الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريو أكثر قتامة للتغطية على الهزيمة في حرب العراق

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2007 / 9 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


يبدو في الأفق سيناريو أكثر قتامة من السيناريو المعمول به منذ التهيئة لاحتلال العراق يجري تحقيقه من قبل أمريكا وحلفائها وأتباعها . سيناريو التغطية على الفشل في حرب العراق بشن حرب على جماهير إيران ، متواقتا مع سحب قوات الاحتلال من العراق.
و كتهيئة لتحقيق السيناريو الأكثر قتامة ذاك، أبرمت واشنطن صفقات سلاح تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار مع السعودية، بالإضافة إلى البحرين والكويت وسلطنة عمان والإمارات وقطر.
إن مصر حقا بحاجة ماسة إلى التسلح، لأنه في الفترة الأخيرة عبر شعبها عن غضبهم متظاهرين ضد الجوع والاستبداد، و منذرين بانتفاضة واسعة ضد النظام الحاكم.
هذه الصفقات ضرورية لضمان التخلص من مخزون الأسلحة غير متطورة الأمريكية بدلا من إلقائها في سلة المهملات. وإنها ضمان لتشغيل المصانع الأمريكية لفترات أطول ، وجلب مزيد من الأرباح ، كما أنها تؤدي إلى تشغيل العمالة بدلا من حجم البطالة الهائل في أمريكا، و إلى عدم استقرار منطقة الشرق ألأوسط و مناطق كثيرة في العالم بوجود السلاح بوفرة في أيدي جميع الأطراف ، وإن هذه الأسلحة ستواجه بها النظم الحاكمة الموالية لأمريكا رعيتها وتؤمنها من الانهيار والتغيير
وفق التقارير الواردة أن تلك الأسلحة تعد متطورة تطورا كبيرا، إذ تتضمن الصفقة مقاتلات تدار بأقمار اصطناعية ، وأن الاختبارات دلت على إمكانياتها المتفوقة، فمثلا ، وفق تقرير البي بي سي أن نفس النوع من المقاتلات أطلقت 4500 قنبلة على أفغانستان، وأطلقت 6500 قنبلة على العراق، و يبين مدى الخراب والتدمير الذين ألحقتها بالبلدين أنها أسلحة ناجحة ومتفوقة.
وتتضمن الصفقات بوارج و وأسلحة أخرى. إن من بين الأهداف من وراء تسليح الدول العربية كما هو واضح هو إحياء التحالف والتعاون في فترة حرب الثماني سنوات على الجمهورية الإسلامية. وصرحت كوندي في هذا الصدد أن إيران تعد أكبر خطر على الشرق الأوسط ، وأن أمريكا تريد تسليح حلفائها لمواجهة هذا الخطر. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية أيضا، و قد أصابت كبد الحقيقة، إن هذه الصفقات تهدف إلى دعم "قوى الاعتدال" في "مواجهة النفوذ السلبي للقاعدة وحزب الله وسورية وإيران".

لقد كانت تصريحات كوندوليزا رايس أعلاه بمثابة إعلان الحلف العربي السنّي الإسرائيلي الأمريكي لمواجهة إيران و الشيعة .

وقد أثار الخطاب الناري لبوش ضد ما سماه بالهولوكوست النووي الإيراني ردود فعل عديدة مختلفة، وانقسم المحللون في تفسيره . وثمة محللون استنتجوا من تصريحات بوش اقتراب ضربة أمريكية مع حلفائها على المواقع العسكرية و النووية الإيرانية.
وكتبت جريدة سانداي تايمز البريطانية عن احتمال هجوم خاطف 1200 هدف عسكري في الأراضي الإيرانية طوال 3 أيم متواصلة. ويؤكد محللون عسكريون أن الغاية من الهجوم هو تدمير القدرة العسكرية البرية والجوية والبحرية لإيران.
هذه التحليلات تثير تساؤلات عديدة ، منها ، هل سيؤدي هذا الهجوم المتوقع إلى مواجهات عسكرية مباشرة بين قطبي الإرهاب داخل الأراضي الإيرانية؟ ولماذا بنو القعقاع و عكرمة فرحون لهذا العدوان؟

تعيش الإدارة الأمريكية في الوقت الراهن وضعا سياسيا وعسكريا خطيرا. فالهزيمة السياسية في العراق بعد سقوط النظام البعثي ، والفشل في إلحاق الهزيمة الحاسمة بحركات المقاومة الإسلامية من المعالم البارزة لفشل أمريكا كقوة عظمى عالمية بلا منازع سياسيا وعسكريا في العراق.
الهزيمة العسكرية الشاملة ، والاضطرار إلى الانسحاب من العراق، وتكرار سيندروم فيتنام كابوس مرعب يقض مضجع الإدارة الأمريكية. لكن ثمة حقيقة مرّة هي أن الهزيمة العسكرية لقوات الاحتلال و خروجها من العراق في الظروف الراهنة ، وفي ظل غياب بديل قوى التقدم والاشتراكية و التمدن يعني انتصار سياسي وعسكري للإسلام السياسي و الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، و هذه الحقيقة كابوس يخيم على حياة الجماهير المظلومة في العراق وإيران.
ففي هذه الظروف ثمة مخرجان لأمريكا: هما ، إمّا الاستمرار في سياستها الحالية ، والإبقاء على الستراتيج العسكري الراهن وإدامة العمل به، وإمّا تغيير هذه السياسة والإستراتيجية. فخروج قوات الاحتلال من العراق هو تكرار هزيمة أمريكا في فيتنام، و زعزعة مواقفها الدولية أمام منافساتها إقليميا ودوليا. وإن الانسحاب الجزئي، أو إجراء تعديلات عسكرية لن يزيد أمريكا إلا تورطا و مزيدا من التمرغ في المستنقع العراقي.
إن جدولة الانسحاب هي بالتالي تؤدي إلى الخروج من العراق ، و يترادف أي انسحاب أمريكي بغض النظر عن شكله ، مع انتصار قوى قطب الإرهاب الآخر . لكن المحافظين الجدد يفكرون بمخرج آخر من المستنقع ، ويعتبرونه حلا عقلانيا ، يكمن في شن حرب على إيران العدو الرئيسي بضرب منشآته العسكرية والنووية بالترافق مع الانسحاب من العراق. وبذلك تتم التغطية على الهزيمة العسكرية والفشل السياسي في العراق.
تتجلى هذه الفكرة في الاستعدادات العسكرية الأمريكية في الخليج من إرسال المزيد من البوارج الحربية و المقاتلات، و كذلك في الحرب الباردة بين أمريكا وحلفائها وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وتتجلى هذه الإستراتيجية أيضا في التحركات الأمريكية و الإسرائيلية و العربية لإعادة الروح إلى الحلف العربي الإسرائيلي الأمريكي في فترة حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران. تلك التحركات التي أدت إلى مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على تسليح إسرائيل و دول ومشايخ عربية ضد العدو المشترك إيران والشيعة في المنطقة. و تكفل الأنظمة العربية بدفع فاتورة تسليح إسرائيل.

لكن تحقيق هذه الإستراتيجية ليست سهلة ، بل ربما ستؤدي إلى نتائج وخيمة على أمريكا وحلفائها. وإنه لو تحقق للمحافظين الجدد إقناع الحكومات الأوروبية ، وأنه حتى لو قررت فرنسا ساركوزي مشاركة أمريكا عدوانها المحتمل على إيران، فأن محور موسكو بكين لم ولن يغير مواقفه تجاه السياسات الأمريكية ، و سيقف في مواجهتها بطرق عديدة دبلوماسية واقتصادية ، وربما عسكرية عن طريق تزويد لإيران بكل أنواع الأسلحة. و هناك الرأي العام العالمي المناهض للحرب الذي سيتآزر مع المواقف الدولية المضادة لسياسيات أمريكا وحلفائها. أي أن التضاد بين الدول الامبريالية و مناهضة الرأي العام العالمي للعدوان سيقفان حائلا قويا دون تحقيق الإستراتيجية الأمريكية. هذه الإستراتيجية لم ولن تجلب غير الدمار والمزيد من المصائب والكوارث والمآسي إلى الشعوب والناس الأبرياء.
الضحايا لن يكونوا سوى من الناس الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل ، لا عند النظام الإيراني والإسلام السياسي ، ولا الإرهاب الدولي المتمثل بالامبريالية الأمريكية وحلفائها.

وثمة حقيقة يجب الاعتراف بها هي أن الجمهورية أسلامية أيضا ليست سهلة المنال ، وأن هذه الضربات العسكرية الأمريكية لن تسقطها ، ولن تشل كل قواتها العسكرية من برية وجوية وبحرية .وإن الجمهورية الإسلامية وأصدقاءها من حركات شيعية و إسلامية في المنطقة لن تقف مكتوفة الأيدي ، وأن لها أوراقها الكثيرة غير المحترقة ، من إمكانيات إحراق آبار النفط في المنطقة، وإغلاق مضيق هرمز ، وإذلال حلفاء أمريكا وإسرائيل العرب و السنة.

إن هذه الحرب العدوانية الإمبريالية المحتملة ستحرق الشرق الأوسط ، و ستؤدي إلى المزيد من المآسي للجماهير المغلوبة على أمرها، وسترجع المجتمع الإيراني مثل المجتمع العراقي لعصور القهقرى إلى وراء من تخلف وجوع وأمية و إذلال بدون أن يؤدي إلى سقوط النظام الإيراني ، ولا إلى تدمير كلّي للأهداف العسكرية الإيرانية ، مثلما تتوهم القوى الرجعية و الطائفية في المنطقة ، و التي ربطت مصيرها بالسياسة الإمبريالية.

‏15‏/09‏/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين وفريدة.. قصة حب وتفاصيل مضحكة بسبب فروق عادات الجزائر و


.. التصق جلده بعظمه.. والدة طفل يعاني من الجوع في غزة: أفقد ابن




.. إسرائيل وإيران.. حلقات التوتر


.. تقارير: إسرائيل ستبقي جيشها في قطاع غزة لأشهر حتى العثور على




.. احتدام المعارك في ولاية -سنار- بين الجيش السوداني و-قوات الد