الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم السلم واللاعنف في العالم 2/10

عبدالحسين الساعدي

2007 / 9 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


ما إن خرج العالم من حربين كونيتين مدمرتين لا طائل كان من وراءهما سوى البحث عن المكاسب السياسية ، وتوسيع مناطق النفوذ ، ومحاولة السيطرة على مناطق وأسواق عالمية جديدة ، وبعد إن راح ضحيتها الملايين من البشر ، أخذ يفكر بشكل جدي لوضع حدٍ لهذه الحروب ، والعمل على حث الشعوب من أجل الوقوف بوجه الحروب ومشعليها ، وما أنفكت المنظمة الأممية سائرة في العمل الجدي والمثابر من أجل أستثمار أي مناسبة لكي تجعل منها فرصة للتذكير بالآثار المدمرة نتيجة الحرب ، وتمجيد الرموز السياسية والفكرية والدينية في أرجاء المعمورة كافة ، والتي عملت من أجل السلم والمحبة واللاعنف بين بني البشر ، فقد أتخذت من يوم الثاني من تشرين الأول ، وهو يوم ميلاد الرسول الهندوسي ورجل السلم والتسامح واللاعنف المهاتما غاندي رمزا للنضال السلمي ضد الظلم والقهر والأستعمار بأشكاله كافة ، ودعت الى التسامي بالقيم الأنسانية النبيلة التي جسدتها (نظرية اللاعنف ) التي وضع أسسها الراحل المهاتما غاندي .
لقد تأثر السلم الأهلي هو الآخر وفي بلدان العالم جميعا ، من الأثار المدمرة بسبب الحربين الكونيتين ، وتجسد ذلك من خلال دموية الصراع والتناحر القومي والطائفي والأثني الذي ظلت تشهده وتعيشه الكثير من مناطق العالم ، وكان من أثاره السلبية على شعوب تلك البلدان ، وقوع المزيد من الخراب والدمار والضحايا ، وتراجع برامج البناء والتنمية ، وما زال الكثير من تلك المناطق في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأسيا تعد من المناطق الساخنة وساحة للصراع والحروب ، في حين ينشط هنا وهناك الكثير من أنصار السلام ومحبيه للعمل على وقف تلك الحروب والصراعات الكارثية ، والدعوة للحوار البناء من أجل فض النزاعات والخلافات القائمة بالطرق السلمية اللاعنفية .
ويبقى المغزى الرئيسي من الأحتفاء الأممي والسنوي بميلاد المهاتماغاندي ، هو تأكيد ضرورة إشاعة مفاهيم السلم والحوار بين الناس ومن أجل العيش بشراكة ، ونبذ العنف بأعتباره عامل دمار وتخلف ، وتغليب لغة الحوار والتسامح بدلاً من لغة العنف وألغاء الآخر ، لذا يدعو الناشطون في مجال السلم الى تخليص المناهج التربوية في مراحل الدراسة كافة من جميع الأفكار والمفاهيم التي تكرس الفرقة وتدعو الى البغضاء والتناحر وتثير العداء الطائفي والقومي والأثني ، والعمل على تبني البرامج والمناهج التربوية التي تشيع قيم المحبة والتسامح والوئام ، وقبول الآخر وتشجع الحوار البناء الهادف ، لما له من أثار إيجابية على تقدم الشعوب وتطورها ومن أجل عالم خال من العنف .
لقد كفلت الشرعة الدولية ودساتير الدول الموقعة على المواثيق والصكوك الخاصة بحقوق الأنسان ، حق الأنسان على أن يعيش في بلد آمن خال من الحروب والصراعات القومية والطائفية والأثنية ، وبعيداً عن كل ما من شأنه أن يسيء لوجدود الأنسان وهويته وكرامته ، فضلاً عن حقه في أن يعيش مع أخيه الأنسان في مجتمع تسوده مفاهيم وقيم التسامح والمحبة والوئام ، وتغليب لغة الحوار وقبول الآخر، ومن أجل العيش بشراكة تامة و بناء غد الأنسانية المشرق .

لذا يبقى الإعلام الجاد والرصين والملتزم هوالسلاح الأكثر حيوية وتأثيراً في إشاعة مفاهيم التسامح والمحبة والسلم ونبذ العنف ، ففي عالمنا اليوم حيث ثورة المعلومات والتكنلوجيا الحديثة وحرية الحصول على المعلومات والأخبار يؤدي هذا الأعلام دوراً تعبويا في مواجهة الصقور الداعين الى أثارة الحروب في مناطق مختلفة من العالم ، وضد من يكرس مفاهيم التعصب والتطرف الديني والقومي الشوفيني والأثني ، ويعمل على زعزعة الأسقرار في الكثير من بلدان العالم .
اليوم ينشط محبو السلام في أرجاء المعمورة كافة لجعل اليوم العالمي للسلم واللاعنف فرصة لتجديد العزم الأكيد من أجل تكريس مفاهيم المحبة والوئام والسلم الأهلي و إشاعة لغة الحوار والتفاهم التي دعا وناضل من أجلها رسول المحبة المهاتماغاندي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ