الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأكراد الأيزيديين ضحايا إرهاب مزدوج

نوشين حمي

2007 / 9 / 28
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


ينحدر الأكراد الإبزبديين من الأقوام القديمة التي سكنت بلاد الرافديين ( ميزوبوتاميا ) وتمتد جذورهم إلى الميديين الذين هم أجداد الأكراد الحاليين ,والإيزدية معتقد ديني قديم يعود إلى أيام النبي أبراهيم الخليل (عليه السلام) وهي ديانة توحيدية أي تدعو إلى توحيد الله (خودا) ,ولهم مقدساتهم في لالش .
وينتشرالأكراد الإيزيديين في شمال العراق (كردستان الجنوبية ) من الموصل ودهوك أي على امتداد المنطقةمن بعشيقة وباعذرا إلى منطقة الشنكال, ومن شمال منطقة دهوك وزاخو وقضاء سنجار ويقدر عددهم بين (500-600)ألف شخص .
ويتمركز الإيزيديين في سوريا(كردستان الجنوبية الغربية) في مناطق محافظة الحسكة وعفرين وحلب ويقدر عددهم ب (30-35)ألف شخص.
أما في تركيا (كردستان الغربية ) يعيش الإيزيديون في أورفا وويران شهر وأمد ومدياد وقد هاجر الكثير منهم إلى أوروبا بسبب تدمير قراهم أثناء العمليات العسكريةللجيش التركي ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ولم يبقى منهم إلاالقليل ,كما يتواجد الأيزيديين في أيران (كردستان الشرقية ) , وتوجد أقليةمن الأكراد الأيزيديين في جورجيا وأرمينيا وروسيا .
وهاجرت أعداد كثيرة من الإيزيديين إلى الدول الأوربية نتيجة البطش والقمع القومي والديني وحملات الإبادة التي تعرضوا لها .
لقد تعرض الأكراد الإيزيديين عبر التاريخ والعصور لحملات إبادة وقمع جماعية (فرمان) عددها ابتدءاً ب ما تسمى الفتوحات الإسلامية والتي كانت مطالبهم الأسلام أو الجزية وإما السيف وبذلك تم إجبار أعداد كبيرة من الأبزيديين بالتخلي عن دينهم واعتناقهم الإسلام خوفا من بطش هؤلاء الغزاة .
أما من لم يدخل الإسلام فكان مصيرهم القتل والتشرد بسيف الإسلام وتحت شعار (( الله أكبر))
وتوالت الغزوات والفرمانات بحق الأكراد الأيزيديين في جميع عهود الإسلام من عصر الخلفاءالراشدين إلى العهد الأموي والعباسي وصولا إلى عصر السلطنة العثمانية وويلاتهم وحروبهم وفرماناتهم المتكررة مما دفع الكثير من الأيزيديين اللجوء إلى الكنائس واعتناقهم المسيحيةحيث يقدر عدد الحملات التي تعرضوا لها خلال العهد العثماني فقط بأكثر من 72 حملة وفي كل مرة كانت تدمر بيوتهم ومقدساتهم فكنوا يلجؤن إلى الجبال والكهوف لحماية أنفسهم من الأنقراض .
أما في عصر الطاغية صدام حسين كان الأيزيدي يعامل معاملة مواطن من الدرجة الثالثة والرابعة ويتعرض لأضطهاد مضاعف حيث يتعرض لأضطهاد قومي لكونه كردي واضطهاد ديني لأنه أيزيدي
بالإضافة إلى الكثيرمن المضايقات الأجتماعية وحملات التشهير التي كان يتعرض لها والتي تحد من حريته الدينية والفكرية والأجتماعية ومحاولة التشويش على ديانتهم والقيام بحملات التعريب لتذويب الأيزيديين في بوتقة القومية العربية وربطهم بالأمويين ولكن رغم كل هذه السياسات والفرمانات حافظ الأيزيديين على ديانتهم وقوميتهم الكردية ,وكان لهم دور مشرف في انتفاضة1991 في كردستان الجنوبية وبسقوط الطاغية في العراق تأملوا خيراولكن معاناتهم لم تنتهي حيث لايزالون يتعرضون للمضايقات والخطف والقتل على أيدي الأرهابيين ولعل أكثر هذه العمليات الأرهابية شراسة ودموية
هي التي استهدفت قريتي (كري عزير) و(سيبا شيخ خدر) وتكمن فظاعتها في تفجير ثلات شاحنات دفعة واحدة ضمن المجمات السكنية الأمنة للأخوة الأيزيديين حيث تم استشهاد المئات من الأطفال والشيوخ والنساء والشباب وجرح المئات وكانت نتيجة هذه العملية إن أبيدت عوائل بأكملها وشردت مئات العوائل وباتت تعيش في الخيام في هذا الشتاء البارد دون مأوى ,خراب ودمار في كل مكان أنها بحق حرب إبادة جماعية والسؤال الذي يطرح نفسه : ما ذنب هؤلاء الأطفال الباقيين دون أهل أو عائلة ؟.
وكيف سيتعايش هؤلاء الضحايا مع هذه الكارثة ؟
وهل سيبقى هؤلاء الضحايا في هذا الشتاء القارس في هذه الخيام ؟
أين المبالغ التي خصصت من الحكومة العراقية للضحايا من الشهداء والجرحى ؟
إن هذه العملية الإرهابية استهدفت الأكراد الأيزيديين لأبادتهم وتقليل أعدادهم لأن الأكراد الأيزيديين هم الذين سيحددون ميزان القوى في مناطق شنكال وشيخان عند تطبيق المادة (140 ) إذن لا بد من تطبيق المادة (140)وإعادة هذه المناطق إلى أقليم كردستان أوقيام وفد من أبناء منطقة شنكال وشيخان بتقديم طلب رسمي إلى الحكومة العراقية للمطالبة بقيام حكومة أقليم كردستان بحمايتهم وتدبير أمورهم مؤقتا
إلى أن تطبق المادة (140) من الدستور العراقي وتعود شيخان وشنكال إلى حضن كردستان
وكلمة أخيرة لابد منها إن حقوق الأمم والأقليات الدينية والطائفية لن يتحقق إلا بوجود دولة علمانية , وفصل الدين عن الدولة ومؤسساتها لأن الدولة العلمانية هي دولة حقوق الإنسان والديمقراطية .
لنقل معا لا للإرهاب بكل أشكاله السياسي والديني والفكري والقومي ونعم لمبادئ الديمقراطيةووسياسة حقوق الأنسان والتسامح الديني .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا