دخل محاضر في إحدى الكليات العسكريه قاعة الدرس ذات مره وكتب على السبوره اسم "ولنجتون" وسأل الطلبه عما يعرفونه عن صاحب هذا الاسم فلم يجب أحد, ثم مسح الاسم وكتب بدلاً منه الاسم "نابليون" وأعاد ذات  السؤال مره أخرى فتعرف كل الطلبه على صاحب الاسم, ولم لا والاسم لنابليون بونابرت الذى ملأت شهرته الأفاق وأطلقوا عليه (وحش كوستاريك), ولكن الغريب في الامر أن "ولنجتون" هذا هو القائد الذى هزم "نابليون" نفسه في معركه "ووترلو" الشهيره التى كانت بمثابة النهاية للحلم النابليونى, وعلى مدار الأيام تروى لنا الأحداث عن شخصيات فاقت شهرتها شهره مبتكريها أنفسهم, فكثيرين سيجدون مشقه في معرفة من هو "موريس لبلان" ولكنهم سيتذكرون بسهوله (اللص الظريف) "أرسين لوبين", و"لبلان" هو المؤلف الفرنسى الذى أبتكر شخصية "أرسين لوبين" ولكن شهرة اللص طغت على شهرة المؤلف.
وقد أستطاعت كاتبة الروايات البوليسية الإنجليزيه الفذه "أجاثا كريستى" أن تتغلب على هذه المشكله وذلك بإتخاذها لعدة تدابير تضمن لها دوام الشهره عن أبطالها فقد أختارت أسماً صعباً نوعاً ما لبطلها وهو المحقق البلجيكى "هيركيول بوارو" كما أنها لم تكتفى ببطل واحد مطلق لرواياتها بل تعددت أبطالها فأبتكرت مثلاً شخصيه "مس ماربل" العجوز التى تحل ألغاز أعقد القضايا.
وبذلك تجنبت "أجاثا كريستى" الصراع مع أبطالها, ذلك الصراع الذى بلغ أشده بين السير "آرثر كونان دويل" والشخصيه التى أبتكرها وهى لمحقق فذ أصبح فيما بعد ذائع الصيت وهو "شارلوك هولمز" الذى يعتبره الكثيرون أيقونة للذكاء وتوقد الذهن, وبلغ الصراع بينهما – المؤلف والشخصيه- حداً جعل المؤلف يقرر أن يغتال الشخصيه وبالفعل تمت العمليه في هدوء... فقد جعل المؤلف شخصيه "الأستاذ مرياتى" زعيم العصابات وأحد ألد أعداء "هولمز" يلقى به من فوق حافه شلال (ريشنباخ) لينهى بذلك مسلسل شهرة "شارلوك هولمز" التى فاقت شهرة "آرثر كونان دويل" ولكن هذا الهدوء كان سابق لعاصفه حقيقية, فقد أحتج القراء على مصرع شخصيتهم المحببه وهاجموا "آرثر" متهمين إياه بالغيره من "هولمز" وفي النهايه أستجاب المؤلف لضغوط القراء, وبعث "هولمز" حياً مره أخرى في قصة هى الأشهر في سلسله قصص "كونان دويل" وهى قصة (عودة شارلوك هولمز) التى شرح في مقدمتها بإستفاضه كيف نجا "هولمز" من حادثة الشلال... وعلى الرغم من أن "شارلوك هولمز" شخصيه خياليه إلا أن لها جذور من الواقع... ولكن هذه قصة اخرى.