الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارة الجسد

وعد العسكري

2007 / 9 / 19
حقوق الانسان


لازمتني أفكار غريبة جدا مذ تعرضت لعملية الإختطاف قبل أيام ، حدثت العملية عندما كنت خارجا من جامعة بغداد – مجمع باب المعظم ، متوجها إلى مقر عملي الذي يقع في شارع المكاتب وعند دخولي للمكتب الذي أديره طلب مني أحد الموظفين أن أجلب له بعض الأشياء التي تخص العمل وأجبته أنني سأذهب لكن لاحقاً وكانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة والنصف ظهراً ، وبعد أخذي لجزء من الراحة وانشغلت بتفقد أصدقائي المحيطين بمقر عملي أصبحت الساعة الثالثة إلا ربع وحينها تذكرت طلب الموظف الذي يعمل في مكتبي فخجلت من تأخري على طلبه وذهبت إلى السوق القريب منا والذي يجاور الأقسام الداخلية الكائنة في باب المعظم ، وأثناء رحلة البحث عن حاجيات الموظف تذكرت مع نفسي أنا أيضاً لي حاجيات لابد من أقتنائها ، أكملت شراء حاجيات صديقي الموظف الذي يعمل معي ثم توجهت إلى شارع المواد الإنشائية المقابلة للأقسام الداخلية لشراء علب أصباغ كنت أحتاجها لعمل لوحة إعلانية لمؤسستي الصغيرة والمتواضعة حيث في الشارع المذكور تباع الأصباغ الدهنية والمائية وأثناء ذلك لاحظت عقارب الساعة وهي تشير إلى الرابعة إلا ثلث حينها أدركت أنا في خطر محتم . لاحظت في الشارع لم يكن أحد فاتحاً لمحله سوى صاحب الأصباغ الذي كان معه مجموعة من الشباب المجتمعين في محله وكانوا يتحدثون بصوت عال ينتقدون الوضع اليومي الذي يعيشونه من إنعدام للأمن ونقص الخدمات ..وغيرها ، أثناء ثنائي على صاحب المحل بالشكر والتقدير واستدرت لأرتب أغراضي التي أصبحت كثيرة فإذا بمجموعة من الشباب الذين كانوا جالسين في محل بيع الأصباغ يسحبون مني أغراضي لا لسرقتها لكن للسيطرة علي ، وأثناء ذلك تجمهر علي قرابة الثلاثة أو أربعة أشخاص يسألوني من أين أنت وهم يسحبونني وهم يتكلمون معي سحبوني إلى شارع خلف محلات الأصباغ يبدو إنه شارع الموت كما عرفت فيما بعد ، أجبتهم أنا عراقي مسلم من بغداد وبغدادي أباً عن جد .. أجابوني ساخرين من الذي حفضك هذه الكلمات .. وبعد الإهانات التي تلقيتها وذهابهم بي لأحد البيوت أنا حينها قد فقدت الإحساس بالأمور وكأنني أحلم ..إذ لم أمر بهكذا موقف في حياتي أساق إلى الموت وأنا أتمشى مع خدم عزرائيل لقبض روحي أقتادوني إلى منزل بعدما أعصبوا عيني وانهالت علي الشتائم بأنواعها ثم الركلات والرفسات والصفعات أهنت إهانة عظيمة وبدون سبب يبدوا أن رفضي للبوح عن مذهبي أغاضهم كثيراً .. فأخبروني أنت اليوم ستكون الرقم 3 مع الذين ذبحوا .. تملكني الخوف وبكيت بكاء صامتا لاحظوني أبكي ودموعي تنهال على خدي طبعا بكيت على أهلي الذين ينتظرون رجوعي يومياً في الساعة الخامسة عصراً وأنا أجلب معي بعض الأشياء مثل الفواكه والخبز وغيرها من إحتياجات المنزل ، بكيت وأبكيت القتلة معي أظن أنهم وجدوني غريباً بعض الشيء فجلس أحدهم يستجوبني بطريقة غير مباشرة وقد بين أنه يشفق علي قال لي من أنت قلت له أنا عابر سبيل ، قال لي أهلك ، قلت مالهم ؟ قال من أين قلت له أصلي من بغداد وصدقني ياأخي لم أوذي نملة في حياتي وأنا مستغرب لما يحصل معي هكذا ألم يقول الله وما جزاء الإحسان إلا الإحسان .. فأنا كثير الإحسان مع الناس الغرباء حتى أحسن إليهم قبل أهلي وأخوتي .. أجابني هل أنت شيعي أم سني قلت له أليس السني شيعياً والشيعي سنياً ألسنا أخوة ؟ بدأ يحدثني كيف أن جيش المهدي قتل أخوته الثلاثة وهم نائمون ليلاً في المنزل وقال لي لقد ذبحت العديد من الشيعة إنتقاماً لأخوتي أجبته الله يعينك ويهدي أعصابك ويغفرلك بس أخي حرام هذا العمل طبعا صفعني صفعة شعرت أن طبلة أذني قد خرمت ، إلا أنني لاحظت أن هذا الشخص هو قائد للمجموعة لكن لم يظهر ذلك في بادئ الأمر وكان كما يقول المثل العامي بي لزمة يعني من الممكن أن أخلص نفسي منه لأنني أعرف الناس أثناء الكلام هل هم قياديين أم إنقياديين وغيرها .. لا أطيل عليكم أجبته أسمع ياهذا بما أن سلامتي متوقفة على إعترافي سني أم شيعي أنا شيعي وأحب علي بن أبي طالب والحسن والحسين والعباس عليهم السلام ، طبعا أنا تشاهدت قبلها ثم أعلنت له ، لكنني تفاجأت برده وأنا أحبهم لكني أكره جيش المهدي قلت له أخي أنا لست منهم أنا مدرس وملتهي بعملي حدق في عيني وكأنني أرى في عينه آلاف من الناس يصرخون وهم يذبحون فزعت وخفت خيفة تكاد تغميني أجابني يبدو أن كلامك صحيح فأنت فقير وبسيط ثم قال لي سأعفي عنك لو كان عندك صديق من منطقتنا تذكرت أنا لي أصدقاء كثر لكن لا أعرف عناوينهم سوى واحد منهم كنت أطلبه مبلغ من المال ولم يرده لي فقلت له فلان الفلاني فتعجب ومن أين تعرفه قلت أنه صديقي ثم أرسل حاشيته إلى صاحبي وأتوا به بعد أقل من ساعة فعندما رآني صاحبي أستغرب الأمر وأخذني بالأحضان فقال لهم لماذا هو هنا قالوا له شيعي قال وما في ذلك قالوا شكينا أنه من جيش المهدي قال لهم بهذه اللهجة : " عمي يا جيش المهدي يادنيا أصلاً لو تعرفون هذا شكد خوش ولد وطيب جان هسة تبوسون راسه من الطيبات الي مسويها لكل الناس ، عمي عوفو والولد بكفالتي " لم يردوا طلب صاحبي فأطلقوا سراحي بعد مرور ساعتين أو أكثر قربت الساعة من السادسة مساء ثم أخذني لمنزله وأطعمني وسقاني ثم قال لي من الذي جاء بك هنا هل انت جائز من نفسك أم الدين الذي تطلبنياه الذي جابك قلت له عمي لادين ولا بعدين آني مسامحك ، لم أطل كثيراً فخرجت من دار صديقي خفية لتفادي الوقوع بيد مجموعة ثانية من الإرهابيين بعدما هربني من مكان لا أتذكره الآن ثم ذهبت لمنزلي وقفلت الباب على نفسي في غرفتي بقيت 3 أيام مصدوم ثم تعقدت نفسيتي قليلاً .
كانوا يتاجرون بالأجساد يقتلون ليأكلون هناك من يدفع لهم وكانوا يبتزون الناس بطلب الفدية ويطلقون سراح جثثهم وبدون أرواح . المال .. المال .. المال ، لعنة الله على الإرهابيين ولعنة الله على المال .
أما أنا اليوم أعرض نفسي للنساء العوانس اللاتي يردن الزواج ويشعرن بأن القطار قد فات ، أقول لهن أنا مستعد للزواج من أي بنت إمرأة مطلقة أرملة أي شيء على أن تكون لها جنسية أمريكية أو أوربية مقابل أن تسحبني للبلد الذي تقيم فيه ، إنقذوني أنقذكم واشكروا الله ولا تتبطرون .
إنها تجارة الجسد ، أبيع نفسي للنساء حياً أرزق على أن يأخذوا من أهلي مال مقابل جثتي التي قد تجزء إلى عدة أجزاء ، تجارتي أشرف من تجارتهم فأنا أمنح النساء الحياة والأمل ، وهم يمنحون أهل الضحايا العيش بذكرى فقيد قد لاينتسى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية