الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روبرت براوننغ..حياة ورسائل وأشعار غامضة

رحيم العراقي

2007 / 9 / 16
سيرة ذاتية


عرض مالك رسائل روبرت براوننغ وثائق أدبية للبيع في مزاد تجريه دار كريستيز بلندن, يقدّر ثمنها بمليون جنيه استرليني, وضمت سبعين رسالة تبادلها الشاعر الانكليزي روبرت براوننغ مع جوليا ودجوود التي صغرته بواحد وعشرين عاماً بعد وفاة زوجته الشاعرة اليزابيث
عرفت جوليا ككاتبة ومؤرخة وناقدة ومكنها اطلاعها من مناقشة تشارلز داروين الذي كانت زوجته قريبتها. أوقفت المراسلة بعدما خشيت اسرتها ثرثرة الناس, فارتبط براوننغ بصداقات مع اخريات طمأنهن الى صداقتهم الغالية عليه في الوقت الذي قال ان قلبه لا يزال ملك زوجته..
يعود الشاعر روبرت براوننغ الى الضوء أيضاً مع كتاب لإيان فنليسون, لا يضيف "براوننغ: حياة خاصة" الكثير الى ما يسميه توماس هاردي "أحجية" أدباً وشخصية. الكاتب الأميركي هنري جيمس وسّع فكرة هاردي وتحدث في قصة "الحياة الخاصة" عن ثنائية براوننغ الأساسية. الواجهة العامة لشخص يحب الحفلات ويتكلم بحماسة من دون أن يقول الكثير, والوجه الخاص للشاعر الخفر الذي كان أكثر ارتياحاً للقاءات الصغيرة.
قبل وفاته بعامين, أحرق براوننغ أوراقاً خاصة ومسودات أعماله, لكنه لم يحرق رسائله الى زوجته وجوليا وردودهما. الحب بين روبرت واليزابيث التي كبرته بستة أعوام وأدمنت المورفين تحول اسطورة في الوسط الأدبي البريطاني, لكن والد اليزابيث رفضه. كان روبرت لا يزال يعتمد مادياً على والديه, وقدمت له فرصة الاعتماد عليها بعدما هربا الى ايطاليا مع خادمتها وكلبها. عادا الى لندن ليتزوجا سراً وعاشا في فلورنسا حيث توفيت اليزابيث عن خمسة وخمسين عاماً مخلفة طفلاًأفسده الدلال.
اشتهر براوننغ (1812 - 1889) بغموض شعره, وعندما سمعه هنري جيمس يقرأ قصائده ارتاح: "إذا كنت لا تفهمها فهو يفهمها أقل منك". تنيسون قال انه فهم السطرين الأول والأخير من قصيدته الروائية "سوديللو", وعندما تزوج اليزابيث بعد تسعة عشر عاماً من المغازلة السرية تمنى وليم وردزورث ان "يفهم احدهما الآخر لأن أحداً لم يفهمهما". جيمس وصف بلؤم كيف يقرأ براوننغ قصائده كأنه يكرهها ويريد ان يقطِّعها بأسنانه, ورأى اودن ان حسنات شعره لا تظهر إلا إذا قرئ بالجملة.
استمد روبرت براوننغ ثقافته الأساسية من مكتبة والده التي ضمت ستة آلاف كتاب, ولأنه كان كوالدته بروتستنتياً يرفض الكنيسة الانغليكانية لم يقبل في جامعتي آوكسفورد وكيمبريدج, فأمضى بضعة أشهر تعيسة في جامعة لندن الجديدة يومها. كانت أسرته تعيله عندما تزوج في الرابعة والثلاثين, وانتقلت المسؤولية الى زوجته ثم ورث صديقاً مشتركاً فحقق استقلاله, على انه لم يعش من شعره الا في الأعوام العشرين الأخيرة من حياته. دعم تفوق زوجته شعراً عليه من دون استياء, وكان هذا الاعتراف وزواجه السري منها الأمرين الوحيدين غير التقليديين في حياته. عندما توفي عن سبعة وسبعين عاماً دفن في كنيسة وستمنستر, لندن, وأنشدت قصيدة زوجته: "ما الذي نعطيه لمن نحبهم؟". كان كتب ان قلبه سيرقد دائماً قرب زوجته التي توفيت قبله بثمانية وعشرين عاماً ودفنت في فلورنسا, وربما عنى ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة