الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا... لا... لن أستقيل

خالد عيسى طه

2007 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية




أجماع العراقيون لا يكفي ولا حتى أجماع المنطقة ... ودول الجوار عدا أيران يستطيعوا أقناعي لذلك؟

فأنا وبقرار مع نفسي بعيد جدا عن الاستقالة وأنا على يقين تام أن بنو نعمتي السادة الامريكان أصبحوا في زاوية محرجة لا يجرؤون على أيقالتي ! أذ لا يوجد بديل مطيع يخدم أغراضهم مثل حضرتي أنا رئيس الوزراء!

أنا مثقف وأنا دكتور وأنا قارىء وسياسي ... أن الكرامة الوطنية تحتم علي الاستقالة ... والشعور بالمواطنة يدفعني الى الاستقالة أيضا . حتى الوزراء الذين لم يعلقوا تعاونهم معي وهم أكثر من النصف مع أنسحاب الكتلة الصدرية والفضيلة والوفاق والعراقية حتى أبقيت على نصف الوزراء البرلمانيين الذين يتبعون قائمة الائتلاف ... وبقي البرلمانيون الاخرون غير مرتاحون لطريقتي بالرآسة ويطالبونني للاستجواب... كل هذا لا يكفي لي للحصول على قناعة الاستقالة فأنا أحب السلطة كثيرا.... وأنا لست ذلك المجنون مثل الوزير البريطاني المدعو بروفيميو الذي طلب الاستقالة بسبب قبوله لقنينة شامبين... ولست رئيس وزراء اليابان الحالي آبيمورو الذي أستقالة بحجة الضغط النفسي من معايشة المعارضة ولست أنا أيضا وزير زراعته الياباني لان أحد البرلمانيين أستجوبه لصرف مبلغ من المال.

فهؤلاء جميعا لا يستحقون أن يكونوا في مناصبهم لاني على قناعة وثقة كاملة بنفسي أن كل رؤساس الوزراء في المنطقة لو أستقالوا فهذا لا يعني شيئا بالنسبة لي فأني أشعر بالتفوق لاني ولدت في النجف ولي الحق أن أحكم العراق كل العراق مدة قد لا يتوقعها أحد قبل الاحتلال. أليس أنا من نفس المدينة النجف الاشرف الذي ولد فيها التاجر المشهور عبد المحسن شلاش الذي أنتخبه الملك فيصل لوزارة المعارف في أول وزارة عراقية وهي وزارة عبد الرحمن الكيلاني وهذا الوزير كان يقرض الحكومة العراقية والملك فيصل لرواتب الموظفين يوم كان أستقلال العراق شبه كامل وهي تحت الانتداب.

وزارة المعارف كما رأيتها بنفسي في الخمسينيات وزارة واسعة كثيرة الغرف مطلة على نهر دجلة وكانت غرفة السيد الوزير واسعة سعة غير مألوفة ولها شبابيك مطلة على ساحة المبنى .. وعندما داوم السيد شلاش أعجبه المكان كثيرا فأخذ يداوم يوميا حتى قبل بدأ الدوام الرسمي بساعة ويقضي صلواته الخمسة في نفس الغرفة وسجادته يحملها أحد عبيده الملقب جاسم ثم يبدأ الوزير بالاتصالات التلفونية مع العائلة في النجف يسألهم عن مفردات حياتهم اليومية كذلك يسألهم لماذا لم يأتي فلان وفلان للتبريك لي بمناسبة المنصب الجديد ! وبأيام قليلة وجدنا الغرفة تعج بالزوار منهم من يفطر ومنهم من يحتسي الشاي ومنهم من يصلي ومن خلال تلك الجلسات تعقد عقود بيع وشراء الحنطة والشلب... والسؤال عن الشيخ
سلمان البراك لماذا منع من دخول المدينة وخلال هذه الاحاديث يدق الجرص ليطلب الشاي والقهوة للزوار.

ولسوء حظ الوزير قدم رئيس الوزراء الكيلاني أستقالته الى الملك فيصل وكان ذلك بطلب من السفير البريطاني وقبلت أستقالته .. ولما علم شلاش غضب أشد الغضب
وبدأ يقول ماذا جرى لنقيب أشراف بغداد لترك هذه الحياة والمنصب والجاه .......

وألعن الساعة التي تعرفت بها عليه!

لماذا أتى بي في هذه الفترة القصيرة وماذا سأقول لاصدقائي وزواري الذين يقصدونني من النجف والى بغداد.
الى أن همس في أذني أحد المحامين النجفيين وقال لي أن الوزارة اذا ما أستقالت فأن الوزراء جميعهم يجب أن يستقيلوا فالمسؤولية تضامنية بحكم الدستور.

قال الوزير معلقا بوية يا ناس هذولة مجانين
يعني أذا مات الشيخ فهل يعني هذا أن سراكيله يجب أن يموتوا!!
هذا غير مقبول بالعرف العشائري!

سمع الملك الداهية هذا الموقف الطريف فأرسل عليه وقال له لماذا أنت غاضب فشرح له وضعه بكل صدق فضحك الملك ووضع يده عليه وقال له سأبقيك في نفس الغرفة وتستمر بضيافة أصدقاءك والوزير الجديد سيأخذ غرفة أخرى.

في طريقه شعر بخطأ موقفه ودخل غرفته آخر مرة فوجد الناس والاصدقاء جالسون فاخذ الجرص يرن ويرن وهو يضحك عاليا ويقول خلينة نشبع من رنين الجرص.

اليوم صاحبنا ليس لديه جرص يقوم بالضغط عليه وكل الوزارات والقرارات هي رهن أشارته فقد تفرد بالعراق وحمل مفتاح القرار بيده . أما الذين يطالبونه بالاستقالة فهم لا يملكون أكثر من الصراخ ولكن قافلته تسير....

المحتل مرتاح منه والمحتل يقر بقدرته لكسب الوقت لتثبيت تواجده والقائلين بوجوب ألاستقالة فاليذهبوا ليبلطوا البحر بعد أن يشربوا ماءه المالح... أنه يملك مهام وطنية لا زالت غير منفذة يجب تحقيقها خدمة للاحتلال وغيره لا يستطيع ذلك ومن هذه المهمات:

1- تصديق قانون النفط والغاز وهو القانون الذي طالبت المعارضة بتعديل الكثير من مواده.
2- الاستمرار بحملاته الطائفية حسب خطة فرض القانون ليزداد عدد المهاجرين من أهل السنة والشيعة العرب.
3- أقرار قانون الانتخابات المحلية.

هناك وهناك الكثير الكثير مما يجب عمله سواء المعلن منها أو المختفي أي الذي لم يعلن بعد وأن هذه الاجندة يجب أن تدقق وتراعى في دار السفارة وللرئيس الحق في البقاء سبع سنين لتحقيق هذه الاهداف.

وحتى يدخل هذا الرئيس التاريخ من بابه العريض ويبدأ الشعب بالهتاف بأسمه والترحم على الوزير عبد المحسن شلاش وذكرى تعامله مع الجرص....

لا ....لا .........لن أستقيل

من أنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح