الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستحقاقات المبيتة للفشل

تقي الوزان

2007 / 9 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حالها حال الجريمة التي ارتكبت بحق الشهيد محمد باقر الحكيم والشهداء الذين سقطوا معه , أرتكبت جريمة اغتيال الشيخ ابو ريشة , او تفجير المرقدين الشريفين في سامراء , وغيرها من الجرائم الكبيرة المشابهة , يمكن ان توجه الأتهام فيها لأغلب أطراف الصراع , ويمكن لأغلب هذه الأطراف ان يكونوا مستفيدين منها .
فيمكن اتهام ايران لغرض تأجيج الصراع الطائفي الذي سيشغل الامريكان ويبعدهم عن ملاحقة النظام الايراني , وكذلك هذا ما يهم النظام السوري . ويمكن اتهام الامريكان لزيادة تمزيق العراقيين وضمان السيطرة عليهم , واقناعهم بالتشبث أكثر بقوات الاحتلال للحفاظ على وحدتهم ووحدة ارضهم .
ونفس الاتهام يوجه الى عصابات البعثيين والسنة التكفيريين و "القاعدة" الذين لايمهم اي شئ غير السلطة ,
وكذلك المليشيات والاحزاب المتطرفة الشيعية التي باتت لاتفرق بين الظلم والمظلومية . ولا يسلم من هذا الاتهام من المجموعات العراقية الكبيرة الفاعلة غير الاكراد , لا لرجاحة توجهاتهم القومية , بل لأنعدام مصلحتهم في هذه الجرائم , رغم ان البعض يؤكد بأن القيادة القومية الكردية تعمل لأن تكون الكتلة الأقوى والأكثر فاعلية , ولاتتوانى عن اضعاف الكتل الاخرى لضمان اولويتها هذه .

ان فقدان المكونات العراقية لعمقها النوعي , وانسياقها وراء تحقيق طموحاتها الشخصية والفئوية , وغياب المشروع الوطني الجماعي , وضعها في خانة واحدة , واشبه ما تكون بلاعب القمار الذي يضع نقوده على احد المواقع الستة , وينتظر رمية لاعب الزار الامريكي , وعسى ان يتطابق موضع نقوده مع استقرار الزار ويكسب الرهان . اي ان الكثير من هذه القوى " الوطنية" فقدت حتى القدرة على اختيار الوسائل التي تمكنها من الدخول تحت مظلة المشروع الامريكي , وظهر ذلك واضحاً حتى عند اقرب حلفاء هذا المشروع مثل الدكتور اياد علاوي , وقبله الدكتورأحمد الجلبي .

ان حل الجيش العراقي , والسماح بتمديد فترة السلب والنهب الذي رافق انهيار النظام المقبور , والتريث في اعادة بناء اجهزة الدولة , واعادة تشكيل الحكومة , وغض النظر عن تنامي امكانيات العصابات والمليشيات المنفلتة التي عبثت بالأمن واوصلته للحالة التي نعيشها , اسباب حقيقية في اضعاف قيام مكونات المشروع الوطني , والاستمرار في تجريد الحكومة من سلطتها يصب في نفس الاتجاه , والذي بدونه – اي المشروع الوطني – لن يتمكن االعراقيون من النهوض بواقع حالهم .
لقد جعلوا من الحكومة اشبه بشرطي المرور الذي ينظم حركة المرور للمجرمين واللصوص , والمليشيات الطائفية , والقتلة من البعثيين والتكفيريين , وكل من يتمكن من تمزيق امن ووحدة العراقيين , ودون ان يتمكن هذا الشرطي من ايقاف عجلة واحدة من هذه العجلات .

العملية السياسية اشبه ما تكون بالزورق المربوط الى الجرف , وتتقاذفه الامواج الطائفية والقومية والعشائرية , دون ان تتمكن القيادات السياسية من الولوج اليه وتوجيهه بما يخدم الصالح العام , والكل يبحث عن العبور قبل غيره . والأنهيار الحالي في قائمة "الائتلاف" الشيعي , وبالذات بعد انسحاب التيار "الصدري" والخلافات الكبيرة التي تنخر مكوناتها , ليس اكثر من قطع الحبل الذي يربط الزورق العراقي ب"الأنكَر" الايراني الثقيل والراكد في اعماق النهر والذي حاول ان يمنع الزورق من اية حركة ويبدو ان الامريكان سيضعون القيادات السياسية العراقية , وكل المكونات الاخرى في الزورق , ويربطوه الى احدى بوارجهم العسكرية , لتسحبه الى احد الموانئ التي يختارونها . طالما ان الزورق وركابه لم يتمكنوا من تحريكه وتوجيهه حتى ولو بالمجاذيف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار