الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة بن سباهي ....الجزء الخامس

عبد الرزاق حرج

2007 / 9 / 18
سيرة ذاتية


اذا كان كل من يحيطون بنا يمكنهم اغواؤنا يفكر ألآ يحصل بنفسه على مكسب جيدا الا من خلال الضغط ..لايعجبهم سوى الضغط ..فمن خلاله يزعم كل أنسان أنه به تشابها خاصا ..كل شخص يختار رئيسه ثم يثيره ..حتى ولو لم يختر الرئيس الذي يغضبه ..فهو يوافق على الرئيس الذي اختاره ..وأعتقد أن هناك أشياء أخرى يجب قراءتها في الآنسان ..ونحن لانجرؤ ..أن ندير صفحه أنه قانون الآثاره كما أسميه قانون الخوف ..(أندريه جيد) ..روائي فرنسي

شقلاوه مدينه معلقه على جبل سفين وقريبه من السماء أنها مدينه ذو أهميه راكزه على صخور القمم ..فنادقها وبيوتها الحجريه والسياحيه وشرفاتها وحدائقها وجداولها المائيه وتربتها المعدنيه وأشجارها البلوطيه والزعروريه والزيتونيه تقاوم الرداءة ...خرج أسمها الآول( شقاباد) من كتب الكنائس ..أنها حقا مدينه رائعة الجمال ...تزين نفسها بالآخضرار وعطورها الربيعيه تجلب أليها عشرات المصطافين ..كنت أسير في طرق المدينه الجميله وأثار الماضي وألامه يلاحقني ويذكرني بمشاعر الخوف من الآيام القادمه..أنه التطرف وخزي العنف منذ غادرت غرفة الحزب تثبت التغير في داخلي من ذلك الهرم الحزبي .. يالها من عصاره مؤلمه أو مذاق لايطاق بالرغم من موتها لكن أخشى الموت ..أسير بخطوات تائهه وذبلانه وسط المدينه الهادئه وروائحها تشعل جميع المشاعر النائمه والمتناثره لست مكدودا ولاسعيدا بل هنا جمال المدينه والطبيعه تدخل الى الآعماق في النفس المشردة ..من النقاشات الآولى رأيت نفسي مزيفا ...كلهم متشابهون لو أخترت واحدا منهم بالكلام يعبر عنهم بالتشابة لذا لم أقدر أعيش وسطهم لآن مذاق الحياة وطعمها أكثر أتساعا من صراحتي القبيحه ..لم يغادر الشتاء بكسوته الباردة بعد عندما ألتقيت أمام أحد المطاعم ظهرا.. رجلا ناكر الجميل ذو الهامه الطويلةوالوجه الناحل من الخمر المستديم يؤشر أخر خطوات حياته وعيناه البقريه مثخنه من الآضطهاد اليومي..ذقنه لم يحلق بعد وشعر رأسه الفحمي مهدول على كتفيه على الطريقه الغربيه ..البراءه والطيبه محيت من وجهه الناحل ..تعارفنا طال فيها الغياب بحفنة السنين السابقه.. لقد غادرت الآبتسامه وجهه الناحل من أول حبه مخدره تناولها بالسجن ..لذا كان كثير النوم على سريره العالي في السجن ..لم يكن سياسيا يوما ولن ينتمي الى أي حزب معارض أنذاك ...في أحداث 91 أصبح أحد الوجوه الناطقه بأسم الشيوعيون في سجن أبي غريب والتوابع ينظرون أليه بأعتزاز !!!!..في غمرت أحداث 91 في السجن جلب لي منشورا حزبيا ..طلب مني أن أفضية وأقرأ ما فيه ..رفضت ذلك قبل الآفضاء وطلبت منه أن يحرقه أمامي ففعل ..أطلق سراحه من السجن بنهاية عام 91..فتح ورشة عمل لطلي الحلي النحاسيه هو وشقيقتة القصيرة والصغيرة في شارع النهر ..يأتي هو وشقيتة الى الورشه متأخر وثمل ..سرق ملايين من النقد العراقي من تجار الجمله وزاغ عن الآنظار..لكن المأساة حصلت عند أحد التاجرات الكبيرات بالسن ..بعدما علمت بسرقتها من قبل ناكر الجميل أصبحت طريحة الفراش وماتت لآنها لم تقدر على تسديد ديون أصحاب البضائع المطلوبة..في أحد المرات قابلت شقيته في شوارع بغداد ..قلت لها.. أين أخيك..قالت لي ..لا أعرف ..لكن أخذ حقةوبقيه حقي ..وهي تلعق بلسانها الوردي كلسان قط جائع ..وغادرتني عند هذا الجواب..بدأ اليوم أكثر غضبا بطبيعتة المتقلبة ونحن جالسين أمام مائدة الغذاء بالمطعم..قرأت مايتحدث به من كلمات على وجهه الخمري ..قلت له.. لماذا حرقت نفسك بهذه السرعه ..قال وكيانه المهزوز يقدم لي الآعتراف بمطانه والاعيبه القذرة ..لا ..أنا وكلت أبي عني في تسديد كافة الآموال ..قلت له ..أين الآموال الآن ,,هل بحوزتك ..ضحك من ذلك السؤال الساذج..وقال لي..بربك هل حالي هذا هو صاحب أموال وهو يؤشر على هندامه الرث وكيانه الضعيف ..قلت له.. لكن أين ذهبت ..ظل يتفحصني مقوس الحاجبين كالنصل وتأملاته وأفكاره تسحبها الكراهية المضفوره بنفسه القميئه ..وقال ..بعدما هربت زوجتي وطفلتي مني من كردستان وعادت الى أهلها في بغداد ..أنا تزوجت في أيران ..أمرأة من نفس الديانه الصابئية بأيران ..لكن لم نستمر وأنفصلنا ..ثم رحلت الى تركيا بعدما أتفقت مع مافيات التهريب بالذهاب الى أوربا ..تم ألقاء القبض علي من قبل البوليس التركي وسلموني الى الآداره الكردية هنا ..قلت له ..الآن ماذا تعمل أو بالآحرى كيف تسدد رمق العيش ..أجابني ..أنا حاليا نشطا في أحدى التظيمات الشيوعيه الجديده وأيضا قدمت الى وزارة الداخليه في أربيل ..حول التصريح والقبول في أجازتي على منظمه أنسانيه ..كنت أنظر الى عينيه البقريه المنزوع منها العاطفه والبروده على وجهه الناحل ..كانت هيئته الهرمه تتكسر أمامي لكن كان سر الغموض عنده بقوة الفضول لديه لذا ظل يصنع الآفخاخ بكل مايحيط به بعيون كعيون طائر الليل ..أخذ الجو يتبدل نحو الآسوء ..رذاذ المطر وبريقه وعطر التراب يتصاعد مع أنفاسي وأنا أودعه ..يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا