الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضيف الغريب

مفيد دويكات

2007 / 9 / 19
الادب والفن



كان الوقت عصرا والشمس مائلة للغروب وكنت العب في ا لبيدر امام دارنا حين أتى ذلك الرجل الغريب والذي لم ار
في حياتي رجالا بطول قامته وكان يغطي رأسه بشماغ أحمر يضع فوقه عقالا غليظا ويحمل بيده عصا لا يتوكأ عليها
وأنما يحملها بيده كسلاح مضاد للزواحف مما يدل انه جاء عبر الجبال المجاورة كان غريبا ليس في شكله وحسب وأنما
بتصرفاته حيث داهمني حتى كاد يلتصق بي قبل ان يصيح بي:
_ وين أبوك يا عمر؟
_ في الدار
_ نادي عليه
ركضت باتجاه الدار التي لم تكن بعيدة وأنا فرح اذ أبتعدت عن ذلك الوعل بسلام ولما أطل عليه أبي فقع كلاهما من الضحك 0
فأبي الذي نادرا ما كان يضحك او يبدو راضيا عن شيء فتح ذراعيه للرجل وقد غطت وجهه ألأبتسامات الصاخبةكذلك الرجل
الذي كان له شاربا اسود يغطي فمه ضحك فبانت اسنانه الصفراءالتفرقة في ارجاء فمه الواسع0 وحين انتهت لحظات اللقاء الحار
تقدم ابي الرجل نح النزل وأنا اتبعمها باهتمام0 ولما لم نكن نملك غرفة ا ستقبال في الدار فقد حملت فرشات الصوف والوسائد
والحصيرالى السطح حيث بسطت بعناية وسط كلمات الترحيب الحارة والتقطت اذني سؤال ابي للرجل
بنبرة هامسة:
جبت اشي معاك؟
_ ول عليك دايما ما بتسأل الا عن ألأشي
_ ولك ما هو بدونه ما لكش عشا
ونادني ابي اليه حتى صرت امامه وطلب مني ان أذهب الى الدكان لأحضر كولا وعلبة سجائر ونص وقية قهوة وقل له سجل
على الحساب 0 واذا حدا سألك اوعى تقل له عندنا ضيف وطرت الى الدكان لأحضر ألأغراض المطلوبة وحين عدت وجدت
امي في المطبخ تنتف ريش دجاجتين ذبحتا اثناء غيبتي فازددت حبورا اذ سيكون مساءا رائعا فيه دجاج وكولا وشاي وقهوة
وكان ابي يطلب منها ان تصنع للرجل مفتولا فهو يحب المفتول ووصفه انه غول ا كل لا يشبعه سوى المفتول وحين صعد الى
السطح وصعدت خلفه نهرني عن اتباعهوطلب مني عدم المجيء الا وقت ما يحتاجني0 جرحني موقفه فكدت ابكي الا انني قررت
اتباع الفضول ومخالفة تعليماته 0 تركته يصعد ويبتعد وانا اتظاهر الامتثال لأمره وما اناختفى حتى تبعته واختبأت في بيت الدرج
في مكان استطيع خلاله سماع احاديثهما وخاصةاحاديث ابي الذي لا يتحدث بطريقة طبيعية الا امام الضيوف0 ولكن خاب املي حيث
لم اسمع شيئا اذ كانت احاديثما هامسة ولكن من خلال نظرة مسترقة لاحظت ان اجواء الفرح والهيصة الأولى تبخرت ليحل محلها جدال
ونقاش كان يبدو متوترا0
_ تعا ل تعا ل
صاح ابي حين رآني في بيت الدرج فاقتربت وانا مطمئن الى انه لن يضربني امام الرجل
_ مش قلت لك
_ قاطعه الرجل
_ اتركه
ودس يده في جيبه واستخرج قطعة نقد هي عشرة قروش كاملة دفعها الي وهو يقول
_ روح اشتري لك اشي من الدكان
قبضت على القطعة العزيزة بيدي وغادرت الموقع بقناعة هذه المرة قاصدا الدكان وكان اعجبني فيها قطف موز قررت ان اذوقه الان0
قبل ان اصل نادتني ام الامل وهي صديقة لأمي وتحب دائما معرفة ألأخبار سألتني عن الضيف من هو وماذا يريد
_ هذا واحد جاي يشتري جحشنا
كذبت عليها ارضاءا لرغبة ابي الذي سيفرح حين اخبره بذلك 0 واثناء الطريق غيرترايي فاشتيريت بسكويت وبزر قرع وابقيت نصف
المبلغ لرحلة ثانية0حين عدت الى مجلسهما كانت الشمس غطست وراء الجبال البعيدة وفاحت رائحة الليل وكان العشاء قد جهز فطربت
حين كلفت من الوالدة باخبار ابي بجهوز العشاء صعدت مسرعا الى السطح ولما راني ابي صاح بي
_ شوف امك جهزت العشا
_ نعم روح جيبه
نهض من مجلسه وذهب فناداني الرجل اليه سألني بلطف
_ في أي صف انت
_ في الرابع
_ شاطر في المدرسة؟
_ شاطر
وسالني عن ابي وهل يضربني ام لا وكذلك سألني عما احب ان اكونه حين اكبر ولكم ضحك حين اخبرته انني احب ان اصير سائق تراكتور 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا