الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوشنير وازدواجيه مفهوم الوطن العراقي

أمير المفرجي

2007 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تمتاز أغلب الشعوب والدول و بجميع أشكالها القديمه الاصيله, والحديثة المصطنعة بخواص عدة ومختلفة، قد تختلف في نواح وتلتقي في أخرى، ولكل منها خصوصيات فرضتها عمق وقدم العوامل التاريخيه التي بناءها الانسان في هذه المجتمعات ومدى ترسخ فكرة التشابهه في المبدأ والهدف التي هي نقطة تلاقي الماضي بالمستقبل والمصير. والعراق الوطن عندما يأخذ اسمه من مسماه وهو الذي لم ينحصر في بلد او مدينة او قرية، و لم يأخذ لهجة أهل المدينة أو القرية الفلانيه وسماتها وأعرافها الاجتماعية،وهذا أهم ما يفرق الوطن الاصيل عن الوطن المصطنع . ان حقيقة احداث العراق وأصالتها الحضاريه الذي يعود في جذوره الى قرون طويلة قبل الإسلام، من بابل واشور حتى بغـداد قد أعطت المعنى المتكامل والصحيح في مفهوم الصوره التي تُمثلها كلمه الوطن, في حين ان الوطن الحديث أن صح تسميته بهذا الشكل كان قد أخذ طريقه الى الوجود في القرون الأخيره عندما بدأ الانسان من التنقل بسهوله في أرجاء المعموره بعد أن شهدت المجتمعات اختلاط الأقوام وتلاقح الثقافات والتزاوج بين الموروث الشعبي لكل أمه ومن ثم بروز أمم جديده شاءت الاقدار من أن تكون هي المسيطره والمهيمنه على باقي الأمم .

من هذا المفهوم أصبح من الطبيعي من أن يكون العراقي وهو الذي بنى هذا المجتمع وتواصل مع ارث الماضي من أن يتسائل عن سبب هذا التعمد والالحاح في تجزئتنا كشعب وتاريخ من قبل الذين بنوا ووحدوا مجتمعاتهم الموزائيكيه المشكلة بفضل التجربة العراقيه التي بناءها الانسان في ارض بلاد الرافدين اذا ما اعتبرنا بان بروز المجتمع المتحضر وظهور الدوله بل حتى كلمة المجتمع هي من تحصيل خاص بمجتمعنا القديم . كيف يتجرؤن بالكلام عن اختلاف العراقيين الذين ذكر التاريخ وحدتهم وهم الخليط والتكوين الجديد لعالمنا الحالي .؟ لماذا تُفسر الحاله العراقيه من جانب احادي طائفي او ديني ولا يؤخذ الشعب العراقي كشعب قديم وعريق وتاريخ واحد .؟ كيف ولماذا يتكلم الغرب عن مظلوميه جزئية لشعب ويتانسى الحروب والمجازر التي عملها الاستعمار في فيتنام والجزائر.؟ أين كانت السيده اولبرايت من حصار الثلاثة عشر سنة في العراق وقبولها في أن يموت العراقيين بسببة وهو الثمن الذي أرادته أن يدفع من أجل مانراه ألان .؟ أين كان السيد كوشنير عندما دقت طبول الحرب من أجل احتلال العراق وقتل وتشريد الملايين من شعبة, ولماذا هذا التباكي على كرد العراق وهم ليس الا جزء من الضحية الكبرى التي تُسمى شعب العراق من شماله الى جنوبه في الوقت الذي يتناسى أهات ومشاكل كرد أيران وتركيا .

لماذا هذا التفضيل للجزء وترك الكُل . . . . أليس من باب العقل والمنطق من أن يكون الانسان عادلا في مقايسيه ليصدقه الناس. كيف يريد من أن يساهم ويُُمثل الصوت الفرنسي المستقل وهو ذلك الاطلسي الذي صفق وما يزال يصفق لـ أمريكا وامبراطوريتها المتهورة. كيف نفهم تصريحاته الاخيره التي أطلق من خلالها كلمات الحرب ضد ايران متناسيا بأن الشعب الايراني سيكون الضحية وليس النظام الايراني المتسلط على رقاب الايرانيين . و أخيرا لماذا لم يتكلم السيد كوشنيرعن مظلوميه العرب الاحوازيين والاكراد الايرانيين في الوقت الذي لم يترك الفرص لأعلان وأظهارالوضع المأساوي لجزء من شعب العراق.

الجزء والكل في قراءه برنارد كوشنير لمفهوم وطن العراق

لقد تناسى الوزير كوشنير كل ما دونه التاريخ وشهدته ألاحداث: حيث ان خلافا للاكراد العراقيين الذين منحو وتمتعوا بالحكم الذاتي, كانت ايران ومنذ عهد الشاه ولحد الأن قد رفضت من إعطاء حقوق الاكراد في إيران . وبالرغم من قيام النظام الاسلامي ومشاركة الكرد في الانقلاب ضد الشاه طلبا لبعض الامتيازات وعلى غرار الحكم الذاتي في العراق وهو ما رفضته السلطات الإيرانية بالمطلق، ومنعتهم من المشاركة في كتابة دستور الجمهورية الناشئة، واعتبرت أن الطابع الديني للجمهورية الإسلامية الإيرانية كفيل بتحقيق ما تصبو إليه القوميات الأخرى . وقد تعرض كرد إيران لأضطهاد منظم من السلطات الإيرانية، وأنه حُظر عليهم تعلم اللغة الكردية في المدارس، وواجهوا تقييدات في نشر الأدب الكردي وأن ما يصدر من منشورات كردية يصدر بإشراف المخابرات، كما يقول الكرد أن هناك تمييزا ضدهم في فرص العمل والقبول في الجامعات، وأن من يشغل المناصب العليا في المناطق الكردية هم من غير الكرد، وأن مناطقهم هي الأقل من حيث التنمية والتأهيل والأعلى من حيث البطالة، وأن الكردي مهمش بشكل كبير ولا يسمح له بالتعبير السياسي الحر عن نفسه، حيث تقوم السلطات بإعاقة تشكيل الأحزاب الكردية. هذا من الجانب السياسي أما الجانب الديني فقد همش دستور الدولة الذي يتخذ من المذهب الشيعي مذهبا رسميا له المذاهب الاخرىفي ايران، مما يعني حرمان بقية الأديان والطوائف ومن بينهم الكرد الذين معظمهم هم من الطائفة السنية حقوقهم السياسية، بوصفهم المذهبي إضافة إلى وصفهم العرقي.

سياسة فرنسا الديغوليه ضد أطلسية كوشنير

ان المتتبع لمواقف وتصريحات السيد كوشنير لا يجد أي صعوبه في فهم الخط السياسي الاطلسي القريب من الولايات المتحدة الامريكيه وبالرغم من رفضه للأتهام الذي يقول بأنه قد أيد الحرب على العراق في عام 2003 وهذا بذاته ليس بأتهام لأن مواقف السيد كوشنير الاطلسية وتقاربها من الولايات المتحده في قضية العراق واضحة ولو حاول أخفاءها في الوقت الحاضر كونها مطلب مهم لمنصبة الجديد وما جاء منه من أرتباطات سياسية للدور الفرنسي في المنطقة. وبالرغم من هذا النية للظهور الموضوعي لايستطيع الوزير الفرنسي من اخفاء ما في خلده من تقارب وقبول للسياسه الامريكيه في الشرق الأوسط والعراق. أن تصريحات كوشنير امام "آر تي ال " ولوفيغارو" وال" سي آي ان " كانت مطابقة لتصريحات الرئيس الأمريكي حين دعى بعدم المطالبة برحيل (القوات الاميركية) بل حتى أنة طلب ببقاءهم لتأهيل الجيش والشرطه الموالية لحكومة عراق ما بعد الاحتلال ، في الوقت الذي شدد الرئيس الفرنسي الجديد على ضروره جدولة الانسحاب الامريكي من العراق وذلك من خلال المقابله التي جرت مع الهيئات الدبلوماسية المعتمدة في باريس.

الخلاصة من كل هذا هو أن بكاء ونحيب الدكتور الانساني السيد برنارد كوشنير صاحب نظرية التدخل في الدول (بحجج أنسانية ) على جزء من العراقيين هو ليس من باب الانسانيه بل ضروره قصوى تتلاقى في الاهداف النهائيه مع واشنطن خصوصا وأن الاداره الامريكية قد صممت بأحتلال العراق والبدء بتقسيمه ولكن لسوء حظ الطبيب كوشنير فقد انكشفت الكذبة الامريكيه الأولى بعدم وجود اسلحة الدمار الشامل وبطلان الكذبه الثانيه والمتعلقه (بدمقرطة العراق وشعبة). ان التهديدات الاخيره والتصريحات الناريه ضد أيران قد خلت من عنصر التدخل الانساني الذي أشتهر به في العراق وبالرغم من اضطهاد النظام الاسلامي للآقليات بكردها وعربها. لقد تكلم الوزير الفرنسي عن ايران كدولة ونظام ولم يكن لطابع كلامه اي فكره ازدواجيه لمفهوم الوطن الايراني مما يُُثير الشكوك من المفهوم الثاني لمفهوم الوطن للعراق الذي يحملة في أفكاره.وما تصريحاتة الاخيره والذي اقترح بها "اطلاق المبادرات الاولى لتعمير العراق في المناطق الكرديه فقط "وتحت ذريعة كونها مناطق تنعم بظروف أمنية إلا البرهان بخطوره رؤيتة التجزيئية للوطن و عمق ازدواجيتها .

ان من يريد ان يساعد العراق للخروج من محنتة وجب عليه مساعدته كوطن وشعب وتاريخ واحد وليس كأوطان كرد وعرب وأصناف, وسيكون هذا بالتأكيد عنصر فشله المحتمل في ما يصبو اليه من فهمه لمستقبل المنطقه بصوره عامه والعراق بصوره خاصة ناهيك عن أهمية مفهوم الوطن العراقي الواحد العزيز على شعبه ونخبته الوطنية وهو بمثابة الخط الاحمر الغير قابل للتجاوزعليه والتفريط به ... !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة