الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهالة سبب بلاء البشرية

اميرة بيت شموئيل

2003 / 10 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لا ينحصر فهم الانسان في معرفته لقواعد القراءة والكتابة فقط، بل ان جميع مجالات الحياة تحمل معها قواعد واسرار وحسابات، تستوجب معرفتها وفهمها وفك رموزها من اجل ان يتم التعامل بها على الوجه الاكمل او الصحيح ولتأتي نتائجها في صالحه دائما.

نجد انه منذ بدايات حياة الانسان على الارض، تعرض الى جملة من العواعق والمشاكل، من جانب الطبيعة او الحيوانات الساكنة معه على الارض، او مشاكل اجتماعية ( بين الانسان واخيه الانسان) وغيرها، نتيجة جهله بكيفية فك اسرارها او معرفة قواعدها.

فمن جانب الطبيعة، كثيرا ما اودت الكوارث الطبيعية بحياة مجتمعات باكملها، دون ان يفهم الانسان اسبابها وطرق الوقاية منها، وحتى اليوم نجد ان هذه الحالة تشكل احدى مشاكل البشر، بالرغم من انبثاق علم الطبيعة لتنوير البشر بالمعرفة بها من جهة وتحذيرهم من كوارثها قبل وقوعها من جهة اخرى، والسبب يعود الى انه مازال الانسان جاهلا للكثير من قواعد واسرار الطبيعة. ففي بعض الحالات، تدخل العوارض الطبيعية في حسابات لم يكتشفها الانسان بعد، وتفاجئه بتنائج لم يتوقعها.

كذلك نجد بالرغم من انبثاق علم الحيوان، الذي جاء لتنوير الانسان بعالم الحيوان وكيفية التعامل معه وتمكنه من السيطرة على امكانياتها لفائدته وتجنب الطبع العدائي للمفترسة منها، الا ان الامور ما زالت احيانا تأتي في غير صالحه، عندما تدخل في حسابات لم يفهمها بعد، فتأتي النتيجه ضده. وهكذا.

اما في مجال علم الاجتماعيات وكيفية التعايش السلمي بين الانسان واخيه الانسان، فنجد ان الجهل في فهم الطرف الاخر في علم الطبيعة البشرية اوجدت الصراعات المتلاحقة، التي ما زالت تكتسح الكثير من دول العالم، بالرغم من انبثاق الكثير من العلوم الانسانية وقواعد التعايش السلمي في المجتمع الواحد او بين المجتمعات او دول العالم، وخلق الامم المتحدة التي تضم دول عديدة، ومنظمات حقوق الانسان، وبالرغم من تسهيل المواصلات والاتصالات، والذي نتج عنه التقارب وتبادل المنافع والتجارة وغيرها من المصالح المشتركة بين جميع دول العالم.

فمعرفة وفهم الانسان لنفسه وحقوقه فقط، ليس كافيا لحل مشاكله مع الاخرين، انما يستوجب عليه فهم الاخرين وحقوقهم ايضا، ويا حبذا لو استطاع ان يجلس احيانا في خانة الاخرين ويواجه نفسه بمردودات قراراته المجحفة في حقهم!! هل سيرضاها لنفسه في هذه الحالة؟؟ ام سيطلق اسم الجاهل على نفسه؟؟ من حيث انه فعلا جاهل بمشاعر الاخرين.

ليست هنالك مشاكل بلا حلول، بل هنالك جهالة تمنع الحلول. الجهل سبب بلاء البشرية من حيث انه يعتبر حاجزا يمنع الحلول العادلة والمتحضرة لمشاكل الانسان على الارض. فالانانية والبخل والجشع وحب السيطرة، حد اذلال الاخر، والدكتاتورية والفاشية والكذب والقتل والسرقة والغش والتلاعب الااخلاقي في التعامل، هذه كلها مواصفات يمكن درجها في خانة الجهل الاجتماعي عند الانسان.

قد تكون هذه الجهالة بلاء لفرد واحد او عدة افراد، اذا كان صاحبها لا يحمل الا مسؤولية نفسه، ولكنها ستتحول الى بلاء لامة كاملة اذا كان صاحبها رئيسا، وستكون بلاء للعالم، اذا كان صاحبها على رأس قوة تسيطر على العالم.

فما يحدث في كل دولة من مشاكل وحروب داخلية، سببه جهل وفشل رؤساءها في فهم طبيعة مجتمعاتهم والتعامل الانساني معهم، ليضمنوا الامن والسلام لهم ولمجتمعاتهم بشكل عام.  

وما يحدث للعالم، بشكل عام، من حروب وويلات، لا يثبت الا جهالة الكبار( اصحاب الشركات الكبرى والسياسيين المسيطرين على العالم ومنابع خيراته وتجارته) وفشلهم في فهم علم الاجتماع والتعامل الانساني مع بعضهم البعض ومع الاخرين وقواعد التعايش السلمي على الارض.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ