الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة أولية في نتائج الانتخابات التشريعية لشتنبر 2007

انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان

2007 / 9 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


ان المتتبع للمشهد السياسي الذي افرزته الانتخابات التشريعية التي اجريت في شتنبر 2007 سيخلص لامحالة الى ثلاث نتائج مهمة ستعطي بدون شك المحاور السياسية المقبلة للمشهد السياسي ببلادنا في المستقبل المنظور .

*النتيجة الاولى : نسبة المشاركة الضعيفة في المغرب بالقرى والمدن على حد سواء ، هذا المعطى يطرح اكثر من تساؤل حول مصداقية العمل الحزبي ببلادنا كما يؤكد سخط المواطن المغربي على الاوضاع القائمة وحاجته الى الثقة في المؤسسات وفي جدوائية العمل السياسي .، ان المجهودات التي قامت بها بعض مؤسسات المجتمع المدني لتشجيع الشباب على المشاركة السياسية اثبتت محدوديتها امام يأس الشارع المغربي من العمل السياسي وامام ضعف تأثير العمل السياسي في أولويات المواطن المغربي.

*النتيجة الثانية : غياب التنافس السياسي على البرامج الانتخابية يقابله في الوقت نفسه عدم اكتراث المواطن المغربي بالالوان السياسية انما المحدد لديه هو التصويت على الشخص ، بغض النظر عن حزبه وتوجهه واتجاهه ، وهذه النتيجة تحيلنا الى قضية مهمة وهي ان الاحزاب السياسية لا تؤطر المواطنين ، انما القرابة العائلية والانتماءات القبلية هي المحدد الرئيسي في العملية الانتخابية ببلادنا ، اضافة بطبيعة الحال الى عاملي الدين و المال.

*النتيجة الثالثة : عدم صوابية جميع استطلاعات الرأي التي اعطت لحزب العادالة والتنمية الصدارة والاكتساح ، بل يمكن القول بكل تأكيد بأن بريق العدالة والتنمية مهدد بالخفوت والتراجع اذا ما علمنا مثلا الصعوبات التي واجهها المرشحون من الحزب ومنهم الامين العام للظفر بالمقاعد بفارق اصوات قليلة ، من جهة اخرى الناخب المغربي عاقب الاتحاد الاشتراكي بشكل خاص اذ تقهقر درجات حاسمة نحو الوراء اذا ما استثنينا المنطقة الجنوبية التي استطاعت قبيلة ايت بعمران ان تعطي للحزب اربع مقاعد ماعادا ذلك فيمكن الحديث عن فشل سياسة الاتحاد في استقطاب اصحاب الشكارات وفي ترشيح الوزراء ، مما يطرح من جديد فشل سياسة اليازغي في توجيه سفينة الاتحاد الاشتراكي نحو بر الآمان.

هذه النتائج الثلاث اكدت بأن الانتخابات التشريعية المغربية لشتنبر 2007 لم تكن مفاجئة في مجملها انما يمكن القول بأنها لم تحمل مفاجأت بالمرة بل سارت على نغمات ما يشتهيه التحالف الحكومي القديم الجديد ، واكدت استمرار الاعيان واصحاب رؤوس الاموال في احتكار وتوجيه اصوات الناخبين ، واجلت التغيير الكلي الى أجل مسمى.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ


.. الغزواني يفوز بعهدة ثانية لرئاسة موريتانيا وفق نتائج رسمية




.. هكذا انتقل -رجل الثعابين- إلى أرض الكوبرا في الهند