الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر في خدمة نتنياهو -أُخوَّة- القطاع الخاص والعولمة

عادل سمارة

2003 / 10 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


رام الله المحتلة

للتطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني استحقاقات ومترتبات عديدة، لا يخطر البعض منها على بال. ولكن التنازلات تجر الى تنازلات اخرى والى ما لا نهاية من حيث العدد والنوع والحجم الى درجة تصبح معها اكبر دولة عربية مجرد رافعة صغيرة في خدمة اكثر واعتى الصهاينة وحشية ضد العرب، اي بنيامين نتنياهو ولا سيما شبقه للعودة الى رئاسة حكومة الكيان لكي يكون في الموقع الافضل كي يُمعن أكثر في ذبح الفلسطينيين وربما العرب اي

فمنذ ان تسلم بنيامين نتنياهو وزارة الاقتصاد في الكيان الصهيوني تقدم هناك بسياسة جديدة تتماشى تماماً ومطلقا مع متطلبات العولمة وبالتالي طبق سياسات لبرالية جديدة في الكيان الصهيوني بما تحتويه من مفاعيل على الطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود...الخ.

ان تطبيق السياسة اللبرالية الجديدة في الكيان الصهيوني ربما ذات اثر اكثر من غيرها في مختلف بلدان العالم حيث ان الدولة في الكيان طالما زعمت بأنها دولة "الجميع" وليس دولة  طبقة واحدة. اما تطبيق اللبرالية الجديدة، فهي إعلان انها دولة طبقة محددة، والآخرين تحت الرحمة.

لذا ووجهت هذه السياسة بمعارضة من اتحاد نقابات الكيان الصهيوني (الهستدروت) التي ليست نقابة كما هي مختلف النقابات في العالم. فهي تضم في عضويتها رئيس الوزراء الى جانب عامل التنظيف وقطف البرتقال. ومع ذلك اضطرت الهستدروت هذه لاتخاذ خطوات نقابية لمواجهة الهجمة المتوحشة للوزير نتنياهو الذي في حقيقة الامر يريد للكيان ان يكون دولة راسمالية تلعب دورا اقتصاديا كبيرا في المنطقة والعالم وتكون مغرية للاستثمارات الاجنبية وتغري راس المال اليهودي الذي خرج منها بالعودة اليها كي توجهه باتجاه العراق والوطن العربي. باختصار، ان لنتياهو مشروعه الصهيوني الكبيراقتصاديا وهو تمكين الكيان من "الاندماج المهيمن في الوطن العربي" ولذا لا يبالي بسحق اكثر للفقراء، فالفقراء اليهود بالنسبة له اقرب الى العرب لأن الصهيونية هي حركة الراسمالية اليهودية المندمجة في راس المال العالمي.

قادت سياسات نتنياهو كممثل للراسمالية الصهيونية المعولمة الى اضرابات شملت عدة قطاعات ومنها قطاع النقل البحري في الكيان الصهيوني. وهنا بادرت السلطات المصرية والقطاع الخاص هناك لإنقاذ القطاع الخاص الصهيوني بأن فتحت ميناء بور سعيد لنقل البضائع الصهيونية كي لا يتاثر اصحاب المصالح الصهاينة نتيجة الاضراب. وبالتالي، فإن هذا دور جديد للسلطات المصرية يفتح الباب على ادوار جديدة وخطيرة اخرى في مصر وفي مختلف القطريات العربية المعترفة بالكيان الصهيوني وربما يفتح باب التنافس على خدمة الكيان الصهيوني بين قطرية عربية وقطرية عربية اخرى!

وهكذا، بينما تقول الانظمة العربية انها عاجزة عن مقارعة الكيان الصهيوني بالسلاح لانه مدعوم من امبراطورية العولمة، فإن هذا لو صح، ولو كان سبب عجزها هو الدعم الامريكي للكيان، فإنها في الحقيقة إنما تقوم كما قام النظام المصري بدعم هذا الكيان اقتصادياً، بدل القيام باضعف الايمان عدم خدمته من أجل حفنة قليلة من الدولارات.

وعليه، لا غرابة في هذا، انه دور الراسمالية التابعة في البحث عن اقتصاديات التساقط. ان المطلوب هو النضال ضد الطبيع والعمل على مقاطعة الكيان الصهيوني. وهنا نتوجه بالسؤال الى الطبقة العاملة في مصر والى نقاباتها لماذا لا تتم مقاطعة منتجات العدو كما قوطعت الباخرة الاميركية عام 1956؟  ان المعركة لم تعد معركة الانظمة، كانت ولا تزال معركة الطبقات الشعبية. وليس هناك ابدا ما يبرر ما يحصل، فالمسؤولية مسؤولية شعبية طبقية نقابية في هذا المستوى.
كنعان


 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها