الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتدى امير ولاية اليابان..... ج 2

نبيل الحسن

2007 / 9 / 26
كتابات ساخرة


في بحار تئن فيها الرياح , مركب السيد فيها يتمايل , البارجة تشاهد من بعيد كقلعة حديدية , لم ير مثلها الأتباع إلا في أفلام الكارتون , ولو امتلكوا منهم وبينهم مستشارين للقائد ذوي موهبة واقتدار , لنصحوه بوقفة داوود النبي أمام العملاق جوليات , وكيف قتله بحجر ومقلاع ! , فهل تتكرر الوقفة وتصيب في مقتل مقاليع المنقذ ومريدوه هذا البرج الجبار وتغرقه في غياهب اليم , ضحك الكرعاوي الخمار القديم والمؤمن الجديد , وذكر من حوله إنهم على ضهر مركب خشبي لا في أزقة الثورة مدينة الصدر المنورة , حيث الحجارة والحصو أكوام , ووايرات مولدات الخطوط تصلح ليس مقلاع فقط بل منجنيق , وقف الأتباع محدقين بالباخرة كل من موقعه وعلى السطح , يقيسون الطول والعرض والارتفاع , لفتت أنظارهم مدافع جبارة تتجه رويدا رويدا نحوهم , وما زاد الطين بله صرخة من هو فوق أعلى عمود سارية
- الصليب أمامكم ياجند الإمام (كان قد رأي على جانب من البارجة صليب احمر كبير هو علامة دالة لمستشفى هذه القلعة الحصينة ) .
هاج عندها الأتباع وماجوا , واستنفر خدم الفصائل , اذن المعركة مستمرة وهر مجدون تنتقل إلى البحار , ولكن الخشب يهتز ويتمايل من تحت أقدام رجال الار بي جي ولا يستطيعون التثبيت على الهدف , الذي يبدو بعيدا على كل حال , العلاج بالهاونات إذن بعد أن افتقدوا الكاتيوشا , ولكنها لا تستقر على حال هي الأخرى , وتنقلب الأرجل وتستدير الفوهة فعلى من نطلق القذائف ؟ واحتدم النقاش والجدل
- العدو أمامنا , والبحر من حولنا , دائر بنا يتقاذفنا , يملا بالقئ والمرارة أفواهنا , فلا ثبات على ارض جهاد , ولا تحضير لكاتيوشا تنطلق عند الفجر , ولا زرع لعبوات يبتلعها الماء وتغرق في لجة اليم , .
- كيف سنجاهد ؟ وذكريات ازقة مدينة الصدر المنورة وما جاورها ماثلة أمام أعيننا ! رغم صراخ المرتدين من الأهالي علينا بالابتعاد وخوفهم المتنقل بين قصف الأمريكان وانتقامنا , كانت زخة رصاص كافية لإقفال أبواب البيوت لنسرح بعدها ونمرح , الآن ماعلاج الماء ؟ , .
- يثور الغبار هناك معنا تحفزه أقدامنا , ولا زال بأيدينا المدفع الرشاش , ولكنه هنا يحرث البحر , ولا يرهب الأسماك , وربما لايسمعه حتى سكان القلعة الحديدية
خرج عندها الربيعي نصار , يهدئ الخواطر ويبدد الحيرة , ويقوي العزيمة , ولكن الأحوال تتغير بدأ بحاله هو , فقد ضاعت السكسوكة والشارب المقلم , وهيبة الأفندي , وحلت محلها لحية قنفذ كثيفة كثة , تملأ الوجه والرقبة , بعد تحريم الأمواس , وأي حلاقة للوجه بالأساس , وانتقل نصار كالعادة الى الزعيق والصراخ والوعيد .
- وجدتها , أنهم الأمريكان مرة أخرى سبب كل المصائب والأهوال , الجغرافيا تقول إن بحر اليابان هادئ , حيث لا أمواج ولا عواصف , وقد أكدت المرجعية الأخبار , ولكنه الاحتباس الحراري والكربون يرمونه على الشعوب والطبيعة والماء , وهذا ماجعل البحر يلهو بنا , أمريكا لاتريد لليابان صلاح الحال وإمارة السيد القائد المقتدى , وبينما كان الربيعي الحصيف يواصل الهداية والتنوير , كان قبطان البارجة الحربية اليابانية وضباط ركنه , يتطلعون إلى المركب المتمايل أمامهم بحيرة وفضول , بانتظار إشارة استغاثة , أو فهم للوضع الغريب المريب تتصدره خرقة سوداء فوق أعلى سارية , ثم دوي العيارات النارية , إلى أزياء متنوعة , تراكسودات وشراويل وعمائم ينتشر أصحابها فوق ضهر المركب , تعطي رؤيا سوريالية فولكلورية غير معهودة , فسرها احد الضباط مبتسما ,
- انه فلم السندباد البحري .
التقط القبطان الخيط وتذكر إن هونك كونك قريبة , وتجيد فن التقليد وصناعته فهي ربما من رتب مشهد المركب وبحارته مع عمائمهم وما يملكون ليجاروا رحلات السندباد , ثم انفجر ضاحكا وهو يلاحظ أسلحة السندباد الحديث ورصاصهم يتوالى وكأنهم , قراصنة الزمان يبحثون عن الفرائس في كل مكان , وليسوا في مركب مشرف على الغرق.
- سيدي يتوجب إنقاذهم . أشار احد المسعفين .
- حسنا استعدوا بفرقة طوارئ لإخلائهم , واصلوا الاقتراب .
هذا ماكان من أمر البارجة , ولنعد بالحديث إلى المركب المجاهد السكران , فقد زاد التمايل وأصبحوا إلى الغرق اقرب , امسك اسود البر الفاتحين كل منهم بحبل أو خشبة أو سارية , وقد انهد الحيل وبلل الماء المتناثر قطع السلاح والعتاد , وساءت أحوال القائد .
- حبيبي اجلب لي النصير أبا رغال الطوكيوي للمشورة .
صمت الجمع المؤمن , من له قدرة الإجابة والأمر فيه استعطاف ! .
- هو وحده (بأذن الله) يعرف الطريق , ولا بأس من استنطاقه , فقد شرح الله قلبه للإيمان .
تهامس الأتباع
- هل فهمنا وصمه بالخيانة متعجلين ؟ من فم أي حوت أو وحش بحر سنخرج اجزاء جسده! ولكنها الطريقة المعهودة , ومحكمة الشرع جاهزة متنقلة , وأقرت النهاية والمنفذ كالعادة , فهل تختلف إشارات بحر اليابان عن بر العراق ؟ .
القائد – لادواء ولا غذاء , لا دليل ولا منقذ , ومن الله المغفرة , نادوا لي أهل العلم والمشورة .
تحير البعض وفهم آخرون , عليهم اللحظة الخروج , بقي الخزعلي وحده , مؤتمن الاتصال وحامل الأختام , دخل اثنان محجبان غامضان لهما سحنة الولي الفقيه ولحيته , رفع القائد الممدد يداه بصعوبة , فهم الخزعلي الإشارة , خرج بعد تمني من أيديهم البشارة , اقتربا من المقتدى وكالا له الثناء والإطراء , ووعداه بالنصر المؤزر , وإمارة ولاية اليابان .
القائد – حبيبي , اتصال , اتصال , اشرحوا لهم الأحوال , ليأتينا الفرج والأوامر , فقدت صحتي وأعصابي , وبعد حين سينقلب علينا الأتباع .
رسل النائب – مولاي لا حديث ولا اتصال , , منذ ركوبنا البحر وأجهزتنا الموصلة لاتعمل , عليك بالتأني والتصرف برزانة , وصبحان مغير الأحوال .
- ماذا !؟ وأنا ريشة في مهب الريح , ألا من أمل قريب ؟ .
- لا يامولاي , الثريات الخاصة كحجارة صماء , لاشبكة ولا بطاريات , علينا بالخيرة والاستخارة , وانتضار بركات المنقذ .
- انهد حيلي , وقلت حيلتي , وأنا إلى الإغماء والموت اقرب , فلتسبقوني وتمهدوا لي الطريق , يا أبا درع , صرخ السيد من الأعماق , أتاه سريعا .
- ألحقهما بالطوكيوي .
ماتبقى لنا من السيد , همساته يحدث نفسه , ويتفكر , ويستجلب رسالة الأجداد , يواجه منها وبها هذه السفينة العظيمة ومن فيها .
السيد القائد – الإيمان والموروث هو أملنا , سنقارعهم الحجة بالحجة , ونغلبهم , وننشر بينهم ماحملناه في قلوبنا , وعلى ظهورنا , ليكونوا لنا موالي وإتباع ووو وانتهى منه وفيه الحيل , ولحقته اغمائة طويلة , صحا منها بعد حين غير مصدق وكأنها الرؤيا , ابتسامة تشرق من وجه متورد , وانف دقيق , وعينان كحلاوان , لم يتكلم , كل ماحوله ابيض , الفراش, الغطاء , الغرفة , وما ترتديه الممرضة , أسنانها , ووالمغفرة من الله .
أنقذت البارجة الطاقم كله , البعض منهم بين الحياة والموت , آخر أوامر أبو درع أن ارموا بكل الأسلحة والعتاد إلى البحر , فنحن تجار وطلاب علم ولسنا مقاتلين .
نقلوا إلى القسم الطبي من البارجة , وتم استبدال ملابسهم بأخرى بيضاء ناصعة , تساوى بعدها الشيخ والحجة والعامي والخادم , وتم إخضاعهم لفحص طبي شامل خوفا من انتقال عدوى أو مرض , ثم حلقت الرؤوس واللحى , وكان تصور الناجين بعد الصحوة إنها خباثة من الكفار , أن تزول هذه الشعيرات المقدسة , ولكن التقرير الطبي يشير إلى تواجد حياة مجهرية وحشرية متعددة وسط هذه الكثافة , كان أكثر المبتهجين سرا , بالشكل الجديد القديم هو النائب نصار الربيعي متذكرا أول سني الشباب , زائدا طيور الجنة من حوريات الدنيا الملتفات حوله , وهو يرطن ويتمنطق بكل ماحفضه ويتذكره من كلمات الانكليز , وهن يقلبنه , يخلعن عنه ثقيل الملبس , وبعد الغسل والتدليك , والتنشيف والتعطير , يدخلنه في ناعم الثياب , ويحضرنه للفحوصات والتطبيب .
القبطان في غرفة القيادة هادئ ينتظر , أمامه أكوام التقارير , ومن الشاشة تتوارد تفاسير الأحداث , وما سببته غمامة الكترونية كبرى في الشرق الأوسط وما حوله من تشويش وتعطيل للاتصالات , استغله المتطرفون ومن خلفهم ! , مابدا انه تحضير مسبق وعمت الفوضى وامتدت شمالا , حيث اغلب جنوب أوربا ووسطها , وشرقا حتى حدود الصين , وغربا نحو الشمال الأفريقي , حيث اشتعلت الحروب الطائفية والدينية وتوسعت وتمددت , ولكن إلى حين , حيث سجل ماتبقى من الغرب وأمريكا , إن لروسيا ومخابراتها وأجهزتها , حتى ارتباطاتها الإيرانية والشرق أوسطية ضلع في الأحداث ,التي لم تصل اليابان لبعدها , ولكن التطورات فاقت حدود التوقعات , واستلزم حصرها , مما أدى إلى مباحثات مستفيضة , بين دول العالم الثماني الكبار , لحصر الحرائق أولا , وتصفية آثار الفتنة ونتائجها الغريبة , التي منها كما يبدو هذا (الغزو) البدائي الذي يستوجب تسجيل كافة أفكاره ودوافعه وتحليلها , لتتم السيطرة على البؤرة والمنبع , الذي أوصل هذه العمائم إلى بحر اليابان .
والآن ماذا من أمر السيد وأتباعه المتواجدين , وقد تحول الجميع إلى أفراد عاديين شكلا , متساويين مضهرا , حليقوا شعر الرأس واللحى , وبأقل قدر لبعضهم من الشاربين , ؟ .
لنبدأ بالرأس والقائد وهو بين أيدي الكادر الطبي يتفوه بكلمات بلا رابط , نقل على إثرها الى قسم الأعصاب والمعالجة النفسية , وفحص الدماغ كهربائيا , لتبيان الخلل , بدل اعتماد المهدئات , لتضهر بلاهة متأصلة , تستلزم العلاج والمتابعة , وتجنب الآثار الجانبية , وبعد الانتهاء من الفحص والتمحيص , نقل الجمع المؤمن بحلته المتجدده , إلى قاعة واحدة , واجتمعوا ليبدأ التعارف العاري النظيف , ووضعوا تحت المراقبة والكاميرات الخفية , .
القبطان – بعد تشكيل خلايا الأزمة , وإعلام حكومتنا بالصيد الثمين , الذي لازال يعتقد حتما انه جاء لينشر العدل والإيمان في جميع جزر اليابان , سنحتاج لمترجمين , يجب بدء الاستجواب .
احد الضباط – هل يمكن أن يحمل هؤلاء البشر البدائيين كل هذه الكراهية لنا ؟ماهي الفكرة التي جعلتهم يعبرون كل هذه السهول والجبال , ثم يخوضون في البحار , ليفرضوا علينا خيارهم؟
القبطان – لايوجد بين عناصرنا اليابانية من يفهم العربية , لكن في بعثة الارتباط الأمريكية سنجد من يستطيع التفاهم معهم .
دخل الأمريكي الضخم , عرضوا عليه الأفلام ابتداء من نقلهم بعد السيطرة على المركب ولحد موسى الحلاقة .
تطلع باهتمام ثم انفجر ضاحكا .
الأمريكي – هذه السحنة اعرفها من خلال الصور والملصقات والجداريات في شوارع بغداد ومدن العراق , لاينفع معها تمزيق ولا تحطيم , لان المدد الإلهي لها بلا نهاية , وتستمر اللعبة مع المراهقين وصورفوق صور , صمت ثم صرخ , جاءكم المنقذ.

القبطان – نعلم ماتريد قوله , ترجم لنا لنفهم ونعالج.
الأمريكي – لاعلاج إلا بالتصفية , أتوكم غازين وهم الآن أسرى , ولديكم قوانين .
القبطان – ابدأ بالترجمة الأولية معهم ريثما تصل لجان التقصي .
العودة الى القاعة الواسعة , وجوه وأجساد خلعت جلودها , تريد الاحتماء والتعرف يبعضها , يجمعهم وعي الجماعة الغريبة , وتفرقهم رغبة الخلاص الفردي, المركب والبحر ثم البارجة , نقلات نوعية لامثيل لها , فقدوا على إثرها صلابة الأرض التي يقفون ويتحركون عادة عليها , حتى خريجي سجن بوكا والمطار وغيرها بعد الاحتلال , لم يفقدوا السيطرة كما هم الآن , لكن الأدمغة لازالت محشاة بالرغبة في الاستحواذ والسيطرة والوهم الذي اسمه استملاك ولاية اليابان كاملة , كما تنبأ نائب الإمام من خلال هذه البعثة التي فقدت ثلاثة أرباع أفرادها في المراكب الضائعة التي لايعرفون قرارها , والآن عليهم إتباع تعليمات هذا الأمرد الوردي المصفر غير القادر على النطق الكامل , يحيطه و(يبشبش) معه أركان سابقون , احترفوا توجيه الأوامر , عند صعودهم بعد سقوط بغداد . وهم يطلبون منا أن نكون كتلة واحدة ونتحضر للاتي .
جاءهم المترجم يناديهم بأسمائهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا