الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظمة صراحة بلا حدود

عبد الحميد الصائح

2003 / 10 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



هل يحق لنا الاعتراض على بعضـنا دون ان يسبب ذلك قطيعة بيننا         "على الطراز العراقي  " ؟.  ليس هذا   سؤالا حسب بل   حال بأكملها، حال أن يصبح ثمن المودة والوئام هو الوقوف مع الطرف الاخر على حق كان ام كان باطلا.
منذ اكثر من عشرين عاما وانا افتقد صديقا وزميلا كان عزيزا عشنا معا ارتباك البدايات وقلق الكتابة واوهامها  ,وجمعتنا انذاك مواقف الحياة  وطرائفها وهمومها,غير ان اعتراضا لغويا من قبلي وتصحيحا بسيطا لوقفات عروضية في قصيدته قوضّت تلك العلاقة ودفنت رفقة لاكثر من عشرين عاما كان يمكن ان تنتج الكثير من الحوار والمتسع من النمو والتطور والافادة ا لمتبادلة, ملاحظة صغيرة على كاتب يحبو فجرت قطيعـة دامت اكثر من عشرين عاما علقت بهـا           ( بالطبع) الكثير من الشوائب واثار الطابور الثالث بيننا وخسرت صداقة رفيق احبه واحترم جهاديته ،    فكيف بك وانت تنوي مواجهة كاتب او سياسي (كبير) من اعلامنا ارتكب خطأ في الحياة او السياسة او التباسا في الكتابة ذاتها,لاشك انك في حكم المقدم على الانتحار.تلك الظاهرة  العراقية لاتقتصر على ا لادباء والفنانين ومريديهم ،بل تتعدى  الى السياسة والعمل والمال والوظائف والانتماءات والعلاقات العامة,كل منا يؤسس له صورة مثالية"سوبرمانية" ويحشد لها اصدقاء حياته يصفقون لها ويوقعون على قبولها ورؤيته من خلالها وخلاف ذالك" القطيعة العراقية " الشرسة التي تحصد السنوات وتفتت اساس العلاقات الطبيعية القائمة على المواجهة والمصارحة والاهم من ذلك الاعتراف والاعتذار.
 في المنفى الذي كنا نتوهمه  فردوسا لا اخطاء فيه ولاحيازات ولا حاجة ولا نفاق تفجعنا ذات الحال وذات الشراسة  .كلمة صغيرة اوفلتة لسان او موقف مرتبك مع الاخر يكفي لتدمير كل شيء,ولذلك من شديد الحزن اننا نحن العراقيين ارغمنا على ان لانتحدث وجها لوجه حين يكون الحديث مبضعا للعلاج,ان ننتقد ظهور بعضنا ونصفق لصدورهم,ان نندفع لمن ينوب عنا في فضح حقيقة الاخر التي نعرفها جيدا لاننا اذا قمنا بالفعل ذاته نخسر الناس الى الابد,هل هذه هي المشيمة التي حملت توائم الديكتاتورية وسياسة التخوين والاتهام والحكم بالشك والعقاب بالغضب؟هل هذا هو ما انتج الخوف المميت والحذر الممرض والتردد المخجل في حياتنا الثقافية والسياسية والاجتماعية؟لعل هذا بالضبط مانراه بحاجة الى تنظيم او حزب او تجمع او مؤسسة تشبه في نواياها (حزب الخضر) او(السلام الاخضر) او(اطباء بلاحدود)  تعنى بجعل  الصراحة والاعتذار سمتين للشجاعة في حياتنا العراقية  .
قد يجد البعض ان الحديث هنا يتصل بموضوع هامشي لاضرورة للخوض فيه لكن هذا البعض سيجد معنا كم من الاعصاب ارهقت في التردد عن قول الحقيقة وكم من الافواه اختنقت بها؟وكم كانت الوشاية وسيلة ناجعة للافلات من تبعات الصراحة وكلمة الحق؟وكم سيكون القضاء عليها مفيدا في التنمية السياسية والثقافية والعائلية ايضا.                                   
 في بلاد المنفى هذه تختلط الافكار والمشاريع والهموم والمخاوف  ،تختلط الافكار حول السياسة و  الساسة والحرية والتاريخ والقانون والدين الذي يراه البعض مجسدا هنا عبر التراحم والتكافل الاجتماعي ومسؤولية الدولة عن العاطل والعاجز و(الملفق)الذي يصدقونه دون ان يقسم اليمين ،تختلط بتصورات حول الخراب الاجتماعي وشكوك حول اساليب الراسمالية التي تهدف بمعوناتها الى تعجيز العاجز اكثر مما هو عليه وتشجيع العاطل على العطل ودعم الملفق في المضي بافتراءاته حتى تصبح حياته ثقيلة بلا عقاب!,تصورات وتقاطعات وفرق لاتحصرها ولاتستوعبها الا حرية لاحدود لها كماهي هنا,غير ان ما يتصل بموضوعنا اليوم هو ما تعلمه الصغار في مدارس هذه البلدان من الصراحة والمواجهة التي بدات تخجلنا احيانا ,يخجلنا ان ينصحنا الاطفال على سبيل المثال بترك التدخين وتعداد مضاره  او ضرورة القراءة والرياضة ونوعية الاصدقاء حين يروننا في صورة عكس ذلك,في حين كنا في بلداننا نضطهد الصغار بهذه النصائح دون ان نعمل بها, ليس صغارنا اقل انتباها هناك بل هم اكثر خوفا .ولذلك حين كنا نرى اخطاء ابائنا واسرافهم وتجاوزاتهم….نصمت!
 اليست بنا حاجة هي ام الحوائج  الى  منظمة اوحزب جديد على تقاليد وتاريخ سياستنا العراقية والمنهج النقدي في اجتهاداتنا الابداعية اساسه،( صراحة بلا حدود)؟
[email protected]

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم