاليفات ممكنة للمفردة النواة التي نريد أن نجد لها معان سواء مع الاسم أو مع الفعل الذي يسند له الرقم 2 (انظر الملحق د)
.
خلاصة :

*يظهر من خلال تتبعنا لمختلف القواميس العربية أنها لا تفيد المتلقي العربي في إيجاد المتلازمات المناسبة في اللغة العربية ، وإن اعتمدنا قواميس معينة فإنها لا تحتوي على جميع أصناف المتلازمات. ومع ذلك فإن القواميس المتوفرة تستغل أكثر من قبل المتعلمين للغة أجنبية معينة، رغم محدوديتها من حيث المتلازمات العربية لان هؤلاء عادة ما لا يعتمدون المقابلات الملائمة للمتلازمات في اللغة الأصلية.

*فالمتعلمين والأساتذة والمترجمين على حد سواء بمختلف أصولهم اللغوية في حاجة ماسة إلى قواميس متخصصة في التعبيرات المتلازمة وبمنهجية معتمدة على متن موسع يستطيع تمثيل جميع أصناف المتلازمات.

*ونقترح على غرار قاموس بي بي أي في اللغة الإنجليزية أن تبنى قواميس تأليفية أحادية اللغة في اللغة العربية وانطلاقا من هذا النموذج الحي في ترجمة وتلقين العربية لغير الناطقين بها يتبين على أن بناء قاموس متخصص في المتلازمات اللفظية في اللغة العربية أمر قابل للإنجاز لهذا الغرض فإننا نقوم بجمع أصناف من المتلازمات اللفظية في اللغة العربية (انظر ملحق ب).

*ومن أجل إنجاح مثل هذا المشروع يجب أن تتكفل جهة بحثية في العالم العربي وفي غيره معززة بفرق وبمجموعات بحث متخصصة في الصناعة القاموسية وفي اللسانيات المعجمية وفي المعجميات الحاسوبية لبناء قواميس إلكترونية متخصصة في المتلازمات بغرض الترجمة الآلية.

*علاوة على توظيف التكنولوجيا المتقدمة في إنجاز قواعد بيانات للمتلازمات في اللغة العربية حتى نلحق بالركب التقني العالمي في اللغات الأجنبية وإنجاز قواميس مثل قاموس بي بي إي متخصص في المتلازمات العربية.

بيبلوغرافيا:

• Cowie, A.P.: The treatment of collocations and idioms in learners dictionaries. in: Applied Linguistics, Vol.II, No. 3.

• Emery, Peter G.: Collocation in Modern Standard Arabic. In: Zeitschrift für arabische Linguistik 23 (1991)

• Benson: The BBI Combinatory Dictionary of English, a Guide to Word Combinations by Morton Benson, Evelyn Benson and Robert Ilson, Amsterdam/Philadelphia 1986.

• Farghal, Mohammed, and Abdullah Shakir: Collocations as an index of L2 competence in Arabic-English simultaneous interpreting and translation. in: FIT-newsletter, XI, 1992-3

• Heliel, Mohamed Hilmi: Collocations and Translation. In: Proceedings of the FIT Round Table Professional Arabic Translation and New Technologies , Tanger june 1989.

قواميس ثنائية اللغة للمقارنة :

 Arabic Basic Dictionary #al-mucjam al-carabi al-asasi, ALECSO, Ali Al-Kasimi (coord) Tunis, 1989

 As-Sabil, Arabe-Français, Danielle Reig, Paris, 1983

 Arabisch-Deutsches Wِrterbuch, Gِtz Schregle, 1981-199?

 Al Mawrid , A modern Arabic-English Dictionary, Dr. Rohi
 Baalbaki, Beirut, 1988

 Arabisches Wِrterbuch der Gegenwart, Hans Wehr, 5th edition, Wiesbaden, 1985

 Wِrterbuch arabisch-deutsch #al-Mugam al-Arabi al-Almani, Günther Krahl und Mohamed Gharieb, 1984

 Al-Mawrid: a modern English-Arabic dictionary, Munir Baalbaki, Beirut, 1991

 Deutsch-Arabisches Wِrterbuch, Gِtz Schregle, Wiesbaden, 1972

 Wِrterbuch deutsch-arabisch / bearb. und hrsg. von Günther Krahl, 5th edition, 1983
ملحق أ ، ملحق ب ، ملحق ج، ملحق د









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع




.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح




.. عوام في بحر الكلام - إلهام أحمد رامي: أم كلثوم غنت في فرح با