الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكوميديا بين أصالة الماضي ومهزلة الحاضر

وسام النجفي

2007 / 9 / 19
الادب والفن


يحل علينا بعد أيام قلائل شهر رمضان المبارك ، شهر الطاعة والعودة لترك النميمة والكذب والفجور ، ولطالما إعتدنا في هذا الشهر الكريم على متابعة البرامج والمسلسلات التلفازية الجيدة والتي تحمل في طياتها نوعاً من الفكاهة المحترمة دون خدش للذوق العام ، والمثير للجدل ما رأيناه في شهر رمضان السابق من تفاهة ورذالة ووضاعة لبعض القنوات الفضائية ( العراقية ) التي بات غرضها سياسي أكثر من أن يكون ترفيهي ، ولا أعلم ماذا تخبيء لنا القنوات في هذه السنة ؟
ولكن يبدو من معرض إعلانات الأعمال أنها أكثر وضاعة من سابقاتها التي شبهت المواطن العراقي بالقطة ( البزون ) لأجل أن يضحك على مأساتنا الخليجي بعد أن فتح الإمـــــاراتي والقطـــــري أذرع إســـــتوديهاته( للقرقوزات ) التي خرجت من مؤخرة النظام المقبور في أنفاسه الأخيرة لتكون البوق الإعلامي لتشويه الحقائق وتسفيه الحدث في العراق ، فالدرهم الإماراتي يتمتع بخاصية جذب خارقة قد تنسف كل الخطوط الوطنية في ضمائر فناني ( تالي وكت ) الذي أصبح ( الكاولي ) صاحب القدح المعلى فيه والـ ( قرقوز ) هو سيد الكوميديا العربية والخليجية بصورة خاصة ، هذه إشارات للقنوات الفضائية العراقية المغرضة حتى في برامجها الترفيهية التي باتت تأخذ مواقفاً مقترنة بشخص مالكها والذي قد يكون ناقماً لرحيل الصنم فيحاول ان يجهد قناته بالسخرية من كل شيء في العراق ، لذى بات من الواضح عملية تسويق مناهج الإنحطاط والفوضى والعدوانية بحجة النقد فلا اعلم اين يقع من كل هذا النقد الهادف والبناء اذا كانت هذه القنوات تحمل في جعبتها شيئاً من الوطنية ، في أن أجعل الأخرين ( الغرباء ) يضــــــحكون على بلدي فتلك قمة السمسرة وقلة الشرف وإنعدام الوطنية في الوقت الذي بات الوطن بأمس الحاجة لكل قلم شريف ولكل رأي وطني يسمو فوق مكائد إخواننا العرب وسياساتهم العدوانية حيال العراق فالتاريخ العراقي مازال يحتفظ بالطعنات العروبية والمواقف المتشنجة من عام 1958 حتى اللحظة التي لم يستطع فيها العرب من إثبات حسن نيتهم إتجاه العراق وهم أدرى بأن نصف مأساتنا جاءت عن طريقهم ، وحتى لا أكون أداة بيد هؤلاء لغرض تخديش بلدي الجريح نذراً علي أن أعلن مقاطعتي للقنوات التافهة ولإستمتع بسماع نشيد ( موطني ) رغم أنوف كل قرقوزات القنوات اللاعراقية التي زادت من جراح بلدي جراحاً ولأعش كما يقول العظيم المتنبىء
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم

هكذا أرى العراق أكبر من برامجهم الوضيعة وأنقى من نفوسهم القذرة وطننا لايمكن أن يكون مدعاة للسخرية والضحك والثرثرة وعلى من يريد ذلك لابد أن يدرك إن الحال اليوم ما هو الا ظرف راهن سينجلي وسنعود سادة الشعر والفن والعلم وليعلم المتصحرون والخارجون من جوف الصحراء القاحلة ان للعراق جذور وحضارة لايمكن تناسيها بأي حال من الأحوال ..

وسام النجفي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى