الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة “ندى” و “احمد” جزء من المعاناة العراقية في دول الجوار

حسام السراي

2007 / 9 / 18
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


اقترب موعد المقابلة التي حددتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لندى مجيد، الموظفة السابقة في وزارة العدل العراقية، بعد أن راجعت مكتبها في دمشق ايلول العام الماضي ، ورغم انها تسمع عن بطء الإجراءات وعدم جدواها أحيانا

إلا إنها مصممة على الذهاب و تقديم أوراق عائلتها وما تلقته من تهديدات في بغداد ،إثر اتهامها بأنها تعمل لحساب الاميركان والحكومة العراقية، املا أن تنظر الأمم المتحدة لوضعها ويتم إعادة توطينها في أحدى الدول التي تقبل العراقيين كلاجئين وتمنحهم اقامات دائمة على أراضيها، وتقول ندى :"سأريهم كل ما يثبت إني مهددة ، وحتما سيصدقونني ويساعدون عائلتي بناء على ذلك لأن وضعنا سيء للغاية"، في وقت يعترف فيه كاسام موفارا (منسق عمل منظمات الإغاثة الدولية في العراق)، إن هناك أزمة حقيقية لهؤلاء اللاجئين والعالم يتجاهل بشكل كامل أوضاعهم ومن غير المستبعد أن تأخذ هذه الأزمة بعدا أشد صعوبة، أما احمد عبد الكريم فلا يعلق الكثير من الأمل على الأمم المتحدة، ويعتقد ان إجراءاتها لمساعدة العراقيين تتعرض لضغوط دولية تتصدرها الولايات المتحدة ، من اجل التأني في إعطاء العراقيين اللجوء حاليا، ويعلق احمد: "ماذا تفسر إنني املك ملفا منذ سنة و خصص لي راتب شهري من المفوضية ، ولم يبت في سفري إلى أي دولة اقبل فيها لاجئا ، على الرغم من اقتناعهم ببؤس حالتي فور انتهاء المقابلة الأولى "واحمد شاب عراقي من أهالي بغداد (حي الجامعة) بعض شظايا الانفجار الهائل قرب مطار المثنى، مازالت عالقة في جسده ، قبل أكثر من عام وهو في طريقه للتطوع في الجيش العراقي الجديد ، وإمكانيته المادية لا تسمح له بمعالجة نفسه ، ويبدو إن الأمم المتحدة تعي بشكل تام بأنها لا تقوم بالدور المطلوب منها في احتواء ملفات العراقيين سواء كانوا داخل العراق (نازحين داخليا ) أو كانوا خارجه ، ، ويتناغم هذا مع توجه المفوض السامي للمنظمة "انطونيو جوتيريس " إلى الشرق الأوسط هذه الأيام وزيارته كل من سوريا والأردن ودول أخرى للإطلاع عن كثب على أحوال العراقيين ، الذين يبلغ تعدادهم وفق إحصاءات غير رسمية مليون نسمة في سوريا فقط ، وقسم كبير من هؤلاء لم يسجلوا أسماءهم لدى المفوضية التي تسمي نزوحهم بالصامت ، ويرزحون تحت وطأة ظروف مادية صعبة وتعاني المناطق التي تستضيفهم من ضغوط شديدة ، ويسيطر القلق على احمد واصفا حاله بالمحزن، فيقول"إني وكثيرين لا يستيطعون العودة الى بغداد ، وليس في الأفق ما يجعلنا نطمئن على مستقبلنا، وقضيتنا تتعقد يوما بعد أخر بتوافد اعداد اخرى من العراقيين الذين قد يفوق تعدادهم اليوم المليون ونصف "، وتشكك وزارة المهجرين والمهاجرين العراقية على لسان وكيلها "حمدية احمد نجف"،بالأرقام التي تتعلق بأعداد المهاجرين من العراقيين إلى خارج بلدهم والتي تتداولها بعض المؤسسات الدولية،وتتصاعد الأصوات المطالبة بحسم ملفات العراقيين لدى المفوضيات السامية ،خاصة بعد إجراءات الإقامة الجديدة وتأشيرة الدخول التي تفرضها السلطات السورية على العراقيين المتواجدين هناك والتي قوبلت برفض واستنكار عراقيين على الصعيدين الرسمي والشعبي والتي ينتظر ان تعدل عنها دمشق بعد اعتصامين قام بهما اللاجئون العراقيون امام مبنى المفوضية هناك ورفعوا لافتات كتب عليها "كيف نعود والعنف موجود"و" سوريا والعراق شعب واحد" ، فيتحتم على العراقي مغادرة الأراضي السورية بعد خمسة عشر يوما من فترة قضائه لثلاثة اشهر فيها ، على ألا يعود إليها إلا بعد مرور شهر ، وترى ندى ان على جميع المنظمات الدولية وهيئات حقوق الانسان الكف عن التصريحات التي لا تضر ولا تنفع على حد قولها "يوم بعد أخر والأمم المتحدة تعبر عن خشيتها علينا ، من أن تغلق سوريا الباب بوجهنا ، لكن لماذا لم تبذل هي جهدا اكبر لأعانتنا ، نحن الذين لا نعرف ما الذي ستنتهي اليه مصائرنا "، وتفكر ندى، ان لم يحسم امرها قريبا، بالأتصال بأقاربها المقيمين في هولندا، والبحث عن طريقة لدخولها أوروبا بأي شكل من الأشكال ،فهي لاتملك مبلغ خمسة عشر ألف دولار لدفعه للمهربين الذين استفادوا من انقطاع السبل بالعراقيين ، وأخذوا يجمعون من وراء ذلك مبالغ طائلة ، ، وباتت متأكدة إن إرسال أوراقها إلى سفارات دول العالم لن يجلب لها سوى الحيرة والانتظار الذي لاترجو منه أي نتيجة، بينما يعتقد احمد ان أعدادا ليست بالقليلة خذلتهم الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا أيضا، من المترجمين الذين عملوا مع قوات تلك الدولتين في العراق ، والصحافيين الذين عدتهم الجماعات المسلحة عملاء لاميركا ، وأجازت لأتباعها تصفيتهم الجسدية ، اضافة الى من عمل في المؤسسات الأمنية ومنظمات المجتمع المدني، واخرين وقعوا في تصنيفات الموت تلك الجماعات.وربما لن تنفع دعوة مجلس الشيوخ الأميركي للبيت الأبيض من اجل مساعدة اللاجئين العراقيين وتنديده بعدم استقبال أميركا لهم مع تردي الأوضاع الأمنية ،إذا لم تقترن بخطوات جادة تجبر البيت الأبيض على تجاوز اعتباره استقبالهم اعترافا مسبقا بالفشل في بغداد. ندى وعلي ،مثالان قد يكونا بأفضل حال ممن يعيشون الجحيم ، في اجواء وضعتهم قسرا في فرن ملتهب ، بين من يلقى حتفه بسيارة مفخخة او من يلاقي مصيره جراء العنف الطائفي ، بشكل يسعى فيه من يقف وراء كل ذلك إلتهام المزيد من الضحايا ، وتسجيل أعلى الأرقام للنازحين داخليا أو الفارين من بلادهم نحو المجهول.
ملاحظة:(المادة كتبت وقت تواجدي في دمشق)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف