الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصير الجادرجي : الديمقراطية لم تمارس في العراق في أي يوم من الايام

مازن لطيف علي

2007 / 9 / 19
مقابلات و حوارات


حاوره : مازن لطيف علي
يعد الاستاذ نصير الجادرجي من الشخصيات الديمقراطية التي ورثها عن والده الشخصية المعروفة والمميزة في تاريخ العراق المعاصر..يرى الاستاذ نصير الجادرجي ان الديمقراطية لم تمارس في العراق في أي يوم من الايام، فالديمقراطية سلوك وتعلم لكننا لم نتعلم من هذا السلوك نحتاج الى ممارسة طويلة..ويذكر الجادرجي ان جيل الخمسينات هو من صنع المنجز الثقافي العراقي ونادى بالديمقراطية وإن حكم العسكر أستمر منذ بداية الدولة العراقية وتأسيسها الى سقوط النظام في 9_4_2003 ويذكر الجادرجي انه لايمكن طبع نسخة متشابهة من القضايا السياسية والفكرية ، فجماعة الاهالي مثلا كانت جماعة متقدمة في وقتها، وفي حوار اجريناه مع الشخصية السياسية نصير الجادرجي اجابنا عليها بصراحة تامة فكانت هذه تفاصيل اللقاء :
من أين يبدأ تأريخ الديمقراطية في العمل السياسي العراقي ؟

جاءت الحركة الديمقراطية في العراق إمتدادا للديمقراطيات في أوربا ، بدأتها مجموعة من الشباب أعجبوا بالتطور الاقتصادي والفكري في أوربا وهذا الانفتاح الفكري هو الذي دفعهم إلى أن يبحثون حول الاشتراكية والديمقراطية..كانت الاشتراكية التي نادوا بها ذلك الوقت بسيطة لكنها بالنسبة للعراق متقدمة جدا ، وقد بدأ الصراع انذاك بعد وصول المدرسين العرب من لبنان ورسوريا ، حيث كانوا يحملون التيار القومي ، فحدث الصدام بين التيار القومي والتيار الليبرالي والديمقراطي الذي ينادي بتساوي القوميات والتعايش بينها وليس
تسلط قومية على قومية اخرى ، فليست القومية العربية هي الافضل من القوميات الاخرى مع أعتزاز هؤلاء الشباب بالقومية العربية ، كان هناك إستقطاب للفكر الديمقراطي ومن رواد هذا الفكر عبد الفتاح أبراهيم ، حسين جميل ، محمد حديد ، عبد القادر اسماعيل ثم أختلفوا فيما بينهم وكل شخصية منهم توجهت نحو سياسة معينة وأصبح لها حزب او تنظيم .
برأيك هل نحن بحاجة الى جماعة الاهالي جديدة تأخذ على عاتقها البناء الفكري والاجتماعي ؟

لايمكن طبع نسخ متشابهة من القضايا السياسية والفكرية ..جماعة الاهالي كانت جماعة متقدمة في وقتها..الان العراق
يحتاج الى فكر جديد ، وحتى الفكر الذي كان في أوربا في الثلاثينات والاربعينات تغيرالان ..القوى الديمقراطية حتى الان ليس لها خطاب سياسي واضح، وهذه قضية مهمة جدا إذا لم تبادر الحركة الوطنية في تحديها للهجمات الاخرى بكل انواعها..أنا اتأمل ان تظهر حركة ديمقراطية كبيرة في العراق..الحركة الديمقراطية ورجالاتها كثيرون في العراق ، لكنهم يفتقدون الى التنظيم، والتنظيم هو الذي يستطيع أن ينشأ الحركة الديمقراطية ويفرض قوتها على الحركات الاخرى ، وأعتقد أنه عندما تأتي شخصيات ديمقراطية حقيقية وتكون تنظيما سياسيا كبيرا وخطابا واضحا وتتبنى الهوية العراقية والهوية الوطنية بدلا من الهوية الطائفية والدينية سوف تتكتل قوى كثيرا من القوى حولها .
العراقية والهوية الوطنية بدلا من الهوية الطائفية والدينية سوف تتكتل قوى كثيرا من القوى حولها .
ما خصوصية الفكرة الديمقراطية في تأريخ العراق المعاصر؟
الديمقراطية لم تمارس في العراق في أي يوم من الايام والديمقراطية هي سلوك وتعلم ، وحتى الان لم نتعلم من هذا السلوك ونحتاج إلى ممارسة طويلة ، عندما تسلم حزب البعث السلطة في العراق لم يعط للممارسة الديمقراطية أي دور حتى بين صفوفه وعليه الممارسة الديمقراطية غريبة عن العراق بكل ابعادها ، أما الان فالفوضى الموجودة في العراق قد تكون بدايات الممارسة الديمقراطية ، فمثلا المظاهرات والخطابات
الساخنة نستطيع ان نسميها ديمقراطية او شبه ديمقراطية أو الدخول للديمقراطية.
لاتزال شخصيات مثل كامل الجادرجي وعبد الفتاح أبراهيم وجعفر ابو التمن نموذجا للاجيال القادمة ..كيف تقرأ تلك الشخصيات ؟
عبد الفتاح ابراهيم لم يكن يملك الزعامة ولم تكن له شخصية قيادية ولهذا لم سيتطع ان يكوًن فكرة او جماعة معينة تتبناه أو هو يتبناها ، كان شخصية انعزالية، لكن هذا لا يمنع كوًنه ديمقراطيا ويكون منظًرا نسبيا إن صح التعبير وهو من الرعيل المتقدم في قضايا الديمقراطية والاشتراكية ، هناك الكثير من القضايا حول الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم لم تبحث بشكل صريح وموضوعي مثلا عدم أشتراكه في أنقلاب (1936) فمن الناحية النظرية صحيحة في عدم اشتراكه لانه كان يتبنى النظرية الديمقراطية في التعامل مع العسكر ومن الناحية الاخرى خطأ لكن يبقى السؤال هو هل كان هذا العامل الحقيقي لعبد الفتاح أبراهيم لكي يبتعد ؟شخصية جعفر أبو التمن شخصية عظيمة وقيادية وهو ذو اصول دينية لكنه كان يتبنى فصل الدين عن الدولة ولاتوجد اية حادثة للمرحوم جعفر ابو التمن تسجل عليه طائفيا أو مذهبيا وإ انما كان متسامحا جدا وضد الطائفية وكان له قول بأن الطائفية لا تحارب بطائفية أخرى إنما بالتسامح والديمقراطية .
أما كامل الجادرجي فكان شخصية مجابهة جدا وقوية ومؤثرة كان الجادرجي قبل ثورة 14 تموز عام 1958 يقول بأن رموز الحركة الوطنية لاتشترك في الحكومة الاولى لان هذه الحكومة سوف تلجأ الى وسائل وأساليب غير ديمقراطية وهو لايقرها وتجربة انقلاب بكر صدقي دائما كانت ماثلة أمامه .
هل استطاع الخطاب القومي ان يستوعب المتغيرات الحديثة ؟
لم ينجح الخطاب القومي والدليل على ذلك ما وصلنا اليه في الوقت الحاضر ، الخطاب القومي الموجود في العراق متخلف عن الخطابات القومية الموجودة في الدول العربية وبالرغم من تقدم العراق فكريا على كثير من البلدان العربية لكن خطابه القومي ضعيف جدا ..فنجد مثلا في دول الخليج ولبنان وسوريا فكراً قومياً أفضل من الفكر القومي الموجود والمتجذر في العراق.. هذه الجذور التي جاء بها المدرسون العرب في ثلاثينيات القرن العشرين الى العراق وبقيت حتى الان من دون اي تغيير .
متى بدأت عسكرة المجتمع في العراق ؟
عندما جاء الملك فيصل الاول وحكم العراق حكماً عسكرياً لكن بلباس مدني ..مثلاً عبد المحسن السعدون ، نوري السعيد ، علي جودت الايوبي ، جميل المدفعي ، ياسين الهاشمي وغيرهم هم عسكر بلباس مدني ، ثم جاءت ثورة 14 تموز عام 1958 والتي قام بها العسكر كانت في البداية تيار شعبي عالِ في العراق ثم انقلبت الى دكتاتورية عسكرية واستمر حكم العسكر الى سقوط النظام في 9_4_2003 اما في الوقت الحاضر فبالرغم من الفوضى لكن توجد الية ديمقراطية ومحاولة للممارسة الديمقراطية لكننا لم نبدأ الديمقراطية بشكلها الصحيح فنحن بدأنا بأليات الديمقراطية وليست الديمقراطيـة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلى أين سيقود ستارمر بريطانيا؟ | المسائية


.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس




.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة


.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ




.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال