الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلاما إلى روحك الطاهرة

وعد العسكري

2007 / 9 / 18
حقوق الانسان


كل منا له أصدقاء يعزهم ويحترمهم ويفرح لفرحهم ويبكي لبكائهم ، لكن مرارة الأمر حينما تواعد صديقاً لك إنك بعد أيام ستزوره وعند مجيئك له في الميعاد ذاته ترى مراسيم العزاء والناس تبكي وتبتهل إلى الله ليغفر لصاحب العزاء الذي أقيم المجلس لأجله ..
هذا ما حدث معي حينما باعد الموت مع أعز أصدقائي وأقربهم إلى روحي إنه الأخ والصديق الشاب المرحوم (هاني شاكر عباس الدليمي) إبن الأستاذ شاكر عباس الدليمي الصحفي العراقي المعروف . إبن الخامسة والعشرين ربيعاً كان مؤمناً بالله إلى حد لا يوصف وذو خلق عظيم بشهادة أصدقائه وأهل حييه ، درس الإبتدائية في مدرسة طليطلة الإبتدائية وكان الطالب المجتهد ثم أكمل دراسته المتوسطة معي في متوسطة المعتصم للبنين وكان في المتوسطة على مستوى علمي متوسط بسبب عمله في أحدى الأعمال الحرة من أجل كسب المال ليكمل دراسته لأنه من عائلة فقيرة جداً علماً كان والده بمنصب رفيع جداً وكانت نزاهة والدته هي السبب في فقر عائلتهم ، حيث أن معظم أصدقاء والده في العمل لم يتصفوا بالنزاهة وكانوا مترفين لعدم نازتهم ، ثم أكمل صديقي المرحوم الذي يدمع عيني ذكره دراسته الإعدادية في إعدادية إبن رشد للبنين الكائنة في منطقة بغداد الجديدة وكان متفوق دراسياً في المرحلة الإعدادية على الرغم من كونه أعاد سنة دراسية بسبب العمل الذي كان من خلاله يعين والده ذو الراتب المحدود ..ثم تخرج من الإعدادية والتحق بكلية الآداب جامعة بغداد قسم علم الإجتماع وتفوق دراسياً أيضاً . ثم تخرج باحث إجتماعي وتطوع للعمل في إحدى المنظمات المهتمة برعاية الأيتام وكان غيوراً ومواضباً في عمله .. إلى أن حسده الموت على فقره وتردي حالته المادية فجاءه مسرعاً يمتطي رصاصة عمياء من شرطي أحمق بل ظالم حينما كان في طريقه للعودة من عمله حيث أستشهد بالحال وذكر أهل صديقي المتوفي أن سائق السيارة قال لهم أنه حدث إنفجار يبعد عنهم 100 متر في منطقة شارع فلسطين مما أخاف أحد مراهقي الشرطة وقام بالرمي العشوائي على السيارات التي تسير في الشارع وجاء الحظ برصاصة تائهة في رأس صديقي رحمه الله حيث قال السائق أثناء رمي الشرطي للرصاص كان صاحبي يتكلم وبعد ذلك لم أسمع له صوت وعندما أدرت رأسي لأحدثه وجدته ينزف من رأسه والغريب في الموضوع أنه لم يصدر لا تأوهات ولا كلمة واحدة وكأنه نام نومة مريحة .لايريد من أحد أن يوقضه نتيجة تعبه في الحياة التي أبكته كثيرا وكثيرا بسبب فقره وفقر أهله الذي لازال الفقر يخيم على بيت أهله أتمنى لو كان بمقدوري مساعدة أهله مادياً لخففت عنهم وعن والده المريض حالياً نتيجة فقدانه لأبنه البكر.
رحمك الله يا هاني شاكر عباس الدليمي ألتقيك يوم القيامة القادمة يا أعز صديق ولم أرى صديقاً مثلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية