الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفشي مرض الجرب بشكل مُخيف بين نزلاء السجون العراقية الحالية !!

خليل الجنابي

2007 / 9 / 28
حقوق الانسان


لقد تواردت الأنباء عن إنتشار حالات مرض ( الجرب -Scabies ) بين نزلاء السجون العراقية والمتوزعين في شتى أنحاء العراق والتي يدير قسماً كبيراً منها القوات العراقية والقسم الآخر القوات الأمريكية , وكشفت المصادر على أن مايربو على ( 15 ) ألف سجين مصاب بهذا المرض , مما أدى إلى نشوء حالة من القلق والخوف بين صفوفهم , كما أن السجون الحالية تنعدم فيها أبسط المقومات الصحية ولاتنطبق عليها المواصفات الصحية الدولية التي تنص عليها القوانين الدولية والمثبتة في منظمة الصحة الدولية وميثاق الأمم المتحدة .
إن السجناء السياسيين وكذلك السجناء العاديين في كل أنحاء العالم يعيشون أوضاعاً مأساوية حيث تنعدم الشروط الصحية في معظم هذه السجون ولا يتوفر فيها ما يليق بألإنسان ككائن حي , حيث سيعود يوماً الى أحضان المجتمع بعد أن يُنهي مدة محكوميتة , وستكون عودته غير سعيدة لأنه يحمل كماً من الغيظ والكراهية لسجانيه لأنهم سلخوا منه إنسانيته وعاملوه بقسوة , لذا فهو سيحمل الحقد الدفين على المجتمع وسوف لن يكون في صفاء معه , وهذا يعني أن سنوات الحكم سواء كانت على حق أو على باطل ستحدد شخصيته من جديد . إن الآلاف المؤلفة والمتواجدين في السجون العراقية يجب دراسة أوضاعهم بشكل سريع وإحالة ملفاتهم الى اللجان المختصة وإطلاق سراح من تثبت براءته , وأن تأخذ وزارة الصحة على عاتقها التحقق من إنتشار مرض الجرب , لأنه سيكون من المفيد وضع اليد على مسببات المرض ومن بينها الحالة الصحية المتدنية , وتوفير الملابس والأغطية المعقمة , والأغذية اللازمة والمياه المعقمة , والبدء في علاج المصابين وتوفير الأدوية اللازمة لهم .
إن الكثير منا من كان من نزلاء السجون في العهود الغابرة ويتذكر جيداً الأيام الخوالي التي أودت بحياة العديد من رفاق الدرب , وهم يقارعون النظام الملكي وكذلك النظام الدكتاتوري المقيت الذي غيَّب في سجونه الآلاف الذين حملوا على أكتافهم هموم الشعب والوطن , وناضلوا من أجل غد مشرق سعيد , وخرج الباقون يعانون من الأمراض والعلل المختلفة ,
لذا فإن هموم السجناء كثيرة لا تحصى , فهي الى جانب الوضع النفسي المتردي جراء فصلهم عن العالم وعن عوائلهم وأطفالهم , يقف الوضع الصحي المتدني , وإنعدام الرعاية اللازمة وتوفير العلاج للمرضى منهم , يقف الى جانب الأسباب التي ستجعل منهم أعداء حقيقيين للمجتمع . لذا فإن الإضطهاد غير نافع لجرهم الى طريق الصواب , ومن هنا تأتي الضرورة الى متابعة قضاياهم بشكل سريع ومنصف , بعيداً عن الحقد والأنانية .
وبقدر ما يتعلق الأمر بالأمراض التي يعاني منها السجناء فلا بد من إجراء مسح تام لكل السجون , بما فيها السجون التي تشرف عليها القوات الأمريكية . وإجراء فحص سريع لحالات ( مرض الجرب ) , وهذه بعض المعلومات عن هذا المرض .
مرض الجرب مرض معدي يصيب جميع المستويات والأعمار , بغض النظر عن الجنس أو العرق , وينتشر بين المجتمعات الفقيرة والأماكن المزدحمة مثل المعسكرات والسجون ودور العجزة وحتى رياض الأطفال , وهو يصيب الأنسان كما يصيب الحيوان , ومعروف منذ القِدم , ويصيب الناس بألفزع , حيث كان قديماً يُعزل المصاب عن الناس , ويُدهن بـ ( القار ) حتى يشفى , ويرتبط كذلك بعدم النظافة , وقلة المياه وعدم الإستحمام , أما الآن فيصيب كل الناس الغني والفقير .
إن مرض ( الجرب ) نوع من الأمراض الطفيلية يسببها طفيلي دقيق الحجم له ثمان أرجل وزوائد خيطية , ويسمى أيضاً ( سوسة الجرب ) , حيث تخترق اُنثى الطفيلي الجلد وتضع بيضها الى أن يفقس , وأكثر المناطق إصابة هي ما نطلق عليها بالمناطق ( الناعمة ) من الجسم مثل كف اليد , الظهر , البطن , الوجه , الأبط , منطقة الحزام , بين أصابع اليدين والرسغ , الى جانب منطقة العانة والأعضاء التناسلية .

طرق العدوى :
1 – الملامسة المباشرة لجلد المصاب , لذلك ينتشر في الأماكن المزدحمة .
2 – إستعمال المناشف والأدوات الشخصية من أغطية الفرش والملابس للشخص المصاب حيث أن الطفيلي المسبب للجرب يستطبع العيش بعيداً عن جسم الإنسان من ( 48 – 72 ) ساعة , وهذا ما يفسر إصابة جميع أفراد الأسرة بسهولة .
3 – الملامسة المباشرة للحيوانات المصابة , مثل القطط , الكلاب , الأغنام وغيرها .
4 – الإتصال الجنسي .

الأعراض :
1 -- حكة شديدة خاصة أثناء الليل .
2 – ظهور خطوط رمادية صغيرة ومتعرجة على الجلد .
3 – تكون عند الأطفال أعراضها شديدة , إذ قد تظهر فقاقيع على الجلد وتؤدي الى وجود خراج عند إلتهابها .

فترة الحضانة :
وهي الفترة ما بين الإصابة وظهور أعراض المرض , وتتراوح ما بين ( 6 – 8 ) أسابيع

طرق الوقاية والعلاج :
1 -- عدم الإختلاط بألمصابين أو إستعمال أدواتهم الشخصية مثل الملابس والأغطية .
2 – الإبتعاد عن الحيوانات الأليفة المصابة .
3 – غلي الملابس والأغطية جيداً وكيها .
4 – يتخذ المصاب حماماً دافئاً بصابون الكبريت ويفرك الجلد جيداً , ثم يُدهن بمركبات خاصة مثل ( البنزايل بنزويت ) أو سائل ( الأوراكس – Ewax ) , أو سائل ( كول – Kwell Lotion ) , وذلك من الرقبة حتى أخمص القدمين , كما ينصح المصاب بإستعمال حبوب ضد الحساسية .
ورغم أن بلاوي العراق لا تُعد ولا تُحصى , من آفات سياسية , أقتصادية , إجتماعية , صحية كهربائية , مائية , نفطية , غازية , مليشياوية , خذ ( نفس ) , أقول رغم هذا وذاك , تبقى الناحية الإنسانية تدفعنا لأن نعامل السجناء معاملة تليق بكرامة الإنسان , وأن نعتني بألمرضى منهم , وأن نطلق سراح الأبرياء الذين لم يرتكبوا أي جُرم , وإلا ماهو الفرق بيننا وبين الأنظمة القمعية الدكتاتورية التي مسخت حقوق الإنسان وخالفت حتى الشرائع السماوية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرار الجيش الإسرائيلي بشأن -الوقف التكتيكي -جاء بعد محادثات


.. شاهد: الآلاف يتظاهرون في تل أبيب مطالبين بعقد صفقة تبادل فور




.. مبادرة في يوم عرفة لحلق شعر ا?طفال غزة النازحين من الحرب الا


.. مع استمرار الحرب.. مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي يحذر م




.. الأونروا تحذر من ارتفاع مستويات الجوع في ظل استمرار إغلاق مع