الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نار إنتفاضة العمال في مصر تشتعل من جديد

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2007 / 9 / 28
الحركة العمالية والنقابية


يا عمال العالم إتحدوا
•" مش كفاية لبسنا الخيش.. جايين ياخذوا رغيف العيش ..".
أكدنا دائماً ان الوحدة العمالية هي أقوى سلاح يملكه العمال في معركتهم الدائمة ضد قوى راس المال ومنها الحكومات التي تعيش في فلك العولمة الرأسمالية الخبيثة . لقد ثبت هذا الأمر خلال المعركة الكفاحية التي يخوضها عمال "شركة مصر للغزل والنسيج " في المحلة هذه الأيام ،أو حتى كتابة هذه السطور .

منذ إنطلاق إنتفاضة عمال الشركة صباح يوم الأحد 23 ايلول – سبتمبر 2007 ،عندما باشر العمال في البداية إعتصامهم ومن ثم الإضراب الذي شمل حوالي 27 الف عامل وعاملة وهو يتواصل لليوم الرابع بدون توقف، والعمال يحققون الإنجاز تلو الآخر ، رغم تدفق قوات الأمن منذ ليلة السبت التي سبقت يوم الأحد نحو المصنع و فرضها طوق أمني – تهديدي على المصنع بهدف إضفاء أجواء الإرهاب والعنف ضد العمال من جهة ومنع تحويل المعركة العمالية معركة شعبية من خلال منعهم التواصل مع اهاليهم وقوى عمالية اخرى قد تُقرر الإنضمام للإعتصام. لكن هذا التخويف الأمني لم يكسر شوكة النضال العمالي ، بل وحدة العمال كانت هي المُنتصرة ، عندما قامت قوات الأمن بإعتقال عدد من قادة الإضراب بدأ العمال بالتظاهر والهتاف بالشعارات النضالية ومنها :" مش كفاية لبسنا الخيش.. جايين ياخذوا رغيف العيش .." و:" عايزين حكومة حرة ..العيشة بقت مُرّة.." وغيرها من الهتافات ،وحاصر العمال مكاتب الإدارة حتى تم الإفراج عن المُعتقلين منهم محمد العطار، فيصل لقوشة ، مجدي شريف ، جمال ابو الإسعاد ووائل حسين.

توالت هذه الإنجازات وتمثلت في البداية بتراجع الإدارة عن موقفها الرافض دفع علاوة – مكافأة أرباح فوراً وقبل إنعقاد مجلس الإدارة كما صرح لهم سعيد الجوهري رئيس النقابة للعاملين بالغزل والنسيج وزميله صديق صيام رئيس اللجنة النقابية في غزل المحلة الذي يرفض العمال الحديث معه لكونه "منحاز الى جانب الإدارة" على حد تعبير العمال المعتصمين ومنهم من حاول التعرض له جسدياً، لكن الإنجاز الأكبر جاء في إعلان السيدة عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة والهجرة :"أن الوزارة بدأت في إعداد تقرير مفصل لعرضه على الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء عقب عيد الفطر المبارك عن الحركة العمالية خلال الفترة الأخيرة والأحداث الجارية على الساحة والاعتصامات ودوافعها والتي يرجع سببها لتدخل التيارات السياسية المختلفة على حساب حركة الانتاج والجهود الحكومية المبذولة لتقليص الآثار السلبية علي الاقتصاد القومي‏.‏"(صحيفة الأهرام الخميس 27 ايلول 2007 )

وأكدت الوزيرة في الخبر نفسه في محاولة منها لإمتصاص الغضب العمالي الذي يتنامى منذ فترة طويلة في مصرعلى:"التزام الوزارة بتكليف الرئيس مبارك والدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بشأن الحفاظ علي حقوق العمال ورعاية محدودي الدخل وان الحكومة ملتزمة بأي حق للعامل وانه لم ولن يتم تهديد اي عامل بالفصل وان الحوار قائم بين كل الاطراف لمصلحة مصر والعمال‏.‏"

وإعترفت الوزيرة بالمشكلة القائمة في اجور العاملين في مصر في ظل الغلاء المتواصل وقالت :" ان التقرير يتضمن هياكل الأجور في شركات القطاع العام والخاص ودراسة أوجه القصور لتحريكها بما لا يخل باقتصاديات التشكيل ومراعاة أعباء المعيشة علي العاملين‏.‏"(نفس المصدر)

رغم ان السيدة عبد الهادي تحاول التخفيف من جذوة نار الغضب العمالي ، من خلال قولها أن الأحداث الجارية على الساحة العمالية وإنتشار ظاهرة الإعتصامات والإضرابات العمالية في مختلف المرافق والشركات يرجع سببها :" لتدخل التيارات السياسية المحتلفة.." بإمكاننا إعتبار هذا التصريح الرسمي إعتراف بالعجز الحكومي عن معالجة المطالب العمالية العادلة ونصر "للتيارات السياسة المختلفة." وفشل ذريع للإتحاد العام لعمال مصر ورئيسه النقابي حسين مجاور المنضوي تحت الجناح الحكومي الرسمي وفق ما جاء في التقرير الصادر عن الإتحاد الدولي للنقابات العمالية قبل عدة ايام ،وان هذا الإتحاد مُنعزل عن الهم العمالي القائم لدى الطبقة العاملة المصرية . الغريب في الأمر اننا لم نسمع أي تصريح لرئيس الإتحاد بخصوص هذا التحرك العمالي النضالي الذي من المفروض ان ينحاز له السيد النقيب مجاور . بل أن يكون على رأس الإعتصام بين العمال الذين يطرحون مطالب عادلة كما اعترفت بها سيادة الوزيرة عبد الهادي وكافة المسؤولين في الشركة والحكومة .

لكن ما جاء في تصريح السيدة الوزيرة بخصوص الأجور وشروط العمل و "دراسة اوجه القصور لتحريكها.." هو بمثابة إعتراف رسمي آخر بأن مطالب العمال في غزل المحلة وغيرها من الشركات المصرية هي مطالب عادلة . على المسؤولين التعامل معها بجدية وبدون مواصلة توجيه التهم للعمال وطبقتهم بان من يُحركهم هي " تيارات سياسية" وليس الظُلم الذي يواجهه العمال في عملهم من جهة وتآكل قيمة اجورهم من جهة اخرى مما يجعلهم وعائلاتهم يعيشون في فقر وضائقة معيشية ، بل ينضمون الى ركب "العمال الفقراء" وهي ظاهرة من ظواهر العولمة الفاسدة .

ثورة عمال شركة مصر للغزل والنسيج في المحلة تتوالى منذ نهاية العام الماضي وتُحرك معها قوى عمالية اخرى في مصر ، هذه الثورة – الإنتفاضة لم تأتِ على خلفية دفع مكافأة الأرباح ورفع الأجور فقط ، بل هي معركة يخوضها عمال الشركة ومعهم الطبقة العاملة المصرية ضد السياسة الحكومية الإقتصادية ، التي تهدف الى خصخصة جميع شركات القطاع العام ، مما سيؤدي الى فصل الأكثرية الساحقة من عمالها ورميهم الى سوق البطالة والفقر والضائقة . وضد الفساد الإداري القائم في القطاع العام بحماية اجهزة الحكم نفسها وفق ما صرح به ممثلو العمال . لذلك نحن على ثقة بأن نضال عمال شركة مصر للغزل والنسيج في المحلة سيتكلل بالنجاح لا محالة لأنه نضال من اجل العدالة وضد الظلم والإستغلال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كوريا الجنوبية تستدعي السفير الروسي لديها احتجاجا على معاهدة


.. تونس.. ا?نهاء عقود عشرات العاملين بشكل مو?قت في مو?سسات رسمي




.. قضية الهجرة تتصدر المشهد الانتخابي في بريطانيا.. ورهان العما


.. إضراب بمطار رواسي شارل دي غول احتجاجا على تدني الأجور




.. مسيرات السخط الاجتماعي في الأرجنتين تطالب بالإفراج عن معتقلي