الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحفاد ابن تيمية ومؤتمر جبهة الخلاص في برلين!

مازن شريف

2007 / 9 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كنا نتوقع، ولو لوهلة، أن نلحظ التجديد في الخطاب السياسي لجماعة الأخوان المسلمين السوريين الذين انضموا مع السيد عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري ليشكلوا ما يسمى بـ (جبهة الخلاص)، لكن الواقع اثبت انه من الصعوبة أن تتغير، في ليلة وضحاها، تعاليم (الجد المفدّى) تلك التي تحض على تكفير وكره الآخر وحتى تجيز قتله، والمطمئن أكثر هو أننا (نحن واليهود) لسنا بهذه الدرجة من الكفر الذي يوصم به إخوتنا (العلويين)، لذلك نجد أن أحفاد ابن تيمية قاموا باستثناء أهم الأقليات في سورية، من حيث العدد والتأثير الثقافي والسياسي، لحضور مؤتمر جبهة الخلاص في برلين.

وكما يبدو للكثير من المراقبين فان السيد خدام قد تحالف مع أحفاد ابن تيمية الذين اشترطوا عليه عدم إشراك الطائفة العلوية في جبهة الخلاص الأمر الذي دفعه "مكرها" ان يتقبل هذا الشرط سعيا وراء مصلحته السياسية والشخصية.

إن للسيد رفعت الأسد أتباع وموالين يفوق بكثير أتباع وموالي الإخوان المسلمين وجماعة خدام وكافة تنظيمات المعارضة في الخارج ، ومع هذا لا نقترب منه ليس لكونه علويا بل لأن له تاريخ سيئ في تعامله مع الشعب السوري، ولأنه لا يختلف عن خدام والبيانوني لان هذا الثلاثي نسخة متشابهة في الإجرام والعمل ضد الشعب السوري.

السيد عبد الحليم خدام نائب سابق للرئيس السوري بعد انشقاقه عن النظام طرح نفسه فجأة كأحد أهم أقطاب المعارضة، شانه في ذلك شان السيد رفعت الأسد فكلاهما شارك النظام في جميع وسائل وأدوات القمع،لكن لا يمكن لأحد أن يصفهما بالفساد أو الإجرام أو حتى بالخيانة ما لم يتم إثبات ذلك بقرار قضائي نزيه معترف به وعليه دوليا.

ونحن كسوريين عاديين لا نملك وثائق وملفات رسمية وتواقيع لهؤلاء تثبت ارتباطهم وتورطهم بما ارتكب من عمليات قمع وظلم وانتهاك لحقوق الإنسان باسم النظام الذين كانوا جدرانه الأساسية وخرجوا من رحمه، فكلاهما(خدام ورفعت) بريئان حتى يثبتا العكس وهذا بحكم القوانين الديمقراطية في جميع أنحاء العالم.

فمن يحاول أن يتهم أحدا منهما عليه أن يحضر وثائق تثبت تورطهما كما حدث مع ميلوشوفيش وغيره من الشخصيات التي اتهمت وأدينت بارتكاب الجرائم.

إذا لماذا رفض السيد خدام وحفيد ابن تيمية الشيخ البيانوني توجيه الدعوة لرفعت الأسد لحضور المؤتمر؟ أليس لمجرد أن رفعت ينتمي إلى الطائفة العلوية!

من الصعب أن اصدق بان السيد خدام يرفض السيد رفعت من هذا المبدأ الطائفي لكن على ما يبدو هناك اتفاق غير معلن بين السيد خدام والشيخ البيانوني بهذا الخصوص لا يرغب السيد خدام بطرحه في الوقت الراهن كي يحفظ ماء الوجه لكنه لن يستمر بهذا الطريق ومن الصعب عليه أن يقبل ضغوط الشيخ البيانوني لعدم قبول العلويين في المعارضة كطرف أساسي، كما أننا بالرغم من اعتراضنا على نهج خدام فان أحدا ما لا يمكنه أن يتهم خدام بالطائفي، بل على العكس من ذلك كان البعض من الإخوان المسلمين ينظرون إليه بسخرية على انه منفتح الذهن ولد في بيئة علوية متأثر بطبيعة بانياس التي تستريح على شاطئ المتوسط وتتكئ على جبال الساحل الساحرة.

وهذا ما يفسر الخلاف الدائر بين خدام والبيانوني ورفض الأول أن يندرج تحت عمامة أحفاد ابن تيمية الذين حاربهم ووقع أوامر إعدام الكثير منهم عندما كان في السلطة. ومع رفضه الاعتذار للشعب السوري فان أحفاد المقبور "ابن تيمية" تغاضوا عن كل شيء منادين بالاندماج معه لان نجمهم الإجرامي قد ولى إلى غير رجعة ويعرفون أيضا أن انضمامهم إلى خدام لن يطول لان أي عاقل يدرك أن هذه المصاهرة سيلحقها طلقة بائنة لا رجعة فيها (لان سبب الطلاق هو الزواج نفسه).

لقد كان خدام ورفعت على علاقة وطيدة وكانا أيضا من أهم أقطاب المافيا السورية الشبيهة بمافيا (آل كابوني) وان اختلفت الأساليب والأدوات وخروجهما فيما بعد من بين أقطابها القوية ولد لهما شحا في التهام الأموال ونهبها الأمر الذي دفعهما لمعاداة النظام الذي قطع عليهما الطريق في الاستمرار بالنهب العلني من أموال الشعب السوري مستبدلا إياهما بوجوه جديدة لن تكون أفضل منهما بالتأكيد.

ففي مؤتمر برلين، والذي لا يسرني أبدا ذكره لما فيه من روائح كريهة، كان ثلاثة أشخاص يتناوبون على حراسة باب المؤتمر تحسبا لعدم تدنيسه (من قبل العلويين على ما يبدو) وبالتأكيد فان مهمة الحراسة أوكلها السيد خدام لثلاثة من (الحوارنة) لأنهم اشتهروا بحراسة أبواب الاصطبلات السياسية وهذا ما جعل السيد خدام يعيش لحظات مثيرة معيدا إلى ذاكرته أيام (العز) عندما كان في مكتبه بابو رمانة وتذكر انه ذات يوم دخل مكتبه في غير وقته المعتاد فوجد الباب مفتوحا عندها عاتب مدير مكتبه بالقول لماذا تترك بابك مفتوحا كالحوارنة؟ (وهذا مثل يستخدمه أهل دمشق فقط) وهذا دليل أن حضور الحوارنة كان فقط لغاية في نفس يعقوب.

كما أن هذا المؤتمر لم يأت بجديد بل على العكس كرس الانشقاق والتفرقة وسنسمع قريبا بالكثير من الفضائح بالرغم من أن مفلسي العقول بدؤوا يكتبون ويحلمون بأوهام معلمهم حفيد ابن تيمية الشيخ البيانوني وينشرون مقالات المديح ذات الشمال وذات اليمين.

فكما أن مقولة السيد خدام بان استبعاد الأخوان المسلمين من الصراع على السلطة وإسقاط النظام سيولد مشاكل جمة فان استبعاد العلويين أيضا عن المعارضة سيولد مشاكل أكثر صعوبة، لأنه كان للعلويين (دولة) قبل حوالي مائة سنة، أما الأخوان فلم يكن لهم ولن يكون لهم دولة إلا عندما يقوم ابن تيمية من بين الأموات ويتناول العشاء الرباني ويصعد للسماء، لا لخطرهم بل لما يحملون في أعماقهم من الجهل والحقد والبغض، ولإيمانهم الأعمى بمبادئ جدهم الذي طارده الأكراد في جنوب شرق تركيا (وكان اغلب هؤلاء الأكراد من العلويين) لذلك نما الحقد في أحشائه مطلقا فتواه الشهيرة.

ولا أدافع عن إخوتنا العلويين لكننا نعيش معهم ونتقاسم الهواء والماء والخبز معهم ونكون نسيجا متماسكا لأننا تعلمنا في مدارس تقدس العقل ولم نولد ولا هم من رحم الكراهية ولم نرضع من ثدي الجهل والعنف بل عملنا بالمحبة والتسامح واحترام الآخر كما علمنا المسيح الذي نفخر بأننا أحفاده ولسنا أحفاد ابن تيمية .

ومن المؤسف أيضا أنهم يتهمون السيد نزار نيوف - المناضل السوري بامتياز(شاء البعض أم أبى) الذي تسلح بالكلمة وليس بالكلاشنكوف وكان من الأوائل الذين رفعوا صوتهم ضد النظام مطالبا بالحرية والديمقراطية على أسس إنسانية وليس من مبدأ طائفي مقيت - بالطائفية وينعتونه بأشد الصفات بعد أن كاد يصبح شبه مقعد نتيجة التعذيب الذي طبق عليه من قبل أجهزة الاستخبارات السورية ويتهمونه زورا وبهتانا بالعمالة للنظام؟؟؟
إذا كان السيد نيوف عميلا لنظام دمشق عندها سأعلن على الملأ بأنه لا يوجد سوري واحد شريف لا في سورية ولا في خارجها لا معارض ولا موالي .

فالإخوان المسلمون يعارضون الرئيس السوري لا لكونه دكتاتوريا أو ورث الحكم من أبيه بل لأنه (علوي) فقط ، ولو كان دكتاتور سورية سنيا لما كانت هناك حاجة للإخوان المسلمين. فلماذا لا يتطرقون إلى حكمت الشهابي وعبد الله الأحمر وطلاس وميرو والى الكثيرين من السنة الذين كانوا في قمة هذا النظام وعبثوا فسادا فيه وسرقوا ونهبوا خيراته، لكن تعاليم "الجد المفدى" كلها تصب ضد إخوتنا العلويين.

ليعلم الجميع أن سنة سورية (باستثناء أحفاد ابن تيمية) لا يعرفون طريق الطائفية والتفرقة المذهبية، لأنهم يتعاملون مع الإنسان كانسان ويعرفون طريق التسامح ولم يخرج أحدا منهم من دائرة الكره والحقد كما يفعل أحفاد (الجد) سيء الذكر والرائحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر