الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شادي في أوان البكاء

عفيف إسماعيل

2003 / 10 / 23
الادب والفن



هُنا


وهُنَاك
كأبناءِ الغجرِ ولدوا كلٌ في ظلالٍ بعيدة لا يعرفُها شقيقه/ تلكَ التي تُشبهُ ابتساماتِ الفراشاتِ والوعدِ النبيلِ حَلَّتْ أمُّها ضيفةً في أحدِ أزقَّةِ المدينةِ الكبرى/ في بيتٍ يضيقُ بساكنِيه وتتسعُ أرواحهم/ كمْ كانتْ محظوظةً تلكَ الشقَّيةُ وهي تشهقُ وتصرخُ فتتَّسعُ ابتساماتُ مَنْ حولها/ وإن كان ربُّ الدار كارهاً لميلادِ الإناثِ لأن لهُ سبع بنات/ هُمْ فُقراءُ مِرْحَابُونَ ودائماً يبتسمون/ بسطاءُ الناسِ يَفرحُونَ بالأطفالِ وهُمْ أساسُ الشَّقَاءِ لو يَعقَِلُون/..
هُرَاء

 
هُرَاءٌ
أحياناً كُلّ ما ينطِقُ به الأطبَّاءُ المتحذلقونَ الذين يظُنُّون أنَّهم ورثةُ الحِكمةِ على هذا الكون/ برغم أنفِهِم المتعالي جاءَ الثَّاني/ لَيْسَ قَبْلَ أو بَعْدَ كما حدَّدوا بالضَّبْطِ بَلْ فى ظلٍّ حميمٍ بعدَ أن طُردَ أبوه من  منزِلِهِ الأوَّل وهو بلا عملٍ انفَضَّ من حَولِهِ الأصدقاءُ /الأقاربُ/ حتى أبناءُ تلك الدُّروبِ الخَضراءِ البعيدةِ كلُّهم صاروا بعيدين/..
 مطر


مطرٌ
يا لها من مفردةٍ شاعريةٍٍ عندما ينزُّ فوقَكَ سقفُ البيتِ المتهالكِ وأنت لا تملكُ حتى قُدرةَ اللعنة/ والبرقُ ضوءُ مصوِّرٍ فاشلٍ لا يعرفُ كيفَ سيضبطُ اللحظةَ أو يختارُها/ وأنينُ الحبلَى وصَرَخَاتُها صَلاةٌ وثنيَّةٌ تنوسُ  تحتَ سقفِ الغُرفةِ الضيِّقة/  القَابلةُ المُحترفةُ لا تُبَالي بكُلِّ الرُّعودِ وتوزعُ أوامِرَها الصَّارمةَ بين فتاتينِ مرتجفتينِ وتَقطعُ إلى أعلَى كأنَّها تقُصُّ شريطَ تشريفٍ لصرحٍ جديد/ لَمْ نَخْتَرْهُ هذا الثالثُ الذي لا يَعرِف أحوالَ الطَّقسِ ولَمْ يسمع أو يُشَاهِدُ النشرةَ الجَّوِّيَّةَ لأنَّ التلفاز قد بِيعَ ليفِي بنفقاتِ الطَّبيب/ لكنه عنيدٌ كجَدِّهِ التركيِّ الذي اختارَ بقعةً نائيةً كي ينقُشَ حروفَهُ
   التي لا تبين/ شقيقُه ذو الثلاث سنوات ينتظرُ طفلةً ليدعوها " وانجا " في أغلبِ الأحيانِ "رحيق " إلى أن يفيقَ ويطيقَ مزاحماً له في صولجان الأبناءِ الذكورِ في ميراثٍ غير موجود/ سوف نَدَعُهُ لحزنِهِ الطَّارئ فغداً أو بعدَ غدٍ سيتذكَّرُ جيبً أبيهِ مخزنَ حلوته الذي لا ينضَبُ قد ينسى هذا الوافدَ الجديد/ أختُه ذاتُ الخمس سنوات تريدُ أن تسميه " فادي " هو الاسم السريُّ لشهيدٍ صعَدَ إلي مشنقتهِ مبتسماً/ وهذا العاثرُ بعدَ عامٍ سيخطُو فوقَ عتباتِ القرّنِ الحادي والعشرين فلمَ نثقله بالكوابيسِ وخسوفِ وعدِنا وقد انتظرنا من السَّنوات أَكثرَ من قرنٍ لئيم؟؟
أوراقٌ وقصاصاتٌ كثيرةٌ هي الذكرياتُ تأتي بلا ترتيبٍ كأول الحلم/ نداءً غائباً في دهاليزِ الروحِ/والروحُ تنبش قبرَ " لوركا " تناديني كي اسمّيه بذبيحِ الفَجْرِ الأندلسيِّ خيراً له أن لا يتسمى بالفداء/ خيراً له أن يعبُرَ ولا يتعثَّر/ لذا سوف نسمّيه " شادي " في أوانِ البكاء .
25أغسطس1999

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا