الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الإيراني - الأميركي

محمد سيد رصاص

2007 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


لم تكتسب دولة اقليمية،منذ وفاة عبد الناصر واضمحلال الدور المصري،ماكسبته ايران من نفوذ عقب سقوط العراق بيد الاحتلال الأميركي في عام2003:قوى محلية موالية في موقع الهيمنة(العراق)،أوالتأثير القوي(لبنان وفلسطين)،أوالقوة المرموقة التي لايمكن تجاهلها(حزب الوحدة الاسلامية في أفغانستان)،فيما كسبت،إضافة إلى موقع المؤثر الروحي- الفكري-السياسي الأقوى عند شيعة العالم الاسلامي،قوة معنوية عند كافة المسلمين بحكم كونها،بعد استقالة الآخرين،قد أصبحت جزءاً رئيسياً في عملية المواجهة،سواء بالوكالة أومباشرة،مع اسرائيل.
في هذا الصدد،يمكن للايرانيين القول بأن ماقاله كارل ماركس،عن ماقام به بسمارك من تحقيق للوحدة الألمانية في عام1871:"إنه يقوم بجزأ من عملنا"،ينطبق عليهم حيال المكاسب التي حصلُوها في المشهد الاقليمي الذي تولد عن الاحتلال الأميركي لكل من أفغانستان والعراق،وهو ماجعل التعاون الثنائي بينهما،الذي حصل في كابول2001وبغداد2003،لايتجاوز حدود شهر عسل قصير الأمد،بحكم أن المنطقة"لاتتحمل رأسان"لها.
يلفت النظر،هنا،أن المبادرة إلى الصدام قد أتت من جانب طهران في شهر آب من عام2005 مع استئناف برنامج التخصيب النووي الايراني بعد قليل من انتخاب أحمدي نجاد رئيساً،وليس من جانب الأميركان،وهو ماعبر عن اتجاه"القوة العظمى في الاقليم"،وفق تعبير الجنرال رحيم صفوي قائد الحرس الثوري الايراني السابق،إلى الصدام مع(القطب الواحد للعالم)الذي أتى مباشرة للمنطقة ليصبح"قوة اقليمية"فيها،من أجل إما فرض اعترافه بالدور الاقليمي الرئيسي لطهران في المنطقة،عبر استغلال مكاسب ايران وموقعها ونفوذها وصعوبات واشنطن في العراق،أو لإستغلال تلك الصعوبات الأميركية لتحويلها إلى تعثرات وفشل شبيه بذلك الفيتنامي ما سيؤدي إلى نشوء" فراغ اقليمي"،وفق تعبير الرئيس نجاد،ستكون طهران من أكثر المؤهلين لملئه في المنطقة الممتدة بين أفغانستان ومنطقة شرق البحر المتوسط.
لم تكن (حرب12تموز)خارج هذا السياق،حيث كانت حرباً بالوكالة،عبر طرفيها،بين طهران وواشنطن،وقد عبر الإتجاه إلى تسعيرها وايصالها لحدود عليا،في أيامها الأولى،عن حسابات عند الأطراف بأن نتيجتها ستكون مؤثرة إما على تعديل وتغيير التوازن القائم المختل لصالح طهران اقليمياً ضد واشنطن أوأنها ستزيد هذا الإختلال،الشيء الذي حصل مع فشل اسرائيل في الحرب،لتتجه واشنطن نتيجة ذلك ،ومنذ زيارة الوزيرة رايس للمنطقة في خريف2006،إلى وضع استراتيجية أميركية جديدة للمنطقة،تحت عنوان"معتدلين ضد متطرفين"،قادت خلال عام كامل إلى خلق أجواء أصبحت ملبدة بنزر الحرب الأميركية- الإيرانية،عبر أزمة شبيهة بالتي جرت مع بغداد بين شهري أيلول2002وآذار2003،لايمكن عزل احياء واشنطن لأجواء(عملية التسوية)للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي عنها،ولاتغير موقف واشنطن التدريجي من القوى الشيعية الموجودة في"السلطة العراقية"لصالح تقارب أميركي من السنة لايقتصر على (الحزب الاسلامي العراقي)والقوى العشائرية وإنما يصل إلى تعاون مع بعض قوى المقاومة-="كتائب ثورة العشرين"-ضد"القاعدة"ومفاوضات مع قوى مقاومة-="الجيش الاسلامي"-تقول الصحف الغربية أنها لاتصطدم سوى بمطالبة الأخير بمعاملته عراقياً بمثل وضعية(جبهة التحرير الجزائرية)في مفاوضات إيفيان مع الفرنسيين.
هنا،أدت هذه الاستراتيجية الأميركية الجديدة إلى اصطفافات اقليمية في معسكرين واضحي المعالم تحت قيادة واشنطن وطهران،كماأدت إلى انقسامات محلية في العراق(ولوأنها لم تتبلور تماماً في صفي الشيعة والسنة،إلاأنها تتجه للفرز الواضح بين الموالين لواشنطن والموالين لطهران عند الشيعة،حيث لايمكن عزل أحداث كربلاء الأخيرة عن ذلك،فيما أصبح واضحاً الآن الفرز داخل السنة بين المعادين والمصادمين للأميركان وبين المراهنين على الاستفادة من المناخات الجديدة في واشنطن لأخذ مكاسب سنية على حساب الشيعة وهو مايشمل (جبهة التوافق)والقوى العشائرية وبعض قوى المقاومة التي صرحت، في بياناتها ،"أن هناك احتلالان"،وأن الخطر الايراني"أشد وأدهى"من الأميركي)وكذلك إلى انقسامات داخل لبنان وفلسطين في معسكرين محليين،لايمكن عزلها عن الصراع بين(الإقليمي)-=طهران-و(الدولي)-=واشنطن|على المنطقة.
قاد ذلك كله كلاً من واشنطن وطهران إلى حافة الحرب،حيث كانت طريقة تعامل الرئيس بوش مع(تقرير بيكر-هاملتون)-6 كانون أول2006- توحي بتفضيله استراتيجية المجابهة مع ايران،لتكون هنا مفاوضات واشنطن مع طهران ببغداد وشرم الشيخ بآذار ونيسان الماضيين لاتتجاوز ربما إطار"سد الذرائع" في عملية موجهة للقوى الأميركية المحلية أكثر من أي شيء آخرليقول الرئيس الأميركي بأنه استنفذ كافة السبل مع طهران،وهو مايلاحظ الآن عبر منحى واضح عند واشنطن باتجاه سياسة احتكاكية مع طهران ،لم تكن طريقة تعامل القوات الأميركية في العراق مع الوفود الايرانية سوى أحد عناوينها،فيما يثير الإنتباه الطريقة المتشددة التي تعطيها عملية تعامل واشنطن مع الوضعين اللبناني والفلسطيني،بمايتعلق ب(قوى8آذار)و(حركة حماس)،وهو مالايمكن عزله عن اللوحة الإقليمية الكلية.
السؤال الرئيسي هنا:لماذا يقود الرئيس الأميركي الأمور باتجاه واضح نحو الحرب مع ايران؟.................. :هل يعود هذا إلى حسابات بأن حل مأزقه في المنطقة،وفي القلب منه(ومنها)العراق،يتم عبر ضرب"الحلقة المركزية"في طهران،مايتيح له مجالاً لترتيب المنطقة بأكملها عبر مناخات جديدة تؤدي إلى كسر كافة الحلقات الأخرى،سواء كانت اقليمية فاعلة أوقوى محلية،في كافة بؤر المنطقة المشتعلة-=العراق-لبنان-فلسطين-أفغانستان-وربما باكستان المرشحة لأن تكون بؤرة مشتعلة أيضاً-وهو مايمكن أن يتيح له- ولمن سيخلفه في البيت الأبيض- المحاولة من جديد ل"إعادة صياغة المنطقة"،التي وضعتها الإدارة الأميركية استراتيجية لها عشية غزو العراق في عام2003؟.....................
===================================================








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA