الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة ومفهوم السلطة الرابعة ..؟

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2007 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



تنويه : السادة القراء والزملاء الكتاب الأعزاء
أحيطكم علما بأن قوة حماس في مركز شرطة الشاطئ استدعت مواطنا من غزة يدعى عبد الكريم عليان وهو يطابق اسمي واستجوبوه على أنه كاتب مقالتي السابقة ( الطحين الفاسد وتورط جامعة مرموقة في غزة ) وعندما تأكدوا أنه لا علاقة له بالكتابة أفرجوا عنه .. أما أنا فلا يرهبني ولا يردعني ما يفعله هؤلاء الجهلة وسأبقى عنيدا قويا مدافعا عن شعبي ووطني بقدر ما أملك من قوة .!

النظام السياسي الديمقراطي مبني على ثلاثة سلطات هي : السلطة التشريعية التي تكون وظيفتها الأساسية سن القوانين والمراسيم التي يحتاجها المجتمع ومتابعة تنفيذها ، والسلطة التنفيذية وهي الحكومة بوزاراتها وأجهزتها والمؤسسات التابعة لها ووظيفتها الرئيسية هي تنفيذ القوانين والسياسات التي توافق عليها السلطة العليا ( التشريعية ) المنتخبة من قبل الشعب وممثلة له ، وأخيرا السلطة القضائية وفي الغالب تكون سلطة متخصصة ومستقلة تعمل على حل النزاعات وتطبيق القانون كما هو منصوص عليه والحرص على نزاهته بدون تحيز لجهة دون أخرى .. إذن من أين أتى مصطلح السلطة الرابعة ؟ وكيف يفهم هنا في فلسطين وربما في العديد من الدول العربية ؟ ودرجة قبوله لديهم ..؟
عندما كبرت المؤسسة وأصبحت بحجم الدولة فالمسئول الأول فيها يكون عليه من الصعب متابعة كل ما يجري ويدور في مؤسسته وبأدق التفاصيل .. واعتاد على الاعتماد والثقة بطاقم كبير أو صغير من المساعدين والمستشارين كل في تخصصه ومجال عمله واهتمامه ، لكن الحياة تتغير مراحلها ومتطلباتها وأدواتها فتزداد تعقيدا عن السابق ، وأصبح المتخصص يحتاج إلى أخصائيين آخرين يساعدونه على الفهم والتحول ، وكما قال لي طبيب مشهور : أصبح لدينا أخصائيين لكل أذن ، يمنى ويسرى بدلا من أخصائي الأنف والأذن والحنجرة ؟؟ وما أدراك اليوم بتعقيدات الكمبيوتر وبرامجه الهائلة ..؟! وهكذا هي الحياة بكل تعقيداتها ، فأين هو الفرد الذي سيكون قادرا على إدراك الأمور وتفاصيلها ومتابعتها ..؟ بالتأكيد الجواب هو الشعب وكل الشعب ؛ فكل فرد فيه قادر على أن يرى ويحس بشيء قد لا يراه ويحس به الآخرون ، وليس بالضرورة أن يكون هذا الشيء سيئا فقد يكون إيجابيا أو تجربة فردية أو جماعية ناجحة ، فعلينا تعزيزها ونقلها للآخرين .. وقد يكون سلبيا فعلينا بتره أو الحد منه وعلاجه .. هنا تبلغ درجة المسئولية والمواطنة الحقيقية والانتماء للوطن والمجتمع والتفاعل فيه والمساهمة برقيه وتقدمه إلى الأفضل . إذن ما هي الوسيلة التي يمكنها أن تنقل هذه التجارب سواء للمسئولين وأصحاب القرار أو تعريف المجتمع بها وتوجيهه إلى الطريق الصحيح ؟ بالتأكيد كانت ومازالت هي الصحافة ، وتطورت فأصبحت واسعة الانتشار بأشكال مختلفة الأدوات والاتجاهات إلى أن صارت كخيوط العنكبوت داخل الشبكة العنكبوتية التي تغطي كل بقعة على هذا الكوكب ..!
عندما كنت أكتب مقالا سواء كان فكريا أو نقديا لظواهر إيجابية أو سلبية كنت أحس بها وألاحظها في المجتمع ، أقابل من بعض الأصدقاء والمعارف بالتشجيع والاستمرار وعلى قلة هذه المقالات التي كانت تنشر في الصحف الورقية المحلية والمحتكرة للأسف من قبل بعض الكتاب المأجورين الفارغين والفاسدين ، فأحيانا ينشرون ما يروق لهم ويتلفون ما لا يريدون حسب رؤيتهم ..؟ إلى أن أصبحت الصحف والمواقع الإلكترونية كثيرة وكثيرة جدا وبإمكان أي كاتب أن ينشر ما يريد وفي أكثر من صحيفة وموقع لتغطي كافة مدن وقرى الأرض وبسرعة قياسية .. وأصبح ليس بإمكان أحد السيطرة عليها خاصة إذا كان معارضا لها أو متحسس منها ، وإن استطاع منع نشرها في موقع ما فليس بإمكانه منعها بتابتا .. في الدول الديمقراطية بات المسئولون يعتمدون عليها كرقيب رئيسي في سير الأمور بشكل صحيح وينظرون إليها على أنها سلطة رابعة ، بل قد تكون سلطة أقوى من الأولى وأكثر نزاهة من السلطة القضائية لمشاركة كل أفراد الشعب فيها .
من تجربتي الأخيرة حيث قابلت المسئول الأول عن مؤسسة دولية كبيرة في غزة وهو ليس عربيا ، في طريقي إليه قابلني المسئول الإعلامي للمؤسسة حيث عرفني بنفسه وقال لي : أنه من سيقوم بالترجمة بيني وبين المدير ، وتابع يقول : أنه من قام بترجمة مقالاتي الأخيرة للمدير ، وكانت قاسية جدا بحق المؤسسة ! ـ هكذا فهم مسئولا إعلاميا عربيا الصحافة ـ أما المدير الأجنبي ومن خلال حديثي معه كان مفهومه مختلفا تماما ، حيث عبرت له بما يشبه الأسف إذا كانت بعض كلماتي قاسية بحق المؤسسة ، فقال : على العكس تماما حيث كنت موضوعيا وصادقا ، وأخذنا موضوعك على محمل الجد للتغيير وأنا أتفق معك تماما في كل ما طرحته ، وأشكرك كل الشكر على ما كتبت وعلى تلبيتك للدعوة . من هنا كان فهم المدير الذي هو أوروبي ، بالتأكيد فهمه للصحافة ودورها بأنها السلطة الرابعة .. أما المسئول العربي والذي يعمل في نفس المؤسسة كان فهمه وتفسيره للمقالات قد يكون من منطلق حقد ، أو كما تعودنا في ثقافتنا بأن النقد عيبا ..!
هكذا هي إذن السلطة الرابعة وجدت لتكون أقوى من السلطات الثلاث إذا ما أردنا أن نكون مجتمعا ديمقراطيا يبتغي الرقي بشعبه إلى درجة الشفافية والنزاهة خال من الفساد والغش إلى حد كبير يبدع فيه المواطن ويزداد حبه واعتزازه بالوطن الذي ينتمي له .. فهل يمكن أن تكون الصحافة لدينا هي : سلطة رابعة حقا ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات