الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يعلم الله أين !!

هشام السامعي

2007 / 9 / 28
كتابات ساخرة


الجنوب يغلي بنار الإعتصامات والمسيرات نتيجة القمع وسياسة الفيد والسلب والإقصاء الذي لاقاه أبنائه , وصعدة لازال تحت رماد الحرب نارّ ربما تشتعل في أطرف ساعة , والخلاف في المراكز العليا للدولة وصراح الأجنحة داخل الحزب الحاكم , ويعلم الله إلى أين .
اعتقال صحفيين ومهاجمة وتهديد بالقتل لصحفيين أيضاً , ضرب ولبج للخيواني وتهديد واختطاف لأخرين , وصحف مثل الجراد في الأكشاك وكل يوم صحيفة جديدة , وهذا كله ينذر بقادم غير مكتمل أو مشوه بذرته قوى الشر في الوطن أجمع .
الأسعار تتصاعد كما تتصاعد الروح إلى بارئها والدنيا كما لو أنها يوم المحشر والناس تمارس الموت يومياً بالطريقة التي تتناسب مع حجم معاناتها , والأحزاب مثل الأطبنات " الضُرات " والشعب يموت أبوه ويزيد يشبع موت , مسيرات واعتصامات في معظم المدن وحالة من الغليان تلك التي في صدور الشعب , وقيادات الحزب الحاكم من الآن جالس تخيط قمصان للكذب الجديدة التي ستلبسها أيام الإنتخابات القادمة في 2009م ومن الآن يجهزوا طبول الزفة والمزامير .
المشاهد جميعها تُعيد إلى الذاكرة ماقبل الحرب الأهلية 94م وماتبعها وتلاها ولحقها من كوارث على رأس الشعب جعله مثل المجنون يخيط الشوارع مطلع منزل , وخلينا هكذا نكتب بهذه اللغة الهوشلية وبدون أي فائدة غير الشقداف من جيز الناس , وقيادتنا الحكيمة مة مة مة مة كما ينطقها دائماً القائد ولا على بالها وكأن الشعب عيال خالتها وتفضل أن تراقب الوضع من بعيد عملاً بالمثل الشعبي نصيب المُفارع خبطة بالصميل , وإلى الآن يقف الرئيس عاجزاً عن إستيعاب مايحدث ومايمكن أن يحدث كما يعجز دائماً عن تصدير خطاب جديد يبرر كل هذا الفشل الذي أستوطن مراكز القرار العليا في النظام .
الأوضاع مش سابرة ياجماعة وشتقرح على رؤوسنا كلنا وأولهم القيادات اللي جالس تتصانج , ونحنا مش ناقصين قوارح يكفي قوارح أبناء المسئولين وقوارح الأعراس وقراح القلوب حق الشعب والمعدة والكلاوي .
التقارير التي تصدر تباعاً تبشر بانهيار كل مقومات الدولة التي لم توجد أصلاً , لكن لنفرض أنها تأخذ تسميتها هذه من العُرف الذي ترسخ أن الدولة هي المرافق والمسئولين عنها والوزارات والدستور وما إلى ذلك , ضف إلى ذلك أن الواقع الآن لا يمتلك رؤية جدية للمستقبل وقد يكون إسقاط النظام أو الانقلاب ضده قائم أساساً على قناعة لابأس بها بضرورة التغيير كنتاج طبيعي لحالة الرفض العارمة التي تشكلت مؤخراً لدى العامة .
لم يعد بوسع النظام حالياً أن يقدم جديد أو لديه القدرة على حل كل هذه المشكلات وليس من العقل أن يأتي في أخر المطاف ليعلن قبوله بتسليم السلطة لمن لديه القدرة على تحمل المسئولية والخروج بأقل الخسائر , كما أنه ليس بمقدور المعارضة أن توفر البديل ولا أقصد بالبديل قائد جديد لأن جميع من حكموا في السابق لم يكونوا يطرحوا كبدلاء ولكن أقصد بالبديل تجربة حكم بديلة للتجربة الحالية .
الحاضر الأهم هنا أننا سنكون شاهدين على كل الأحداث التي ستأتي تباعاً وهذا ربما يشفع لنا فشلنا , أو يغفر لنا جُرمنا وخوفنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل