الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعث من الفرقة الحزبية الى دور العبادة

وسام النجفي

2007 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبرتوجيهات حزب البعث لكوادره لفترة مابعد السقوط من أخطر الوثائق وأصدقها في رسم ملامح المستقبل العراقي القادم فالمحاور التي تناولتها هذه التوجيهات كتهديم البنى التحتية وحرق كافة الوثائق والكتب في الوزارات العراقية والدخول تحت مظلة الدين وتكوين ما يسمى بالمقاومة الإسلامية والولوج في فضاء المشايخ والتكيات ، و هذا المحورالأخيرالذي يبدأ التحرك العملي للبعث به في التغلغل في أروقة الحركات الدينية أما التحرك النظري الذي سبق بكثير التحرك العملي فهو أبان حكم البعث وهو بجانبين الأول هو بناء ترسانة دينية ضخمة تحت شعار( الحملة الإيمانية) التي تحتوي على الكثير من الجوامع والمساجد والكثير من رجال الدين ذو الإصول العسكرية لتكون هذه منظومة متكاملة يشرف عليها مباشرةً المجرم عزة الدوري الذي كان يلمح الى أحقية نمط محدد في الطقس العبادي على سواه ورأس النظام الذي أخذ دور المراقب لسير العملية اما الجانب الثاني فهو الشروع بزرع ( رجال دين أمنيين ) في المناطق الدينية المغلقة كالنجف وكربلاء وتحت مسميات براقة غير مثيرة للجدل تحل محل المخبر السري الذي بات من أقدم نظريات المراقبة والتحري والأكثر عرضة للكشف وبهذه الطريقة تم زرع الكثير من حملة العمائم داخل الدروس الحوزوية للتقرب من مراجع النجف وكربلاء محاولة لكشف كل التحركات الدينية في جنوب العراق مع الية ترويج ديني في الوسط المتمثل بـ ( بغداد ، الأنبار ، ديالى ، صلاح الدين ، الموصل ) هذه العملية اي التحرك النظري بمجملها بدأت عقب حرب الخليج 1991 حيث لم يبق أمام النظام سوى التعكز على الدين من خلال تحويل دفة الهزيمة في الحرب الى حالة من الرهبنة ونشر مفاهيم الخير والأخرة والصلاح والوعظ لتستمر هذه الحالة حتى 2003 حين أقرعت طبول الحرب والتي كان هدفها الأول والأخير تغيير نظام الحكم في العراق لتبدأ هنا المرحلة الثانية والمهمة الا وهي التحرك العملي والإنتقال من الخط الحزبي الى الخط الديني وهذا لايتطلب الكثير سوى إستبدال البزة العسكرية ( الزيتوني ) بـ ( الدشداشة أو الكلبية ) الزي الإسلامي وإطلاق اللحى والمواظبة على الحضور اليومي في الجامع الذي سيكون الموقع البديل للفرقة الحزبية وبمرور الأيام يتم تشكيل حركات إسلامية سياسية تطالب بتحرير العراق وتشكيل فصائل للمقاومة هي بحقيقتها مجاميع حزب البعث التي تحاول العودة للسلطة ولو بشكل أخر وبمنهج مغاير المهم العودة لإنطلاء هذه الفكرة على الكثير من العراقيين الذين لم يستطيعوا تمييز هذه الحالة لتنتقل ظاهرة الدخول في الحركات الدينية الى الجنوب العراقي بنفس السيناريوا والمشهد ولكن بصورة أكثر شخصية حيث المجاميع الإسلامية التي تدعي المقاومة هي منظومة مرتبطة أرتباط عضوي بمصدر التمويل والذي غالباً ما هو خارج العراق ولها هدف واحد وإستراتيجية ثابتة إتجاه التغيير في العراق اما في الجنوب فهي تأخذ شكل اشخاص انزووا داخل حركات دينية سياسية ذات تاريخ موغل بالقدم او تحت مظلة الحركات الدينية التي إنبثقت بعد 9/4 وهذا يبدوا جلياً ما ان لو تم إستعراض بعض قيادات وأسماء الحركات الدينية التي تتحرك في شوارع الجنوب بكل قوة وفاعلية ، من هذا كله يبدوا ان البعث بشخوصه قد أمن وجوده داخل الحركات الدينية بشكل جيد فهنا لايستطيع قانون إجتثاث البعث الإداري من الإيقاع بهم لكونهم خارج المساحة الإدارية وإن وجدوا فهم مدعومون سياسياً من الحركات الدينية التي ينتمون لها وهذا مايزيد الطين بلة ويضفي على المشهد العراقي الكثير من الإقتتال والتحطيم لأغلب البنى التحتية في البلد ( خطوط الأنابيب الناقلة للنفط ، المغذيات الرئيسية لنقل التيار الكهربائي ، العمليات المسحلة ضد الجيش العراقي وقوات الأمن ، نسف الجسور والأنفاق وقطع الطرق الرئيسية ) كل هذه تعطي مؤشراً لمحاولة كبيرة لإيقاف عجلة الحياة كلياً والعودة الى نقطة الصفر التي يراد منها الوصول الى أسباب إستراتيجية لمحاورة خطوط حزب البعث العلنية المتمركزة في خارج العراق وهذا ما يحدث بالفعل .
إن الأربع سنوات الماضية تدل وبشكل واضح من خلال بصمات الحركات الإسلامية على بعثيتها فلغة الإختلاف تعتمد في قاموسهم على التصفية وإلغاء الأخر وهذه من سياسات البعث الفاشي التي إستخدمت في عقد السبعينات المنصرم للقضاء على كل الخصوم السياسيين بكل وسائل البطش والتنكيل ومما يكثر من الحالة الضبابية للتغلغل البعثي في الحركات الإسلامية هي الطائفية التي أستطاع البعث من تفعيلها لديمومة بقائه في الوسط الديني السياسي مبعداً انظار الجميع عنه ، هذه الحقيقة المرة ان لم يلمسها الناس لايمكن الخلاص منها لابد ان يعرف الجميع انه ليس من يتوجه الى القبلة هو ملاك ولابد ان يشرّعوا قادة الأحزاب الإسلامية بتنظيف أحزابهم وحركاتهم من براثن البعث والإجرام حفاظاً على سمعتهم وتاريخهم وهذا الحديث لا يعني بالظرورة الوقوف أمام برنامج المصالحة الوطنية التي يتفق عليها الجميع بالرغم من القناعة التامة بأن البعث لاتجدي معه المصالحة نفعاً كونه معتاداً على قمة السلطة ولايرضى بغير ذلك وإن رضي فهو قبولاً وقتياً ينتهي بإنتهاء ظروفه و مع ذلك لابد ان يتوفر حسن الظن في الجميع ولكن بحذر ، حتى نستطيع الخروج من حالة التديّن الكاذب ( الرياء ) والوصول للحالة التي من الممكن ان يكون العراق فيها أمناً على حاضره ومستقبله من كل محاولات الإلتفاف التي تسعى لها كل الأفكار الديكتاتورية ومنها حزب البعث الفاشي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على