الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة العالمية والعمائم الايرانية

عبد الزهرة العيفاري

2007 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


العمائم التي تزا ول السياسة في ايران هي شأن داخلي لتلك البلاد . و اذا كانت تؤلف مشكلة كونها ثلة تمثل الغوغاء السياسبة فهي تخص ايران تحديدا وليس لنا اية علاقة بها . هذا من الناحية الشكلية . ولكن مشكلتنا ، مع ذلك، تكمن في كوننا جيرانا ً لتلك العمائم . وان ورؤسا ءهم لا يتورعون ان يتدخلوا بشؤون بلادنا بفضاضة وبدون حياء . ثــم اننا اذا ما انتقدنا تصرف اصحابها على رعونة صدرت منهم لأ نها تـنـعكس سلبا على اوضاعنا او اعلنا احتجاجا ً على اعمال شائنة لحكومـة الفقيه او لاشخاص لهم صفة " دينية " تتعلق بخرق دبلوماسي او غيره يضر بسلامة وطننا فسـتبدأ التفسيرات الظلامية وكأننا تجرأنا وانتقدنا الدين الحنيف وليس اقل من ذلك . لأن العمائم بالمفهوم الايراني الاسلاموي والفكر الظلامي لتوابعهم عندنا في العراق تعني الدين بعينه . وهذه الغلطة التاريخية ، في الواقع ،بدأ يدفعها العراق دماء ً ودموعا ً وتشريدا ً وخوفا ً بصورة مباشرة منذ زمان بعيد ، وقد نصيب الحقيقة اذا اعتبرناها منذ ان اصبحت الكلمة العليا لعقيدتنا الاسلامية المنورة تـحددها عمائم ايرانية بعد اقصاء علماء الدين العراقيين من ادارة الشؤون الدينية في بلادنا . ولا ينكر ان المأساة قد تعمقت في ايامنا هذه تحت الضغط الاعلامي والنفسي الذي تمارسة مجموعة هائلة من العمائم "المحلية " وتنشره ، ويا للأسف ، اكثر الفضائيات العراقية ( الطائفية منها ونصف الطائفية ) . اما دور الحكومة الرسمية هو غض الطرف عن هذه المأساة وحتى تشجيعها احيانا . ولربما ًلاسباب ليست بعيدة عن ذات الغلطة التاريخية التي مرت على بعض الناس !!! .
نحن عراقيون ! لنا خصائصنا . حيث تتسابق عشائرنا مع مثقفينا على الدفاع عن كرامة الوطن . ويحاول ابناء الريف والمدينه تأكيد ولاءهم لقضايا الشعب لا اقل حزما من القوات المسلحة . والمرأةالعراقية تتقدم دائما على اخيها الرجل في تحمل عـبء الكوارث والمصاعب التي تداهم البلاد ودائما تشد من ازر الرجال خلال الكفاح الوطني . لذا فان التصريحات الفضة والتدخل في شؤون بلادنا الداخلية بصورة صلفة وغير مـؤد بة من جانب المسؤولين الايرانيين ورئيسهم احمد نجاد خلال استعرا ضهم العسكري واثناء تهد يدهم الموجه الى امريكا امر لا يصح السكوت عنه . الا ان هذا الامر يجعلنا مضطرين ان نسأل اولئك النفر القليل من ( المعممين في مدننا المقدسة ) الذين يطلعون علينا في كل مناسبة وغير مناسبة بمطاليب هي في الحقيقة اشياء مخزونة في جعبة " المطاليب (الوطنية) المزيفة" : والسؤال هو بخصوص تباكيهم على العراق و كرامته ( المثلومة ) بسبب وجود القوات متعددة الجنسية بينما يصمتون كالقبور عن التصريحات المعادية للعراق من قبل الحكام الايرانيين ؟؟ بل ولماذا مطاليبهم تتطابق دائما مع مطالب العمائم الايرانية . تلك المطالب التي ترمي الى جعل العراق وحيدا في الميدان امام الارهاب السياسي والطائفي ولخلق فراغ في العراق لإملائه من قبل القوات الايرانية اذا انسحبت القوات الحليفة . والمهم انهم يريدون احداث الفراغ قبل اكمال استعدادات القوات المسلحة العراقية بصورة كافية . والكل يعرف ان الميليشيات التابعة لهم جاهزة لانهاء العراق كما تشتهـي .علما ان نوابهم في البرلمان اعتادوا على تعليق عضويتهم او الانسحاب من الحكومة ليحرجوها .؟ واخيرا ًاين هم من التصريحات الايرانية الكثيرة والتي تنتقص من العراق كل يوم ؟؟؟؟ . واكثر من كل هذا لماذ ا هم صامتون ايضا بينما الـمـدفعية الايرانية الثقيلة تضرب قرانا الكردية وتقتل سكانها ؟
ايها السادة من الذين يـرقصون على مزامير العمائم الايرانية في هذا الزمن اللعين الذي جعلنا نفقد كل يوم اعدادا هائلة من الضحايا . نحن ندرك اهدافكم من مطلب رحيل الجيوش الاجنبية قبل اكمال مهمة توطيد مواقع القوات المسلحة الوطنية . انه مطلب البعث العراقي والسـوري اضافة الى حكومة الـمـلالي في ايران . انكم لستم اكثر وطنية من ابناء العراق . بل ان القانون الجنائي العراقي ســـوف يقا ضي مسؤوليكم ، في يوم مــا عن جرائم قطع الرؤوس وتهجير العراقيين من بيوت سكناهم واشعال الاضطرابات والاصطدامات بين العشائر في اكثر المحاظات الجنوبية وحتى قتل المحافظين فيها واستلام اسلحة واموال من ايران لتجهيز العصابات . . .. !!!!
ونعتقد ان للشعب عتاب طويل مع حكومتنا الوطنية . فالميليشيات الدينية والعصابات التكفيرية كثرت جرائمها وطال وقت عبثها وتوطدت مواقعها وامتدت ايام الارهاب والقتل الجماعي بسببها واصبحت تلك الكيانات تهدد وجود العراق عموما بسبب التساهل معها بل ومغازلة شيوخها وعدم استعمال القانون بشأنها . والامثال على تقاعس الحكومة تجاه الميليشيات كثيرة جدا ً واذا اردنا ان نذكر قضية واحدة فقط فاقرب الجرائم هي المؤامرة في كربلاء على الاضرحة المقدسة هناك وقتل اعداد كثيرة من الزوار . والسـؤال : ما هي الميليشيات المشتركة في الجريمة ومن هم رؤسا ؤها ؟؟!!! ولماذا طوت الحكومة هذه الصفحة بعد ان اوعدت الشعب بكشف تفاصيلها ؟ ؟؟؟ والامر كذلك بخصوص سرقات النفط ؟ ما هي الميليشيات المتورطة فيه وما الدور الايراني بالتهريب والانتفاع منه ؟؟ ولماذا لا تحتج الحكومة على قصف مدننا بالمدفعية الابرانية ؟؟؟
ان الديمقراطية ليست فقط الـحـرية للسكان بالكلام والانتقاد . بل الديقراطية هي ان تسمع الحكومة صوت الشعب وتنفذ مطاليبه ولا تخفي عليه شيئا ً . واليوم نشهد احتضان العالم وهيئة الامم المتحدة للعراق . وهذا عامل آخر يجب ان يدفع الحكومة الى حل الميليشيات ومقاضاة المجرمين من منتسبيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات جزئية مع حماس لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين


.. مجلس الأمن يقر مشروع قرار أميركي يدعم مقترح وقف إطلاق النار




.. بعد استقالة غانتس.. نتنياهو رهن قرار غالانت #سوشال_سكاي


.. الخارجية الإيرانية: المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا أقدم ا




.. مراسلة الجزيرة: صفارات الإنذار تدوي في حيفا