الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوبئة

احمد حسين

2007 / 9 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


سجل العراق حضوره في منظمة الصحة العالمية كبلد موبوء بالكوليرا وعلى ما يبدو أن أقلام الرصد الدولية لن تدون اسم العراق إلا بالحبر الأسود أو الأحمر طوال السنوات الأربع الماضية.
قد يعاني المجتمع الدولي من شحة في الألوان فيما يخص بلادنا، لكن ما الذي نعاني منه نحن، هل تلاشى اللون الأخضر أو الأبيض وغيره من الألوان المشرقة المعززة للحياة والتفاءل واضمحلت في طيف الفوضى والخراب؟!. ما الذي يدفعنا إلى تهشيم أقلامنا وتمزيق ما تبقى من ورق أبيض واللهاث وراء مسودات متخمة بالموت والدم والدموع؟، وهل استنفدت جميع جملنا لنستهلك الكلمات في الرثاء والخوف والقلق؟، هل استشرت فيما بيننا مفردات الوجع والحزن ولم يعد من مكان لأي حروف متآلفة يمكنها أن تندمج معا لتضع حدا لهذا التشرذم والضياع اللا منهتي؟.
ربما بشيء من الإخلاص في العمل والإحساس بالمسؤولية تتمكن اللجنة المركزية الخاصة بمتابعة مرض الكوليرا من احتواء الوباء والحد من انتشاره وربما بتفاءل كبير يتحول العراق من حاضنة خصبة للأمراض والأوبئة إلى واحة صحية يمكننا الاطمئنان في أفياءها؟، لكن هل من الممكن في البعيد الآجل أن يتطهر العراق من أوبئة التطرف القومي والطائفي والاحتراب السياسي؟.
إن كنا بحاجة إلى توعية صحية واستعدادات وقائية فحاجتنا أكبر إلى ثقافة الحوار والعمل الجاد لتوفير مناخ صحي على جميع الأصعدة سياسيا وأثنيا وقوميا واجتماعيا، نحن بحاجة إلى وقاية حقيقية لأجيالنا الناشئة والقادمة من وباء العنف والاقصاء وحمى التطرف.
نحن الآن بمواجهة تحدي مشترك بل هجوم يحاصرنا من الجهات كافة، فللإرهاب جبهة واسعة يمارس فيها مناوراته الهجمية وللفرقاء السياسيين جبهة أوسع يتصارعون للاستحواذ على أكبر مساحة منها وللأطراف الدينية والمذهبية والقومية حصة الأسد من هذه الجبهة وهي الآن من تصدت لقيادة العملية التدميرية بنجاح منقطع النظير بعد ان انسحب السياسيون إلى الانقسامات الذاتية والبحث عن تكتلات جديدة لا تضيف للاجندة السياسية سوى عناوين فضفاضة جديدة لا تغني ولا تسمن من جوع، بل أن البعض منهم لم يتورع عن تملق أزلام النظام المباد وحثالات البعث المقبور للدخول في العملية السياسية أو زج العديد من الأطراف الخارجية التي كانت وما زالت ملطخة الأيدي بدماء العراقيين.
اعتقد أن من الضروري الاهتمام بمكافحة التطرف الطائفي والعنصري والاحتراب السياسي وإعداد غرفة عمليات تتناسب مع حجم الكارثة التي يمر بها العراق والتركيز المكثف على الحد من تفشي ظاهرة الفوضى التي تفتك بنا بذات الاهتمام الذي يحظى به وباء الكوليرا، حينها يمكننا الاطمئنان أن في العراق لجان مخلصة تتابع بحرص حالته الصحية وتهتم بتوفير مناخ صحي يمكن للأمة العراقية أن تحيا فيه آمنة وادعة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليوم الثاني من قمة مجموعة السبع تركز على التوتر مع الصين


.. حرب شوارع وقصف إسرائيلي بالمروحيات والبوارج على رفح




.. ساري عرابي: نتنياهو يشعر أن تاريخه تلطخ بفشل السابع من أكتوب


.. ما مدى واقعية توصية جيش الاحتلال بإنهاء عملية رفح والتوجه لل




.. الجفاف في المغرب يتسبب بنقص بأعداد الأضاحي