الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنامي حركة مقاومة الغلاء: تظاهر أكثر من 2000 مواطن بمدينة صفرو التحرك الشعبي المتصاعد يجبر الحكومة على التراجع...عودة ثمن الخبز إلى درهم وعشرين سنتيم

محمود جديد

2007 / 9 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


فيالق جديدة تنضم

شهدت مدينة صفرو يوم الخميس 20 سبتمبر 2007 مظاهرة شعبية، بكثافة نسائية وشبابية بارزة، منددة بالزيادات المتتالية في الأسعار، ومطالبة بإلغائها. وقد جاب كادحو صفرو وكادحاتها شوارع المدينة القديمة وساحة بولمبرع رغم الانتشار الكثيف لقوات القمع، من بوليس وعناصر القوات المساعدة وقوات التدخل السريع (السيمي)، الرامي إلى ترهيب المتحجين والمحتجات ومنع وصولهم إلى مقر السلطة (العمالة). وبهذا تنضم جماهير صفرو الشعبية إلى النضال ضد غلاء المعيشة مباشرة بعد المسيرة التي نظمها زهاء 500 من كادحي البهاليل يوم الأربعاء 19 سبتمبر إلى عمالة صفرو، حيث قطعوا أربع كلتمرات للتعبير عن السخط والاستعداد لمواصلة الكفاح دفاعا عن الحق في حياة لائقة. تؤكد هذه المظاهرة الشعبية، لمن يحتاج تأكيدا، أن طاقة الكفاح الشعبي متنامية بعد كل الهجمات التي تعرض لما كادحو المغرب [الخصخصة، ضرب مجانية الخدمات العامة، فرط الاستغلال، استشراء البطالة، قمع الحريات...]. كما انه لا حاجة لتأكيد أن طاقة الكفاح تلك تستدعي التنظيم لتتجه بقوة صوب الهدف.

الخوف يدب في الفوق

في اليوم ذاته الذي شهد المظاهرة الشعبية في صفرو أسفر اجتماع الوزير الأول مع أرباب المطاحن وأرباب المخابز عن إلغاء الزيادة الأخيرة في سعر الخبز. حيث تقرر ان تتحمل ميزانية الدولة 140 درهما في كل قنطار قمح طري تشتريه المطاحن، وان يستفيد أرباب المخابز من سعر الماء والكهرباء المعمول به في القطاع الصناعي، أي عمليا خفض كلفة الماء والكهرباء بالنصف.

إنها أولى نتائج التحرك الشعبي المتنامي [ المسيرات الشعبية، و بداية استئناف تنسيقيات مناهضة الغلاء لنشاطها]، نتائح ستحفز ولا شك نضالنا من اجل التراجع عن زيادة أسعار باقي مواد الاستهلاك الشعبي، ومن اجل رفع الأجور و إزالة عبء الضريبة عن كاهل الفئات الشعبية، الخ.

إن الفعل الشعبي المباشر ( مسيرات، واعتصامات، وإضرابات عامة ...) مرشح للتعاظم كما دلت الرفض الواسع للمشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وبشائر نزول الكادحين إلى الشارع هنا وهناك.( مسيرة بوعرفة الأخيرة،احتجاج سكان فاس على تردي جودة ماء الشرب، ومسيرة بن صميم ضد استيلاء شركة خاصة على ماء العين...)

هذا ما يثير مخاوف المستفيدين من وضع البؤس والتجويع الذي تكابده أغلبية المغاربة، وهذا ما عبرت عنه إحدى القوى السياسية المشاركة في تنفيذ السياسات المعادية للجماهير الشعبية منذ زهاء عشر سنوات: "هناك ما يدعو إلى الانتباه والتخوف حتى، لأن الزيادات ، في واقع متوتر تأتي في لحظة سياسية غير عادية، وبالتالي فإن التركيبة الحالية قابلة بالفعل للتطور والتفاقم الخطير• فقد أرسل المواطن العادي رسالة سياسية عبر صناديق الاقتراع، وربما يغير من صيغتها العملية عندما يمس الناس في قوتهم وفي قوت أبنائهم• ولا أحد له المصلحة، عندما يكون قريبا من الناس في أن تتجمع كل هذه العناصر التوترية في زمن واحد، هو الزمن المغربي الحالي• [ افتتاحية اتحاد اشتراكي.19 سبتمبر 2007].

إلى متى تشل القيادات منظمات العمال؟

كل هذا التخوف رغم ان القيادات شلت النقابات العمالية وتواصل السير في ركب الحكومة بامتناعها عن الانخراط في حركة تنسيقيات النضال ضد الغلاء، واكتفائها بالبيانات " الاستنكارية" المتهربة من تحديد ما العمل، او المتسترة خلف الأشكال "الاحتجاجية" الرمزية مثل التي دعت الي تنظيمها أمام البرلمان يوم 30 سبتمبر نقابة الاتحاد الوطني للشغل [ عدالة وتنمية]. كما تطلب تلك القيادات من الحكومة ان تتراجع دون أي نضال، أي عن طيب خاطر. فعلى هذا المنوال كان بيان المنظمة الديمقراطية للشغل في بيان 12 سبتمبر، ونظيره بيان الفيدرالية الديمقراطية للشغل [بيان 13 سبتمبر]. اما الكونفدرالية الديمقراطية للشغل فتسير إلى محو الطفيف مما تبقى من صورة كفاحيتها أيام كان الحزب الوصي في المعارضة، حيث تلتزم الصمت التام إزاء تأجيج الحاكمين لنار الأسعار. ومن جانبه يبدو الاتحاد المغربي للشغل اعجز حتى عن إصدار بيان، بينما يصرح عضو أمانته الوطنية [الميلودي موخاريق ] لصحيفة لومتان أن "الزيادات الأخيرة غير مقبولة" وأن ا.م.ش سيتخذ الموقف عند اجتماع هيئات القرار فيه. فماذا ينتظر ؟

السير قُدما

ان تطوير التحرك الشعبي، بالسعي إلى انضمام أعداد متزايدة من الجماهير إليه، والرقي بأشكاله النضالية، هو السبيل الوحيد لبلوغ الأهداف. ويتعين أن نجعل من تراجع الحكومة عن رفع سعر الخبز ثغرة في جبهة العدو نوسعها بتجميع مزيد من القوى ومواصلة التعبئة. و يتضح من الطور الحالي لحركة النضال ضد الغلاء أن الظرف يستدعي:

نشر أخبار النضالات على أوسع نطاق: اختبارات قصيرة توزع بالبيوت والأماكن العمومية لفك الحصار الذي تفرضه وسائل الإعلام الرسمي، وفضح مناورات العدو.
اجتماع التنسيقيات لوضع حصيلة السنة المنصرمة من وجودها، وقد بادرت تنسيقية بوعرفة إلى ذلك بالدعوة إلى اجتماع تقييمي يوم 22-9-2007
إسناد التنسيقيات على لجان شعبية لمقاومة الغلاء بالأحياء الشعبية والقرى
انخراط الفروع النقابية في حركة مقاومة الغلاء، في أفق انخراط المركزيات النقابية.
وضع التنسيقيات برنامج احتجاج محلي، مستند على أوثق الصلات بالقاعدة الشعبية لإعطاء الاحتجاج حجما جماهيريا يتجاوز الأشكال الرمزية التي أبانت التجربة أنها غير مجدية.

هذا العمل التحتي هو الذي سيشكل نقطة ارتكاز فعلية لأي تنسيق وطني حقيقي بعد التعثر الذي طبع اللقاءات الوطنية للتنسيقيات.

22 سبتمبر 2007

محمود جديد

جريدة المناضل-ة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح مئات العائلات على وقع غارات إسرائيلية مكثفة على جنوب لب


.. مسؤول إسرائيلي عن استهداف حسن نصرالله: نقطة تحول في الصراع ل




.. حزب الله يقصف مستوطنة إسرائيلية


.. الجيش الإسرائيلي يشن غاراته على مناطق بالضاحية الجنوبية




.. القبة الحديدية تعترض صواريخ أطلقت من جنوب لبنان