الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطايا بيضاء

هشام بن الشاوي

2007 / 9 / 27
الادب والفن


*حاجة:

ملأ القسيمة ، وضعها بين طيات دفتر التوفير .. بعد أن خط عليها ما تبقى من رصيده .

قبل أشهر، فكر في التخلي عن ذاك الرصيد ، باعتباره ليس من حقه .. هاتف داخلي يطمئنه: “ليس مهما إن كان حلالا أو حراما” !

قلقا ينتظر دوره ، وفي أذنيه يرن صراخ أبويه وهما يعنفانه …

تحسس جيوبه ، فكر في أشياء كثيرة ، تلقف كلمات الموظفة الجميلة :”لا يمكنك سحب المبلغ ليبقى الحساب جاريا ..” .

امتدت أصابعه إلى الورقة المطوية.. أشاح بوجهه عنها ، ثم مزقها …

* عزلة فاخرة :

حاول أن يغفو ، كل شيء موصد في حجرته .. صخب الجيران يحتل عزلته .. يتمرغ فوق فراشه ، يحس بالاختناق ، تنتابه رغبة في الصراخ في وجه العالم ، يخترق أذنيه صوت صبي بجوار البيت متلفظا بكلمة نابية ، يتخيل العالم حاوية أزبال ، يستفزه منظرها ، فيركلها …

تتدحرج متمايلة ، ويخرج من جوفها كهل بثياب مهترئة وفردة حذاء بئيسة .. يسب كل ماحوله ، يواصل طريقه مترنحا ، محتضنا زجاجة كحول .

* محاولة عيش:

من مقعده في المقهى يتأمل القطة الحبلى ، وهي تنقض على عصفور صغير، تتسلى بتعذيبه ، وهو يتعثر فوق الرصيف .. يحول نظراته هازئا إلى امرأة تتفحص أكياس القمامة ، وهي تدفع عربتها .. يخترق المشهد صبي برفقة المرأة ، يطارد القطة ، تحمل القطة العصفور ، تعبر الشارع ، يفلت العصفور من بين أسنانها ، مرقت سيارة ، فدوت في الأجواء صرخة قوية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله


.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك




.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في


.. تأييد حكم حبس المتسبب في مصرع الفنان أشرف عبد الغفور 3 سنوات




.. عاجل .. إخلاء سبيل الفنان عباس أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه