الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة 8

جمال بوطيب

2007 / 9 / 20
الادب والفن


بطون

قال الطفل التغلبي، وهو يقلب الجريدة بحثا عن صور ملونة:
- نفروا من برصي.
قال الطفل العبسي، وهو يلمع حذاء رجل متهدل الكرش:
- عيروني بسواد لوني.
قال الطفل الأسدي ، ويده الصغيرة تتسلق سطح السيارة الفخمة التي كان يغسلها:
- بالبخل نعتوني.
قال الطفل الحِميري وهو يفتش في مقلب قمامة كبير:
-يقولون إن لا أب لي .
لما سيقوا جميعا الى المحكمة بسبب عدم اكتراثهم بعيد الطفولة سألهم القاضي:
- لماذا تم القبض عليكم؟
رد الطفل العبسي:
- لأننا نكره الكبار .
ردد أصدقاؤه:
- لأننا نكره الكبار.
- وهذه السكاكين والسفافيد التي أمامي هل هي ملك لكم.
فكر التغلبي في تبرئة أصدقائه.
- هي لي وحدي.
قال الأسدي والحميري والعبسي بصوت واحد:
- لا، هي لنا جميعا.
التفت القاضي إلى يمينه ، حدق في أقصى القاعة. رفع صوته مهددا:
- ألا تعرفون أنها أسلحة؟؟
- نعرف.
- وأنها ممنوعة. ؟
- لا نعرف.
- سأحبسكم.
بعدها، لم يتكلموا . ظل القاضي يسألهم وهم لا يجيبون. نفذ صبره. ضرب بمطرقته على المنصة ضربات بحجم الغضب الذي لم يقو على كتمه. قال:
- ليس لديكم كلام، أم تمتنعون؟
- سنتكلم حين تردون إلينا سكاكيننا وأسفدتنا.


خـردة

حين أحيل على المعاش قرر أن يشرع في الصلاة ويبدأ رحلة جديدة بين داره والمسجد خمس مرات في اليوم. لكنه لم يستطيع ان يتخلى عن عادته القديمة في التجول في أسواق الخردة. كان يصلي العصر بعجلة، ثم يهرول إلى الجوطية. لم يستسغ الارتفاع في الأسعار الذي طال الأشياء المستعملة حتى صار ثمنها لاسعا.
عند بائع أ ثواب أثار انتباهه لباس غريب وغير مستهلك كثيرا: سال البائع:
- نسائي أم رجالي ؟
- معا. رد البائع.
فاجأه الثمن الذي كان أرخص مما توقع ،لنولما سأله عن اسم اللباس قال البائع:
- نخوة . اسمه نخوة.
طرحها أرضا لأنه لن يعرف كيف يرتديها وابتعد.كان البائع يلاحقه بصوته المبحوح:
- أؤكد لك يا سيدي أنها نخوة عربية.

شـعـور

لم يعرف ما الذي فعله حتى نزلت على خده صفعة الشرطي البدين .تلتها ركلات وسب و . . . بعدها لم يعد يذكر شيئا.
على الأرض سقط . أغمي عليه . في المستشفى حين فتح عينيه بتثاقل تنهدت زوجته وهمست بصوت مسموع:
- الحمدلله .ثم سألته:
- بماذا تشعر؟
- بالوطنية.

أنا لها

لا يذكر أصدقاء الحجاج بن يوسف أنه شارك في مظاهرة طلابية في سنوات الكلية إلا إذا كانت متعلقة بمنحة الدراسة. ولم يزر الحي الجامعي مرة إلا لرؤية محبو بته البضة القادمة من جبل بعيد في الريف. أحبه أساتذته لاجتهاده الذي لا يحد. استحقاقاته مشرفة دائما. أما رئيس الشعبة فقد كان راضيا عنه تماما لوقوفه جنبه في المسجد أثناء صلاة العصر.
لما تخرج حصل على منحة لمتابعة الدروس بفرنسا . درس العبرية هناك وفيها تخصص. تفوقه مثبت على شهادة الدكتوراه التي عاد بها من سنوات البرد وغسل الصحون إلى الوطن حالما بمنصب في الكلية. لكن أمله خاب
وطالت مدة عطالته وصار يدخن ويرتاد المقاهي وترك الصلاة و . . . .
ترشح إلى مبارة عمداء الأمن ونجح فيها. وتخرج عميدا. كان يتلقى الأوامر ويطبقها ويرقى .وفي كل نائبة مستعصية يقول:
- أنا لها.
وكلما رنّ في مكتبه هاتف الوالي ،توقع أن يقول له:
- من للجامعة؟؟
لكن ذلك لم يحدث.
www.jamalboutaib.jeeran.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لم أعتزل والفوازير حياتي.. -صباح العربية- يلتقي الفنانة المص


.. صباح العربية | في مصر: إيرادات خيالية في السينما خلال يوم..




.. لقاء خاص مع الفنان حسن الرداد عن الفن والحياة في كلمة أخيرة