الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيدة فلافل وحكومة العطري

سلطان الرفاعي

2007 / 9 / 19
كتابات ساخرة


أيها المسؤولون ، ألم تسمعوا : أن البطون الفارغة تحرك التاريخ ؟
------------------------------------------
الشعار عادة هو عبارة ذات محتوى عاطفي رفيع ( لا للغلاء ، نعم للعيش الرغيد، نعيش من أجل خدمة المواطن ). ولكنه في سوريا يُصبح خال من المعنى ، ليس لأنه دون معنى ، بل لأن هذا المعنى يتم حجبه أو تجاهله . وعندما يُجرد الشعار من معناه ، يُصبح فارغاً ويمكن استخدامه كقناع ، أو راية، في معركة البقاء على الكرسي .
وكما أن لكل قطعة نقدية وجهين ، كذلك المسؤولين، فالزائفون منهم وهم لعنة الوطن . يعجز المواطن العادي ، بسبب محدوديته ، عن التمييز بين حقيقهم وزائفهم . مما يجعله عرضة الى الخداع ، من بعض المسؤولين ، من الذين رفعوا شعارات جوفاء مزيفة ، هم أنفسهم لا يقتنعون بها شخصيا
ان العديد من التعابير الأكثر تكرارا عند المواطنين ( لا تخلو مقابلة أو ندوة أو لقاء مع أحد المسؤولين الاقتصاديين ، حتى ينبري بالاسطوانة المعهودة والتي تقول ، : ان هذا المسؤول قد ولد من بطن امه من اجل خدمة المواطن ، والتي هي هدفه في الحياة الحاضرة والآجلة) . ان كل هذه التعابير لا تنبع حقيقة من عقلهم بل هي طعوم عقلية يحرضها المسؤولون الكذابون الأكثر عصرنة . وهذه الطعوم تتغذى على خيالات الناس الذين يحملونها ، وعلى أحلامهم، وأوهامهم . أما ذلك المسؤول الاقتصادي ، والذي يتلاعب بعواطف وعقول المواطنين ، والذي لا يجرؤ على قول الحقيقة المرة : الحقيقة بأنه اما كاذب ، واما آخر من يعلم ، وكلاهما مشين في حقه بكل الأحوال . فإن التاريخ والشعب لن يرحمه يوم الحساب ، على أكاذيبه ووعوده الجوفاء .

السيدة فلافل : السيدة التي تربعت على قلوب السوريين ، منذ عقود طويلة ، عاصرت الثورة والثوار ، وأطعمت الفقراء والمحتاجين ، المتعيشين والعمال ، الصغار والكبار ، سترت البيوت ، وملأت البطون الجائعة .
في عهد حكومة العطري والدردري والحسين ، بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة ، مودعة الفقراء ، تاركة اياهم ، في يد أكبر المخططين الاقتصاديين في العالم ، والذين وعدوا في البداية ، ورفعوا شعار - من الفلافل الى اللحمة - . ولكنهم بتخطيطهم وجدهم واجتهادهم أوصلوا الشعب السوري الى شعار - من الفلافل الى الشعير-
( صندويشة) الفلافل والتي كانت تباع بمبلغ 10 ليرات فقط ، عشر ليرات ، في بداية استلام حكومة العقول الاقتصادية المريعة ، وصلت اليوم الى مبلغ 30 ليرة سورية ، نعم ثلاثون ليرة سورية ، وحسب تسعيرة التموين . كنا في سوريا نفتخر ، أنها الدولة الوحيدة في العالم ، التي ممكن للفقير أن يتناول وجبته بمبلغ عشر ليرات فقط .
مالذي حل بهذه الصندويشة على يد جهابذة الاقتصاد السوريين ؟

كيلو الحمص ارتفع من 35 الى 45 الى 50 الى 64 الى 69 بالأمس فقط .
تنكة الزيت شبه المغشوش ، ارتفعت من 600 ليرة سورية الى الف ومائة ليرة سورية بما يوازي الضعف تقريبا .
اللبن حلق عاليا الطحينة سبقته البندورة في عز الصيف 25 ليرة و--- ماذا بقي للفقير ؟
من كان يتخيل ، أن صندويشة الفلافل يمكن أن تصل الى الثلاثين من الليرات السورية ؟
كتاب غينيس اليوم يستعد لإضافة صفحة جديدة لهؤلاء الاقتصاديين السوريين ، والذين ، نقلوا الاقتصاد السوري الى الخلف . وهي اعجوبة لم يسبقهم اليها احد ، فكل العالم يتقدم بفضل مخططيه الا في سوريا ، فهم استطاعوا سلبه حتى وجبة الفلافل ، والتي كان يعول عليها الكثير في اسكات جوعه وجوع اولاده .
أيها المسؤولون ، هل هو صحيح : أن البطون الفارغة تحرك التاريخ وتشعل الثورات؟
ملاحظة هامة: نعتذر عن ذكر اسم اللحمة في هذا المقال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى