الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن منطق صائب خليل المشوه

ياسين النصير

2007 / 9 / 18
الصحافة والاعلام


يؤسفني ان أنشر الرد على ما تفوهت به يا أخ صائب مرتين، مرة في موقع صوت العراق، حيث نشرت مقالتك ، وأخرى في موقع الحوار المتمدن، وكأني ألاحقك ، هذه الميزة ليست من خصائصي. يكفي ان أرد عليك مرة واحدة وفي مكان واحد وكفى، ولكنك كما يبدو لم تأت بها كما يجب أن يكون الحوار، فبادرت لنشر المقالة نفسها في موقع آخر.ولذا أرجو منك إذا نشرت مقالتك مرة ثالثة أو رابعة، وكأنك تسدد دينا ما، أن ترفق معها مقالتي، كي يقف القارئ على ما في المقالتين.فأنا لست ممن يكتب يومياً مقالات سياسية لتنشر في مواقع كثيرة.فعملي هو في ميدان آخر، ولكن عندما أجد ضرورة لكتابة تعليق أورصد ظاهرة ما، كما هو الحال في التدخل الإيراني السافر والسافل،في العراق، أكتب عنها، لا لأستثارة مؤيدي السياسة الإيرانية ضد العراق، ولكن لتبيان مهمة أخرى، وهي إن المثقفين العراقيين حريصون على عراقهم حتى لو كانت بعض فصائله على خطأ، فنحن عراقيون ولسنا إيرانيين.

************

بالتأكيد يأخي صائب أن مقالتك المتشنجة والبعيدة عن المنطق الذي تريده، هي حرصك الشديد على أن نقوم جميعاً في تشخيص الداء الذي يفتك بالعراق،سواء أخطأت أنا أوأصبت أنت، أليست هذه مهمة شريفة يجب أن يضطلع بها كل كاتب، قبل أن تكال له التهم الفارغة والقليلة الحياء؟ أعتقد بالرغم من ذلك سينصب مسعانا جميعاً في البحث عن مصادرالأضطرابات التي تحدث في العراق، وإذا وجدت أنني لم أكن قد شخصتها، فهل تفضلت وقلت لنا من الذي يفجر المراقد؟ ومن الذي يسير الملايين إلى المسالخ؟ ومن الذي يقصف المدن؟ ومن الذي يسلح المليشيات؟ ومن الذي لا يحارب القاعدة؟ ومن الذي يرسل الإرهابيين ويسلحهم بالأحزمة والمفخخات؟ ومن الذي يهرب ثراوات العراق؟ ومن الذي يعطل عجلة السياسة؟ ومن الذي يصرح بملئ الفراغ في العراق؟ومن الذي يريد أن يصفي حساباته مع الآخرين على الأرض العراقية؟ ومن الذي يقصف مناطق كردستان؟ ومن الذي يهرب المخدرات والأسلحة ؟ومن الذي يسرق النفط والثروات؟ ومن الذي يهيمن على شواطئ العراق؟ رجاء وبدون لف ودوران واتهامات فارغة وتنطع باقوال تشومسكي وغيره عن فهم المعارضة من عدم فهمها وكأننا تلاميذ ابتدائية عندك؟ قل لنا ألا يشكل موقف إيران هذا ظهيراً للقاعدة؟ التي تعتقد كما تقول لافض فوك أن القاعدة منظمة وهمية ( اعتقد انها منظمة شبه وهمية، يستطيع ان يدعي اي كان عضويتها او يدعي محاربتها ولا احد يعلم من الذي يصدر بياناتها الإعلامية ولا من يقوم بالتحقق من اصل تلك البيانات). ها انت تبرئ القاعدة من اي اتهام وجريمة !! فأي حوار سيكون معك؟ فإذا كان كل الذي يحدث في العراق والعالم وهميا فانك مصيب في كل ما ذهبت إليه في مقالتك؟ ولكنك يا اخي تبدو مهووسا باتهام الأخرين أنهم يفترون على القاعدة جرائمها؟ فهنيئاً لك هذا الموقف الممتلئ كرامة ووطنية!!.فإذا كانت القاعدة منظمة وهمية كما تقول فإن ما يحدث في العراق قد أثبته أنت أنه من فعل إيران وغيرها، وهذا ما لم نقله في مقالنا، بل شخصنا أحداثا تقوم بها إيران و هذه الاحداث تشكل ظهيراً للقاعدة.ومع ذلك أنت مطالب بان تقول لنا أين يمكن الداء، أفي الإحتلال الإمريكي الذي أنقذنا من دكتاتورية مقيته؟ أم في المليشيات الإيرانية التي أفرغت العراق من علمائه ومثقفيه وأساتذته وتكنوقرطييه وضباطه؟ أم في جيوش المرتزقة من الصداميين والتكفيريين والقاعدة ؟ أرجو أن توضح من هم أعداء العراق، ومن هم أصدقاؤه؟ وعندئذ يمكن الفرز بالقول والتشخيص والحكم، وإلا فكل إعتراضاتك على ما قلته فارغة، ومدعاة للسخرية لأنها قائمة على تحليلات معتمد على " يوحي.... ويحتمل.... وهكذا يفكر النصير... ومن المؤول...." ثم تقيم على إفتراضاتك ما أردت أنت قوله.وهذه ليست المرة الأولى التي تدافع بها عن إيران، فقد كلمتني سابقا عن موضوع مشابه.
لا أعتقد أن أحداً ينكر أن الحرب العراقية الإيرانية بدأها صدام حسين، ولكن إيران كانت قد بدأتها قبل ذلك بسنوات،في إحتلال مناطق من العراق، ومنها أجزاء من البصرة ،ولكنها حرب دامت ثمان سنوات، نسى الجميع من بدأها ومن سينهيها، حرب لمدة طويلة لم تصبح بعدئذ من طرف واحد، وإذا كان صدام حسين عنجهياً وفارغاً، وقد قلت ذلك في مقالي ولكنك لم تقرأها جيداً، فلماذا لايكون حكام إيران عقلاء؟وهم الذين دمروا مدينتي البصرة من شمالها إلى جنوبها، وقتلوا آلاف الناس؟وألقوا على أحيائها الفقيرة ملايين القنابل؟ وأحتلوا الفاو. أليست هي الحرب التي قد تكون بدايتها خطأ، ولكن إدامتها جريمة. أنا لا أدافع كما تدعي مخطئاً عن الحرب التي قادها صدام حسين،يبدو أنك لا تجيد القراءة، ولكن من يجهل تاريخ العلاقة بين إيران والعراق، يجهل تماماً متى بدأت أسباب الحرب ومتى ستنتهي، ومن يجهل التاريخ عليه أن لا يرمي الآخرين بأي حجر حتى لو كان من باب النوايا الطيبة. ثم ما علاقة قولي " إن الحرب دامت ثمان سنوات" بما قاله وزير الدفاع العراقي السابق حازم الشعلان كما في قولك ( وهي عبارة مشابهة بشكل مثير للإهتمام لعبارة لص بغداد الكبير الشعلان حين قال في محاولاته إبعاد موضوع السرقة عن النقاش واتهام متهميه بان وراءهم اجندة سياسية, قال إن ايران "حاربت بلادي ثمان سنوات" ). ما الربط بين أسمي وأسم حازم الشعلان؟وما هو الشيء المثير للأهتمام؟ أرجو أن تكون أكثر صراحة،وإلا فكلام من هذا النوع تافه، وقليل الحياء، أن تربط أسمي بقول سارق ومتهم ولص؟ لقد تفوهت يا صائب بجريمة أخلاقية ضدي، يبدو أنك لا تحسن إدارتها. أقولها لك، ومع الأسف، وبصراحة ووضوح، أن وجود أميركا المؤقت في العراق، أفضل بكثير من أحتلال إيران الدائم للعراق. لأسباب موثقة، ومنها أن دخول أميركا للعراق منوط بقرارات الأمم المتحدة والحكومة العراقية، بينما سيكون إحتلال إيران تقسيماً للعراق، وتدميراً لحضارته ووجوده، ونهباً لثرواته، وهيمنة دينية بائسة على مقدراتنا الفكرية والثقافية. ولن تعلمنا ياصائب معنى أن يكون الإنسان وطنياً ويمتلك الكرامة، علم نفسك أولاً هذه المبادئ، قبل أن تصوغ كلمات فارغة من معنى الحوار!!نحن لا نفضل أي أحتلال – كما تدعي مفترضاً أنني قلت ذلك- ولا ندافع عن أي بلد غير العراق حتى لو كانت بعض فصائلة على خطأ. وقولي هذا لا يعني قبولي أي إحتلال، ولكن قل لي كيف يمكن إخراج إيران إذا دخلت العراق كما تنوه حضرتك بذلك!! وأنت تعرف أنها لم تترك الفاو إلاّ بعد أن هددت بما هو أسوأ من إحتلالها. ثم لماذا نجعل من إيران موازية في الحضارة والتقدم والعلم والقوة،لأميركا والدول الغربية ونحن ندخل بوابات القرن الحادي والعشرين، بحيث ننحني لها ونقبل بأن تحتل العراق؟ أليس هذا مدعاة لدعوة مشبوهة بحجة معاداة أمريكا ؟ لا يا أخي لا إيران ولا أميركا ولا أي بلد آخر نقبل بأن يحتل العراق، وكما قلت في أخر مقالتي : فلحم العراقيين عصي على الكلاب، من أي جهة جاءوا، أو من اي قومية انحدروا.
أما كيف يكون العراق صمام أمان الدول الخليجية من أي نفوذ إيراني، فانت بعيد جداً عن فهم أبعاد السياسة، أضرب لك مثلاً ربما هو قريب جداً، عندما إحتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء، إنهارت مصر، وإنتحر عبد الحكيم عامر، واستقال عبد الناصر، مع إن سيناء بعيدة عن القاهرة. ثم لم يقف الإنهيار في مصر، بل إنهار العراق وسوريا ولبنان وتغيرت أنظمة الحكم فيها بانقلابات، وركضت دول الخليج مسرعة للتصالح مع اسرائيل، وهي ليست لها حدود مع سينا.وما يحدث اليوم في الدول العربية كله كان بسبب ذلك الإنهيار. العراق لوحده قادر على كبح الإحتلال الإيراني للمنطقة، ليس بسبب دفاعه القومي عنها،كما فعل صدام حسين، بل بسبب أن إيران ما كانت لتبتعد عن المنطقة العربية، لولا هزيمتها التاريخية في العراق. أن عمق إيران هو العراق، وليس أي دولة أخرى. وأنظر أنك لا تجد لإيران أي منفذ مع أية دولة في العالم، لذا تحاول أن تخترق العراق، لتوجد لها قدم في المنطقة،وهذه سياسة وليس كلمات تؤخذ على عواهنها.
وفي قولي هذا خاتمة لأي حوار معك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال