الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمع لن ينال من حركة مناهضة الغلاء

المناضل-ة

2007 / 9 / 26
حقوق الانسان


يخشى الحاكمون أن تكون احتجاجات الشعب الكادح التي بدأت بشائرها بالظهور شرارة تشعل برميل البارود الاجتماعي الذي راكمته الإجراءات اللاشعبية العديدة والمتصاعدة. فبعد حالة الإضعاف التي أوصلت إليها الدولة النقابات العمالية باحتوائها بالحوارات الفارغة، يظل الشارع الشعبي مجهولا كبيرا مثيرا للفزع الشديد بحكم ما سبق من تجارب في العشرين سنة الأخيرة من القرن الماضي [ عصيانات يونيو 1981 و يناير 1984 و ديسمبر 1990]. هذا لا سيما أن التصدي لموجة الغلاء الراهنة تميز ببروز شكل تنظيمي غير مسبوق متمثل في التنسيقيات التي وان كانت فوقية، أي غير منتخبة من السكان ومشكلة فقط من ممثلي فروع نقابات وأحزاب وجمعيات، فإنها مرتكز ممكن قد يتيح اذا تحرك إمكان بروز بنيات نضال أكثر رسوخا وديمقراطية، كما انه قد يطلق ديناميات جماهيرية قوية كما دلت تجارب بنيات أخرى من نفس الطبيعة، مثل طاطا [هيئة الدفاع عن مجانية الخدمات الصحية وجودتها] وايفني [ السكرتارية الحلية لتتبع الوضع بايفني- ايت باعمران].

ان احتمال تدفق السخط الشعبي الذي باتت فرائص الحاكمين ترتعد له، تعاظم بفعل نتائج الانتخابات التشريعية التي عبرت في المقام الأول عن نفور شعبي عارم من مؤسسات النظام والأحزاب المشاركة في اللعبة، خاصة وان العملاق البيضاوي كان في مقدمة الرافضين للانتخابات حيث سجلت بالدار البيضاء نسب عدم مشاركة فاقت المتوسط الوطني [ 75 بالمائة وأكثر]. هذا الخوف من الغضب الشعبي سيدفع الحاكمين إلى البحث عن مخرج في تحريك آلة القمع، وهو ما برز في خطوة استباقية تمثلت في التنكيل بمناضلي اليسار الجذري بذريعة المس بــ "المقدسات"، والهجوم مرتين على عمال جبل عوام ومحاكمة 29 منهم، وقمع سكان بن صميم ومحاكمة 4 منهم، وما شهدته مدينة صفرو.

فبعد المسيرة الشعبية ليوم 20 سبتمبر قام رجال السلطة بحملة تهديد وضغط على المواطنين لثنيهم عن مواصلة الاحتجاج ضد الغلاء، بلغت حد محاولة التخويف بالسجن. وجرى صباح يوم الأحد 23 شتنبر بصفرو اعتقال المناضلين:

عزالدين منجلي عضو مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بصفرو وعضو اللجنة الوطنية لشبيبة النهج الديمقراطي..
بدر عرفة عضو فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بصفرو وذلك على إثر مشاركتهما اليوم ذاته في الوقفة الاحتجاجية التي دعا إليها فرع صفرو للجمعية المغربية لحقوق الإنسان تحت شعار: "لا للغلاء، نعم للعيش الكريم".

وقد تطور الاحتجاج الشعبي الى مواجهات عنيفة مع قوات القمع اثر استفزازها المعهود للمحتجين والمحتجات المكتوين بنار الأسعار ومجمل السياسة المعادية للشعب الكادح. [ انظر التفاصيل في التقرير الأولي بالنص المجاور].

التجربة علمت الحاكمين ان القمع قد يستثير مزيدا من الاحتجاج، وان نقطة قد تفيض الكأس، لذا فإنهم سيقيسون جرعات القمع، سيحتاطون كالسائر في حقل ألغام. لكن الضمانة الوحيدة لإبطال مفعول القمع هي في اتساع رقعة الاحتجاج وتنامي طابعه المنظم والكفاحي. وهنا يبرز دورنا، نحن مناضلو ومناضلات النقابات العمالية، وحركة المعطلين، والساحة الجامعية، وقوى اليسار الجذري والثوري.

ان الظرف يستدعي العمل بروح وحدوية عالية لتجميع قوى النضال، وإتاحة أوسع مشاركة شعبية، فبعد تنصيب حكومة الواجهة الجديدة، ستشرع الحكومة الفعلية، حكومة الكواليس، في الدفع بمزيد من الإجراءات اللاشعبية سواء في ميزانية 2008 أو غيرها من جبهات الهجوم البرجوازي-الامبريالي الكاسح.

لذا يجب ان تكون خطوة لجنة المتابعة، الداعية مختلف التنسيقيات المحلية الى تنظيم وقفات متزامنة بكل المواقع عشية يوم الجمعة 28 شتنبر 2007، بداية استئناف كل التنسيقيات نشاطها لتكون متجاوبة مع نبض الشارع من جهة ولتساهم كما يجب في الندوة الوطنية للتنسيقيات التي أخبرت لجنة المتابعة الوطنية انها تحضر لها لوضع البرنامج النضالي المستقبلي وطنيا.

على هذا النهج تتقدم حركة أطاك المغرب التي أشادت في بيان لها مؤخرا بالتعبئات الشعبية لمناهضة الغلاء، و دعت كافة مجموعاتها المحلية والأنوية ومناضليها إلى مواصلة النضال الميداني ضد غلاء الأسعار والتنسيق مع جميع المعارضين الحقيقيين للسياسات الليبرالية إطارات وأفراد، لتنظيم رد شعبي واسع.ومن جانبها وجهت التنسيقية المحلية للرباط سلا تمارة نداء الى المناضلات والمناضلين وعموم الجماهير الشعبية للمشاركة في الأشكال الاحتجاجية على الغلاء وتدهور الخدمات العمومية التالية:

–أمام محطة القطار بشارع محمد الخامس يوم الثلاثاء 25 شتنبر 2007 ابتداء من الساعة التاسعة ليلا؛ 2 – المشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي دعا لها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أمام البرلمان يوم الخميس 27 شتنبر 2007 ابتداء من الساعة التاسعة ليلا؛ 3- أمام محطة القطار بشارع محمد الخامس يوم الجمعة 28 شتنبر 2007 ابتداء من الساعة التاسعة ليلا.

الحركة انطلقت .. فإلى أمام

يستهين المستبدون بقدرات الشعب الكادح الكفاحية، وهاهو يلقنهم درسا آخر من مدينة صفرو الصغيرة، العظيمة بمناضليها، رجالا ونساء. ان ما جرى بصفرو معركة أخرى تعلمت فيها أفواج جديدة من مناضلي شعبنا، وتقدمت خطوة جبارة على طريق معرفة أعمق بعدوها. انه انتصار عظيم، الانخراط في النضال انتصار في حده ذاته مهما كانت نتيجته الآنية. في هذه المعارك الجزئية تتدرب فيالق الكفاح التي ستضع حدا لمعاناة الكادحين وتصون كرامتهم. صفرو وضعت يدها في يد بوعرفة وطاطا وايفني وكل مواقع النضال. هذا اكبر دعم لمعتقلي فاتح مايو، ولعمال جبل عوام الصامدين منذ قرابة 3 اشهر، ولكافة مناضلي المغرب. هذا اكبر إدانة لبيروقراطيات النقابات العمالية التي تصر على شل منظمات العمال.

فإلى أمام يا طلائع النضال.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحيفة لومانيتيه: -لا وجود للجمهورية الفرنسية دون المهاجرين-


.. السلطات الجزائرية تدرس إمكانية إشراك المجتمع المدني كمراقب م




.. جلسة مفتوحة في مجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة وإيج


.. أحداث قيصري.. اعتقال المئات بتركيا وفرض إجراءات أمنية إثر اع




.. المغرب.. المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يصدر تقريره لعام 2023