الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهيار الائتلافات الطائفية ، يشرع الانطلاقة لاقامة المشروع الوطني العراقي

ثامر قلو

2007 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


يبدوا ان القطيعة بين مكونات الائتلاف الشيعي بلغت مدياتها القصوى ، فقد شهدت الايام الماضية وسوف تشهد حتما الآيام القادمة ، أن هذه المكونات تتسارع لاطلاق رصاص الرحمة على مكونهم الطائفي الشيعي، الذي جاهدوا طويلا لانشاءه واطلاقه بمباركة المرجعية بقيادة السيد السيستاني ،مما يطلق العنان للتساءل عن ماهية الدوافع الكامنة وراء لفظهم هذا المكون الطائفي الذي دق اول الاسفين في كيان الدولة العراقية الموحدة ووضع أبناء الشعب العراقي في اتون حروب داخلية طائفية وعرقية واجرامية ومهد الطرق لتسيد الفوضى والانفلات الامني والانقسام بين مكونات الشعب العراقي للدرجة التي وضعت العراق على وشك حروب بوهيمية لا شكل محدد لها ؟

يخطيء التصور من يظن غير ذلك ، فعندما تهم اغلبية من الشعب لتشكل ائتلافا باسم الطائفة وتنافس المكونات الاصغر في الانتخابات ، فان الامر يعني بما لا يدع مجالا للشك ، ان في النية اما ابتلاع الاخرين وجردهم من حقوقهم ومواطنتهم ، او فرش البساط لاثارتهم على المنافسة بالطريقة ذاتها ومن ثم احداث الفوضى اللازمة لبلوغ الاهداف الطائفية .. وبعد ها ، احدث المشروع الطائفي شرخا كبيرا بين المواطنين وفلتانا في الامن وشللا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ودفع البسطاء والمعدمين من العراقيين ثمن غبائهم بانتخابهم هذه المكونات الطائفية في الانتخابات انهارا من الدماء .
المفرح في الامر ، أن سنين من الهيجان الطائفي بعد سقوط الحكم البائد ، لم تفلح في تمزيق وحدة الشعب العراقي ، ولم يفلح الطائفيون بمختلف مكوناتهم من جر الشعب العراقي الى الحرب الاهلية ، أو اقناعهم على الاقل بالمشاريع التقسيمية ، فكانت كل صولة بائسة لهم تدفع مكونات الشعب العراقي لزيادة التلاحم فيما بينهم للحفاظ على وحدة البلاد ، وقد علم قياديوا الطائفية بتلاوينهم المختلفة ان العراقييين عصيون على التقسيم ، وأن مآساتهم ناتجة بالاساس من تهاون القادة السياسيين وفسادهم وتقديمهم للمصالح الانانية والشخصية على مصالح الشعب والبلاد .
ليس ثمة ضرر أن يعي هؤلاء وأولئك ، مدى الضرر الذي الحقته مشاريعهم الطائفية بالانسان العراقي وبالوطن العراقي ، وينطلقوا لتصويب سياساتهم وأحلافهم ويبحثوا عما يخدم الناس والجماهير العراقية التواقة لقبول أي تطور ايجابي يقبل عليه هؤلاء الساسة العراقيون ، فقد ينظر كثيرون من الوطنيين العراقيين بالايجاب لانسحاب كتلة التيار الصدري من الائتلاف الشيعي ، ولا بأس من تحالفهم مع حزب الفضيلة ، فان هناك من المشتركات العديدة التي تربط بين الحزبين ، ومن الايجابيات أيضا نشوء صراع جديد في الايام المقبلة، حبذا لو يبقى سلميا وديمقراطيا بين المكونين الشيعيين الجديدين ، بين تياري الفضيلة والصدرمن جهة ، وبين المجلس الاعلى وحزب الدعوة ، من جهة اخرى ، للظفر بتأييد الشارع الشيعي، فقد يحدث مثل هذا الصراع دفعا للقوى المتنافسة للتقرب من هموم المواطنين ومصاعبهم الحياتية ويعيد اليهم بعض المصداقية التي فقدوها في اتون هذه الفوضى المستديمة منذ سنين في العراق .
والمفرح ، أيضا ، أن التيارت الشيعية بالاساس ، بمجملها تعي الحالة العراقية ، ويعون أيضا استحالة كسب محبة وتأييد الجماهير بالبقاء على وتيرتهم الطائفية ، فقد كان السبق لحزب الفضيلة باطلاق اولى الرصاصات على جسد الائتلاف الشيعي ، ولم يكن ثانيهم التيار الصدري ، فقد كانا حزبي الدعوة والمجلس الاعلى ، عندما شكلوا الكتلة الرباعية ، تاركين التيار الصدري يشرب من ماء البحر ، وباحثين عن الطرق الدستورية التي تجيز لهم البقاء في السلطة ، فكسبوا الرهان على الاقل في هذه المرحلة في الحصول على الاغلبية في مجلس النواب ، فصارت السلطة والحفاظ عليها دستوريا هاجسهم الاول.

نعلم ، أن ازاحة الاخرين من السلطة سيبقى هاجس الصدر الاول ، ولن يشفي غليلهم غير رمي المالكي في الطرقات بعد أن تخلى عنهم ، وضرب كل اتفاقاتهم عرض الحائط ، لكن في الجانب الآخر هناك معارضة كبيرة ومشتتة ، معارضة من نوع فريد ، فلهم رجل في الحكومة واخرى خارجها ، معارضة تملك قائدا حقيقيا له فرص كبيرة لقيادة العراق وتحريره من المشاريع التقسيمة والطائفية ، لكنهم في الوقت ذاته يخشونه لانه ببساطة سوف يقضي على أحلامهم الطائفية الى الابد ، لذلك من الصعب أن تتوحد المعارضة للحكومة ، ومن الصعب جدا اتفاقهم بالشكل الذي يقدر على احداث التغيير المطلوب على مستوى المؤسسات ، وعلى مستوى مصالح الجماهير العراقية وبالدرجة الاساس مصالح الوطن .

مقالة اخرى ذات صلة

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=102321








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان